عهدت مؤسسة البادية الخيرية من المحسنين البذل ، وتوطد بينها وبين الفقراء واليتامى والمحتاجين العطاء ، في رمضان وفي العشر من ذي الحجة يأخذ العهد والوعد ابرز تجلي ويأخذ اكبر تمثّل ، وهكذا كان رمضان البادية الذي مضى بخيره العميم وعطائه الجزيل ، كان رمضان موسم إحسان ورضوان ، إحسان من المنفقين الى المحتاجين ، إحسان بين المخلوقين ، ورضوان بينهم وبين مولاهم الحي القيوم الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، ومن خلال الإحسان يُرتجى الرضوان .
كان ولا يزال رمضان مدرسة إيمان وعطاء ومحراب صفاء ونقاء ، تتعزز هذه الحقيقة وتأخذ مداها الأقصى و افقها الأرحب من خلال نفقات المحسنين ، المؤمنين أن أموالهم هي رزق من الله ، فيسارعون في تزكيتها استجابة لأمر الله ابتغاء لمرضاته وطمعاً في ثوابه ومزيده ، وهي شعيرة من شعائر الإسلام الدالة الواحدة منها ، فضلاً عن مجموعها ، على عظمته وقمة إنسانيته وسمو رسالته .
تماماً كما ان السعي من اجل البر والخير والدلالة عليهما من علامات عظمة الاسلام ، كم من ساع بالليل والنهار شأنه يجمع من المنفقين نفقاتهم او شأنه يقدم للفقراء واليتامى والمحتاجين اعطيات اخوانهم المستشعرين فضل الله والطامعين في مرضاة مولاهم والسعداء بخدمة اخوانهم في الدين والعقيدة .
لتعدد الحاجات تُنوّع مؤسسة البادية الأعطيات والبرامج الرمضانية وبحسبها برامج الخير الرمضانية ، فالتمور حاجة لا غنى عنها في مائدة الافطار ، فلها برنامجها ، والمواد الغذائية فرحة لا توصف لدى متلقيها من الفقراء واليتامى والمحتاجين وخصصت لها المؤسسة برنامج السلة الغذائية ، ولما كان من الصائمين من يداهمهم وقت الافطار وهم في الطرقات لما يصلوا بعد الى بيوتهم او مساجدهم فجعلت البادية برنامج افطار الصائم على الطريق العام ، ولما كانت حاجة بعض الحالات للمبلغ النقدي أكثر مما عداها فهناك برنامج توزيع الصدقات ، ولما كانت حاجة العديد من الاسر مساعدتها في توفير ملابس العيد خصصت لها المؤسسة برنامج كسوة العيد ، هذا على الصعيد الفردي والاسري ، اما على الصعيد الجمعي الاصغر جعلت برنامج الافطار الجماعي وعلى الصعيد الجمعي الاكبر ونتيجة للحاجة الرمضانية الماسة لبعض المناطق الى إمام يؤم المصلين في مسجدها ويقدم لهم المواعظ الحسان والدروس في المهام من امور الدنيا والدين خصصت المؤسسة برنامج إحياء قرية في رمضان .
كم هو غني خصب رمضان البادية ، وهذا ثمرة توفيق الله والسعي الحسن والثقة التى تحظى بها المؤسسة لدى المنفقين من حر مالهم وكسبهم الذي جعلهم الله فيه،
معادلة الانكار لا تزال حاضرة بل متصاعدة على غير أساس وبدون وجاهة ، وحينما تأملتها وجدتها محاولة بائسة لمغالطة النفس التي توقن باحسان المحسن ونجابة السلوك وروعة المسعى ونضج الثمرة وصدقها ولكن تلك النفس تتعامى عن هذا وتدعي انكاره في خطابها مع الاخرين ووساوسها المتهافتة المرتدة الى ذاتها.و ان كان سعي الانسان هو لرضاء الناس ونيل اعجابهم فقد خاب مسعاه وطاشت مؤملاته ، انما الركون على ان يكون المسعى لرضوان الله من خلال بذل الجهد واستفراغ الطاقة لخدمة الناس الاكثر حاجة والاشد الحاحاً للمساعدة والمعاونة في تكاليف الحياة المتجددة مع قلة ذات اليد .
ان الاهم هو ثقة الإنسان في عدالة مسعاه ووجاهة عمله لا ثقة الآخرين به ممن لايرضاهم مسعاه بالكلية ولا عمله بالجملة لهوى في أنفسهم معلوم.
بقلم : مرعي حميد