حضرموت اليوم / سيئون / خاص
الماء عصب الحياة بل هو أساسها ولا يستطيع الإنسان العيش بدونه كما اخبر المولى في كتابة العزيز ( وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي ) .
و منطقة بور احد أحياء مديرية سيؤن تبعد عنها بـ ( 12 )كيلو تقريبا ويبلغ عدد سكانها ( 10.000 ) نسمة يعمل اغلب أهلها بأعمال البناء والزراعة وقليل منهم في مجال التجارة والنحالة ( منوّب )
في الستينات تقريبا قام المرحوم / ميسري
باجري ببناء أول خزان ماء للشرب في منطقة بئر الحداد يمد اغلب مناطق بور
الغربية بالماء وخزان آخر في منطقة البلاد
.
وهكذا توسع المشروع ليغطي اغلب مناطق بور بمد شبكة مياه الشرب إلى البيوت مجانا إلى اليوم .
وفي أوائل الثمانينات أو أواخر السبعينات بني الخزان الكبير الموجود اليوم في المنطقة الغربية ( الرييدة ) ليغطي المنطقة من السحيل شرقا حتى الرييدة غربا و حفرت معه بئر بالطريقة القديمة وهي الموجودة اليوم التي يشرب منها الناس وتبلغ نسبة الملوحة فيها أكثر من ( 2 ) مليموز , كما حفر على بعد خمسمائة متر منها تقريبا بئر أخرى يعتبر مائها صالح للشرب حسب المعايير الدولية واليمنية إلا انه لا يشرب منها إلا جزء قليل من أهل المنطقة .
توسعت المنطقة في عدد البيوت والسكان وزاد مقدار الاستهلاك للمياه فيستخدم الناس مياه الشرب للبناء وسقي الحيطان بجانب البيوت .
و اليوم يوجد في منطقة بوراربعة مشاريع مياه , ظهرت اثنان منها في وسط التسعينات الأول في منطقة الرييدة وهي التي يقع فيها المشروع الأول والمشروع الثاني يقع في المنطقة الشرقية السحيل وكان السبب في إقامتها هو عدم وصول مياه المشروع الأول إلى غالبية البيوت فسعى أهل الخير إلى إقامتها لتغطي احتياجات المواطنين مقابل رسوم رمزيه كل شهر.
أما المشروع الثالث فهو يوجد في منطقة الدقم قام بحفر البئر وبناء الخزان مؤسسة بن حم الخيرية إلا أن هذا المشروع إلى اليوم لم يشتغل ، وتم تسليمه لعاقل الحارة بالمنطقة الغربية في حين أن المنطقة الواقع فيها المشروع منقطع عنها الماء في بعض البيوت منذ أكثر من سنتين .
ويتساءل المواطنون عن الجهة التي نفذت هذا المشروع الحيوي بالملايين ثم يترك عبثا وهملا لا يستفيد منه احد .
واليوم يعم منطقة بور استياء وسخط عام من تقطع مياه الشرب عن البيوت وخوف من حدوث كارثة صحية خاصة بعد ظهور أمراض الكلى ( الرواسب ) في كثير من أبناء المنطقة وظهور حالات فشل كلوي .
كما ينتابهم الخوف من شربهم من بئر مكشوفة غير محكمة الغطاء ومن عدم تنظيف خزانات المياه بشكل مستمر و عمل شبك لها يمنع من دخول الحشرات .
كما أن عدم وضع مادة الكلور التي تقوم بتعقيم الماء وقتل الجراثيم عامل قلق لهم مما حدا بالكثير منهم لشراء الماء المحلى الذي تقوم بتوفيره لهم بعض محطات التحلية إلى بيوتهم .
ومن الأمور أيضا ضعف الصيانة للشبكة بشكل جيد وتغييرها إلى شبكة بلاستكية حديثة مدفونة حتى تقلل من نسبة الصدى ( الدحل ) المتكون في الشبكة .
من جهة أخرى يمتن كثير من المواطنين لأهل المشروع بجزيل الشكر وعظيم الامتنان على توفير الماء مجانا للشرب والعمل والسقي .
وترى بعض الشخصيات الاجتماعية أن يكون هناك اشراف صحي على مثل هذه المشاريع وأن يكون لها تامين حتى يضمن لها الاستمرار عند الأزمات .
كما تحتاج إلى رقابة من حيث درجة الملوحة ونقاء المياه من الشوائب التي قد تضر بحياة الناس وحصولها على مادة الكلور التي كانت في فترات سابقة توضع في الماء وبكمية معينه إلا أنها اليوم توقفت.