افتتاحية صحيفة سيئون

إصلاحنا يكمل23عاماً من عمره السياسي

فمنذ 13 سبتمبر 1990م انطلق الإصلاح في مسيرته المباركة متخذاً من الإسلام بشموله ووسطيته منطلقاً رافعاً قول الحق تبارك وتعالى : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) شعاراً:

 ومن يومها أيقنا أن المسيرة السياسية الاعتراضية السلمية تحتاج إلى صبر، مارسنا النضال السلمي، كبابٌ من أبواب الجهاد، وبابٌ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبابٌ من أبواب النصح لأمة المسلمين وعامتهم . بابٌ يساعد على نبوغ جيلٍ قيادي يواصل المسيرة ويتصدر للمواقف الصلبة مستعيناً بالله، ثم بأساليب الإسناد التوعوية : الكتابة والشعر والخطابة والقصة والمسرحية، الكلمة الطيبة وكل إنتاجٍ فني بشكل عام، مستخدمين كل وسيلة متاحة إلى : المراكز البحثية، والقنوات الفضائية، والإيميل، والانترنت، والموبايل، والفيس بوك، وتغريدات التويتر ..أوصلنا النضال السلمي إلى ذروته حين تعاونا مع القوى السياسية على اختلاف توجهاتها بإقامة (اللقاء المشترك) الذي جمعنا مع غيرنا على قاعدة نتعاون فيما نتفق عليه، فنافسنا في الانتخابات المحلية وعلى مقاعد مجلس النواب وبلغ نضالنا ذروته في عام 2006م حين رشحنا الرجل النزيه (أبو تمام) فيصل بن شملان لرئاسة الجمهورية تلك الخطوة التي كشفت زيف أدعياء الديمقراطية محليا وعربيا وإقليميا ودولياً فمهدت لثورة 11 فبراير 2011م والتي لا زالت الجهود منصبة من خلال مؤتمر الحوار على إقامة اليمن الجديد يمن العدل والمساواة والشراكة في السلطة والثروة، اليمن الذي نطمح فيه ونتمنى أن يعيش فيه اليمني سعيداً في وطنه آمناً مستقراً ينعم فيه الجميع بخيرات بلادهم فلا عداوات ولا ثارات ولا قييلي ورعوي ولا جنوبي وشمالي أو حضرمي وصنعاني أوتعزي وتهامي أو زيدي وشافعي الجميع أمام القانون الجميع سواسية .

 نطمح في نهضة أهم مفاتيحها :

 فهمٌ ووعي بمهام المرحلة، وتعاون ٌ على البر والتقوى، وحركة دؤوبة وإنتاج متسق يحقق الآمال وينعش العباد والبلاد .

 نطمح في وطن يتسع للجميع :

 نعيش على ظهره سعداء : ينعم بخيراته الجميع لا تستأثر به حفنة قليلة من النفعيين والمقربين وبطانة السوء، بينما يعيش معظم أبنائه في فقر مدقع ومرض موجع وجهل وجوع مهلكين .

 يعيش فيه اليمني حراً رافع الرأس مكفول الحرية والتعبير، تتوفر له فرص عمل توفر له كفاية من عيش .

 وطن يتفق أفراده وسياسيوه وأحزابه على الثوابت الإسلامية والوطنية ثم تتنافس الأحزاب من خلال برامجها على خدمة المواطن من خلال انتخابات دورية متكافئة ونزيهة .

 هؤلاء نحن الإصلاحيين، وهذه غاياتنا التي نبذل من أجلها أوقاتنا بل وأرواحنا لنسعد أهلنا وأبناء وطننا وكل المقيمين فيه، ونمد أيدينا إلى كل يمني حر شريف، ومواطن أبي أن يضع يديه في أيدينا لتحقيق غاياتنا المستمدة من منطلقات إسلامنا، أو نموت دون ذلك فنلقى الله تعالى وهو راضٍ عنا . مذكرين بقول زهير بن أبي سلمة :

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه

ولو رام أسباب السماء يُسلَّم

 ومع كل ذلك يسبنا البعض وأنى لهم ذلك وهم يدركون أن السباب أسلوب الفاشلين ؟ ورمانا البعض بكل نقيصة وأنى لهم ذلك، وهم يدركون أنّ كل وعاء بما فيه ينضح ؟ بل وقذفنا آخرون بالحجارة وما كان لهم أن يفعلوا ذلك لو كانوا يعقلون ؟ واتهمنا البعض بأننا نستّلم على ذلك مبالغ خيالية لا يصدقها عاقل، ومِن مَن ؟ : مِن كان يتآمر علينا ليل نهار ولا زال يحشد كل طاقاته وقدراته وأجهزة إعلامه ويوظف الغوغاء لتحجيمنا والقضاء على فاعليتنا ليتحقق له ما يريد وتخلو له الساحة من منافس نزيه . ولكن ما تقول في من : إذا خاصم فجر . وتفرج البعض ولم ينبس ببطن كلمة، بل وهز آخرون الرؤوس طرباً بذلك الهراء ووضعوا الظالم والمظلوم في سلة واحدة، وما كان لهم ذلك وهم يعلم أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس . نحن لا نزكي أنفسنا فعندنا أخطاء نسعى لعلاجها، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون . وفي صفوفنا من لا نرضى تصرفه ولا نقره على ما فيه ولكننا نسعى جهدنا لاستكمال تربيته من خلال محاضننا، وخارج صفنا من هو أحب إلينا ممن بداخله لإيمانه وصدقه وأمانته ونزاهته وورعه، ولكننا بشر، والجهد البشري غير معصوم فلا عصمة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم .

 هذا هو الإصلاح في ذكراه الثالثة والعشرين لقد أنجز شوطاً كبيراً في أهدافه، ولكن لاتزال المراحل طوال، فلن نهدأ حتى نرى دولة العدل والمساواة قائمة، ودولة الاستبداد والطغيان بائدة هالكة .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص