جميلٌ أن يجتمعَ شملُ فرقاءِ العمل السياسي الجنوبي تحت سقفٍ واحد .. مع أنّي أختلفُ معهم تماماً في أطروحاتهم .. ولا أتّفقُ معهم على الإطلاق في رؤيتهم لآفاق الحل لمشاكلِ هذا الوطن ..
لكن كم أسعدني أنهم يجتمعون تحت قيادة المثقفين .. وليس تحت قيادة العسكر .. أو القبيلة .. أو الديناصورات المحنّطة من القيادات التي سلبتنا الأمس والحاضر وتريد سلب المستقبل منّا .. وكم أتمنى أن يستمرّ ذلك ويحافظوا عليه .. مع تخوّفي الكامل من أن عتاولة القيادة الجنوبية لن يسلّموا بذلك بسهولة ..
كم اسعدني .. أن يلتقوا تحت سقفٍ واحد .. سلاحهم الكلمة والرأي بالرأي والفكرة مقابل الفكرة .. فلعلها بشارة خيرٍ أنهم سينتهجون منهجاً يزيل ما علُقَ بأذهاننا من ايام البطش والجبروت والتصفيات والاغتيالات .. ولعلهم يؤمنون بالسلميّة الحقّة والابتعاد عن سياسات الترهيب والتخويف التي لا تزال فصائل منهم تمارسها على شعب الجنوب الذي يدّعون أنّهم يحملون قضيته ويدافعون عنها ..
كم اسعدني أنهم يجتمعون بشكلٍ فيه التحضّر والتمدّن في ظل سطوة ما يسمّونها قوات (الاحتلال)، بل وفي المنطقة التي يُطلق عليه البعض منهم بـ(المنطقة الخضراء)، كلّي أمل أن تتسع صدورهم وعقولهم أيضاً لانعقاد اجتماعاتٍ أخرى لتياراتٍ أخرى لمن هم مثلهم من أبناء هذه الأرض وهذا المكان وهذا الوطن ولكن يحملون أفكاراً أخرى ورؤى مختلفة يرون فيها المخرج الآمن لهذا الوطن مما يعانيه، دون أن تكون اجتماعاتهم مهددة بالمهاجمة أو الاعتداء أو الإفشال ..
خالص أمنياتي لهذا الاجتماع بالنجاح .. وأن يلهمهم المولى سبحانه التوفيق للخير والصواب ..
بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد
