مكتبة الشيخ سالم بمدودة تستضيف الشاعر ربيع عوض بن عبيدالله

حضرموت اليوم / سيئون / خاص:

أقامت مكتبة الشيخ سالم بن زين باحميد بمنطقة مدودة بمديرية سيئون مساء الأحد 20 سبتمبر 2013 أمسيتها نصف الشهرية للشاعر القدير / ربيع عوض بن عبيدالله ( ابوجعفر ) الذي استعرض كتابه الشعري الموسوم ( المزارع بين الأمس و اليوم ) الكتيّب احتوى على قصيدة مطولة تحكي حياة المزارع في وادي حضرموت ـ و منطقة مدودة تحديدا ـ قبل ظهور المكنة على حد تعبيره . ثم بعد ظهورها و تطور حال الزراعة فيما بعد .

الشاعر ربيع بدأ بالحديث عن حال المزارع في السنوات الغابرة وكيف كان مهتما بأعمال الزراعة رغم شحة الإمكانات فقال :

ساس الزراعة ماء وارض خصبه

و فلاح اه خبره يخاف ربه

ويعرف الغرسة و ذري حبه

ويعدل الماء داخل المطيرة

IMAG0990إذ أن استخراج المياه من الآبار يتم من خلال ممارسة أعمال السناوة و هي جلب الماء من أعماق البئر باستخدام الأغاريب و الحبال الطويلة مستعينين في ذلك بالجمال و الحمير إضافة إلى ضرورة و جود عدد من المختصين من بني البشر لترتيب و تنفيذ هذه المهمة . وهذه العملية غاية في التعب و الإرهاق و المشقة و لكنها ضرورية لأن الزراعة و من البديهي لا تقوم إلا بالماء .

ثم ذهب الشاعر في ( مربوعات القصيدة ) للحديث حول مهام الفلاح من حراثه للأرض و تسميدها و تسويتها مستخدما في ذلك الأبقار  المعلّمة و أدوات الحراثة القديمة المتمثلة في الماهي و المفاييش و الليف و الحبال و غيرها ، و تطرق ايضا الى مهمة كل صاحب حرفة متعلقة بالزراعة كالمفاضي و البقار و غيرهما .

IMAG0998من تدخل البلدة يشد باسه

و يستلم ارضه على قياسه

و مستعد و المال في كياسه

و يقيم تشروعته فوق بيره

ويقرب النشرة بوجه راضي

بعير ولاّ ثور زين ياضي

و يروح للبقار و المفاضي

و يسد بهم مدة سنة سبيرة

ويواصل

بعد العمالة قرب المفاييش

وفي زواملهم لعاد تناقش

وقرب الماهي و عت مرابش

ولكل طلب حضر كما الذخيرة

و معلم الماهي رجل قيادي

يعرف سيوب الماء مع المعادي

وانه قضب بايخرجه حوادي

القضب يبطي عدلته عسيرة

IMAG0992ثم قدم الشاعر ربيع عوض ألوانا من الألحان التي تصاحب أعمال الزراعة مثل أغاني محضة العتم ( قناة الري ) و التفييش و صوت الزام الذي يتغنى به المسقّي في أوقات المساء أو الظهيرة و هو من الأغاني الزراعية المتميزة اذ انه بالإمكان يغنى بصحبة المدروف ( الناي )

لحن السناوة قول يالمالي

تسمع مواويله مع الليالي

من جوع و تعب كثر ما يصالي

واحيان من فرحة عشق صغيرة

ولهم مغاني وقت ما يدومون

ويقول بو عامر و سر مكنون

و على حمار ولاّجمل يدر يون

و الجذع به مربوط في الاخيرة

IMAG0993و في ختام قصيدته ( المزارع بين الأمس و اليوم ) تعرض الشاعر ربيع عوض لحال المزارعين في ذلك الزمن حينما ظهرت الماكينة لجلب الماء دون عناء أو تعب واستغرابهم لذلك بل و عدم تصديقهم الا  بعد المشاهدة الحية

و بعضهم يكثر من التكابير

ذا ماء بلا نشره طاع من البير

لا دقت المكنة ذلح في الضير

حاجة نحيّر ، معجزة كبيرة

و البعض ما صدق و وشد رحاله

حد عالحمير و و البعض ع جماله

با يخابر الجيران وام عياله

الوصف ما يشفي كما نظيرة

بعد الانتهاء من شرح و تحليل القصيدة و بعض ما جاء فيها من المفردات و المعاني ، أتيحت الفرصة للحاضرين للمشاركة و المداخلة في ذات الموضوع حيث تحدث الأخوة أحمد عبدالله منيباري عاقل حي مدوده و عبدالكبير بن سالم باحميد مهتم بالتراث و الشيخ علي بن عبدالله باحميد خطيب المسجد الجامع بالمنطقة متساءلين عن بعض ما تعرضت له القصيدة مؤكدين أهمية الحفاظ على التراث و الاستفادة منه و تطويره بما يلائم المرحلة الراهنة و عقب الشاعر ربيع على الملاحظات بشكل مختصر .

 

حضر الأمسية عدد من المثقفين و المهتمين و جمع غفير من المزارعين و أبناء منطقة مدوده .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص