حضرموت اليوم / المكلا / مجدي بازياد
جددت مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان مطالبتها للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت بتحمل مسئولياته التاريخية تجاه حياة المواطن ومستقبل الأجيال ، واتخاذ موقف حاسم وقرار بحظر دخول شجرة القات إلى المحافظة ، لما لها من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية،وصولا إلى جعل حضرموت أنموذجا يقتدى به ومحافظة خالية من القات.
وأوصى المشاركون في ورشة العمل التي نظمتها مؤسسة حضرموت لمكافحة الخميس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والقات تحت شعار نحو جعل حضرموت محمية خالية من القات بضرورة تدشين حملة توقيعات للمطالبة بحظر دخول القات للمحافظة وتحويل قضية القات إلى قضية رأي عام وتشجيع الأحزاب السياسية في اليمن ولاسيما في حضرموت للتأثير على صناع القرار ودعوة وإشراك مجلسي حضرموت الأهلي والشعبي لتبني قضية مكافحة القات ضمن رؤاهم ورسالتهم وتضمين المناهج الدراسية وخاصة الابتدائية التوعية بأضرار القات.
وكان وكيل محافظة حضرموت أحمد جنيد الجنيد قد شدد في افتتاح الورشة على أهمية نشر التوعية والتثقيف بين أفراد المجتمع بأضرار القات وآثاره السلبية على جميع نواحي الحياة الصحية والاجتماعية والاقتصادية من خلال تكثيف البرامج التثقيفية والإرشادية التي تتناول المشكلة، إضافة إلى الدعوة لعقد لقاء بالمجلس المحلي بالمحافظة لوضع القضية على الطاولة واستعراض كافة أبعادها.
وقال الجنيد إن مؤشرات خطر القات أصبحت واضحة للجميع وعلينا شحذ الهمم وبذل كافة الجهود من اجل مواجهة انتشار تعاطي القات باعتباره التحدي الكبير الذي يواجه حضرموت واليمن بشكل عام وشدد على أهمية أن تخرج ورشة العمل بتوصيات هادفة ومجدية تساعد على وضع استراتيجية للتعامل مع القات وبرامج تنفيذية يلتزم الجميع بتنفيذها في ظل المساوئ التي تنتج عن زراعة وتعاطي هذه الآفة الخبيثة فيما يخص استنزاف المياه والتأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
ودعا الوكيل الجنيد في كلمته في الورشة التي حضرها عضو مجلس النواب الأخ فؤاد عبيد واكد المهتمين وكافة شرائح المجتمع إلى توحيد جهودها لتقليل أضرار هذه الآفة التي تنتشر في حضرموت مؤخرا بشكل ملفت وتكثيف برامج التوعية والتثقيف بمخاطر هذه الآفة وصولا إلى خطوات متقدمة لجعل حضرموت محافظة خالية من القات.
بدوره أكد د أحمد محمد باذيب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان أن المؤسسة ستعلن حربا شعواء لاهوادة فيها ضد هذه النبتة الشيطانية الدخيلة على محافظتنا والمدمرة لمجتمعنا وأجيالنا لتكون أفيونا للشعوب المغلوبة على أمرها وسببا للعلل الجسدية والنفسية والاجتماعية مضيفا أن انعقاد هذه الورشة يأتي للتذكير بتوجهات المؤسسة نحو مكافحة هذه الشجرة الخبيثة ومواجهة انتشارها الملحوظ في السنوات الأخيرة .
وجدد د. باذيب مطالبة المؤسسة للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت بتحمل مسئوليته التاريخية تجاه حياة المواطن ومستقبل الأجيال، واتخاذ موقف حاسم وقرار بحظر دخول شجرة القات الشيطانية إلى المحافظة، نظراً لما يخلفه تعاطيها من أضرار صحية واجتماعية واقتصادية، أدت إلى هلاك العباد واستنزاف طاقاتهم وتجفيف مصادر دخلهم وضرب كيان الأسر والمجتمع في الصميم, منوها أن المؤسسة تتابع بقلق تفشي ظاهرة مضغ القات بين أبناء محافظة حضرموت بعد أن كان دخول القات إلى المحافظة من المخالفات المحظورة.
ويضيف رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان أن إدمان القات يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم، مما يجعل متعاطيه أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري ، ويقلل نسبة البروتين في الدم ، مما يؤثر على نمو الجسم ، ولعل هذا ما يفسر الهزال وضعف البنية لدى غالبية المتعاطين في بلادنا على سبيل المثال.
ونبه د. باذيب إلى أن الأطباء وجدوا ارتباطاً بين ازدياد حالات سرطان الفم والفك وبين إدمان هذا النبات المخدر، خاصة في السنوات الخمس الأخيرة إذ انتشرت عمليات استخدام مواد كيميائية غير مسموح بها عالمياً ترش على هيئة بودرة أثناء زراعته.
فيما أشار د.صبري بن مخاشن مسئول برنامج مكافحة التدخين والقات بالمؤسسة أن التوعية بمخاطر آفة القات هو وسيلة البرنامج الحالية وسلاحه الفعال في كشف مساوئ القات حيث تم تصميم العديد من مواد التوعية المختلفة المطبوعة منها والمرئية والمسموعة مضيفا أن برنامج المكافحة يشمل تشكيل فريق لأنصار برنامج مكافحة القات من طلبة الثانويات والجامعات وتخصيص ميزانية خاصة لهذا الملف لإجراء العديد من الأنشطة والفعاليات الدورية والمنتظمة في إطار الملف وتشكيل رابطه للمقلعين عن القات وتكريمهم والاستعانة بهم في مختلف الفعاليات وربط الانصار والشركاء الكترونيا لضمان التواصل والمتابعة وحث المسئولين على تضمين المناهج الدراسية حصص توعوية تبرز أضرار ومخاطر القات وكذا تنظيم حملات وفعاليات جماهيريه في مختلف مديريات المحافظة وخاصة الموبوءة منها بالقات والتعاون مع صانعي القرار ومؤسسات المجتمع المدني في العمل على الحد من ظاهره بيع القات إما بمنع دخوله وبيعه نهائيا أو ضم كل الأسواق في سوق مركزي واحد خارج المدينة و الاستفادة من التجارب السابقة الناجحة بتكرارها وتوسيعها ومن ذلك (خلو مدينة غيل باوزير من أسواق القات) إلى جانب تقييم الوضع الحالي وتقدير حجم المشكلة وإجراء بحوث خاصة بالبرنامج عن طريق المسح الميداني المباشر لظاهرة إدمان القات بين مختلف شرائح مجتمعنا نوعا وكما وكيفا والكشف عن أسبابه والعوامل المساعدة على انتشاره والطقوس والسلوكيات المصاحبة لتعاطيه ولتأثيره على مختلف جوانب حياة الفرد المخزن وغير المخزن بالإضافة إلى إجراء مسح ميداني لظاهره انتشار القات بين الطلاب والموظفين وسائقي المركبات والرياضيين.
واستعرضت الورشة أوراق عمل قدمها المشاركون من مختلف الجهات الصحية والثقافية والأدبية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني حيث قدم الدكتور عبدالله باحاج ورقة بعنوان أضرار القات الاقتصادية ، وتحدث الأخ محمد باهبري عن الوضع القانوني لإصدار قرار حظر القات، فيما استعرض الدكتور وليد البطاطي رؤية اللجنة الوطنية لمكافحة القات وعلاقتها بالبنك الدولي فيما تلا المهندس فوزي بن حويل فتوى تحريم القات من عدد من علماء حضرموت ، وتم في الورشة عرض فيلم وثائقي بعنوان "بسمة" يستعرض أضرار القات المادية والاجتماعية والأسرية.
وأثريت الورشة على مدى أربع ساعات بمداخلات مهمة ونقاشات مستفيضة وأطروحات وأفكار ورؤى قيمة قدمت من قبل د. سعيد سالم الجريري رئيس ود. عبد القادر باعيسى والمهندس محمد الديلمي المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية وعلي صالح باقي مدير عام مكتب وزارة الإعلام بالمحافظة والدكتور محمد سالم بن جمعان أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب بجامعة حضرموت ومنير الجابري مدير المؤسسة الوطنية لمكافحة القات والمخدرات وغيرهم.
واختتمت الورشة بتلاوة توصياتها وجاء فيها :
1)التأكيد على دعوة مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان للمجلس المحلي للمطالبة بحظر دخول القات إلى حضرموت ومطالبة المجلس المحلي.
2)الدعوة لدعم مشروع مؤسسة " أمل" لإنشاء مركز دراسات وأبحاث التدخين والقات.
3)الدعوة لإبعاد أسواق القات عن مدينة المكلا ابتداء بسوق الخيمة.
4)التأكيد على أهمية الإعلام في المكافحة ومطالبة السلطة المحلية باعتماد الإعلانات التوعوية بأضرار القات مجانا في الإذاعة والصحف.
5)تدشين حملة تجميع توقيعات من أبناء المحافظة بهدف تحويل القات إلى قضية رأي عام وتشجيع الأحزاب السياسية في اليمن وفروعها في حضرموت وعلى رأسها مجلسي حضرموت الأهلي والشعبي لجعل قضية مكافحة القات قضية رأي عام..
6)طعيم المناهج الدراسية وبالذات الابتدائية بالتوعية بمضار القات .
7)تكريم الشخصيات الاجتماعية التي تبنت فكرة محاربة القات ومنعتها في مناطقها وعلى رأسها الشيخ المهندس عبدالله بقشان وغيره من الشخصيات التي حملت هم مكافحة القات ، على أن يمتد التكريم للمنتزهات والأماكن العامة التي منعت مضغ القات وحيّت تجربة منطقة بدش بالريدة الشرقية بهذا الصدد.
8)توفير البدائل الترفيهية واهمها الاندية الرياضية وتزويدها بإمكانيات حقيقية تعينها في أداء رسالتها.
9)تكثيف الخطاب الديني في المساجد لمحاربة القات والتعريف بالحكم الشرعي تجاهه.
10)دعم التجارب الداعية لحظر القات مثلما هي في سقطرى وحوف وغيرها