لا أدري كيف انتقل الشر المستطير بين ليلة وضحاها من صنعاء وأخواتها إلى الشرق الهادئ النائم تحت جلابيب البساطة..
ـ لا أجد تفسيراً لشاطىء المكلا كيف تحول من وجهة للنزهة إلى " توربورا" أفغانستان وساحة لمعركة سياسية قذرة قبل أن تكون مواجهة عسكرية..
ـ لم أعد أتخيل كيف تحولت مجالس الحضارم وتحلقهم على لعبة "الضمنة " إلى نقاشات ساخنة تحاول كشف ملابسات الحالة الأمنية..
ـ بل من ذا الذي يقنع ذو الشيبة الذي انقطع مجلسه مع رفاقه على " الشاي الحضرمي " أن القصة " توتر أمني".
ـ لم أعد أستوعب كيف اختفت أصوات الدان الحضرمي وحل بدلها أزيز الرصاص يعزف أغنية الخوف.
ـ بل كيف لرائحة البخور أن تختفي لتحل من بعدها رائحة الباروت تعكر عيشنا.
ـ لا أستبعد في وضع كهذا أن يبارد الحضرمي بخلع " صارونه المشدود وحبوته الأصيلة " ليلبس خوذة الحرب معلنا لنفسه " لجنة شعبية "
ـ يا إلهي كيف تحولنا في وسائل الإعلام من" أصالة منارة المحضار وحضارة شبام وعراقة المكلا ، وجمال الطويلة وبسالة الشحر " إلى أفلام رعب تحكي تفاصيل القتل في عمق المدن.
ـ لا زلت مستغربا كيف صارت محافظة كنا قبل سنوات يمر علينا العام لا نسمع حادثة قتل بها كيف تصبح قصة من القتل والدمار تحكى صباح مساء .
ويبقى سؤالي من متى كانت حضرموت ساحة للقتل ياعلية القوم؟
وهل نحتاج لمبادرة خليجية حتى نقنعكم بأن بيانا في إذاعة لا يكفي في وضع كهذا ..
يكفينا تخديرات ومهدئات تنسينا الجاني والمسؤول وأحيانا حتى المجني عليه إلى حين فاجعة أخرى مشابهة ...
تحية مختومة بالعار إلى كل صاحب قرار يتفرج من على كرسيه مشاهد الموت وهي تحصد خيرة أبنائنا ثم لا يكلف نفسه ولو تعاطفا مع الضحية ...
لازلنا نبحث عن حليم يفهم بالعبارة لا بالإشارة .. ربما كثير من الاعلاميين يشاطروني الرأي بعد أ بحت أصواتهم بحثا عن حل للخروج من هذا مأزق كهذا.
بقلم : عارف بامؤمن
Arifap2000@gmail.com