خطيب الساحة صالح ارتضى أن يسلم حاضره ومستقبله لمجموعة من الصبية ، عجزوا عن الحفاظ على أمنه

حضرموت اليوم / شبوة / احمد زين

قال الاستاذ الحسن علي حدير في خطبة جمعة رفض العقاب الجماعي بشبوة ان جرائم القتل مستمره من بقايا النظام للشعب ولكن الجريمة التي لا تنسى على مدار التاريخ جريمة مخيمات تعز.. ولكن دعوة المظلومين ليس بينها وبين الله حجاب و كما تدين تدان .... وقد كانت المحرقة التي اجترحتها قوات  صالح في مدينة تعز يوم 29 مايو/ الماضي مفصلا من مفاصل التحولات السياسية اليمنية.

 

ففي ذلك اليوم اقتحمت قوات صالح ساحة الحرية بالمدينة ، وأحرقت الخيام على المتظاهرين ، فتفحمت الأجسام النحيلة في مكانها ، وجرفتها جرافات السلطة، وكأنها تتعاطى مع ركام من القمامة ، لا بشرا من لحم ودم. وكان من بين الحرقى معوقون عجزوا عن الحراك، في وجه آلة البطش ولهيب النار. لم يتأخر الرد ، فبعد خمسة أيام فقط من تلك المحرقة المروِّعة التهمت النيران جسد صالح داخل قصره ، والتهمت معه أجساد عدد وافر من قادة سلطته،,, وظهر  صالح بعد طول غياب بوجه شاحب، وجسم داكن، ويدين مضمَّدتين قد فعلت فيهما النيران فعلها. لكنه لم يُبدِ أي اعتبار بما حدث، ولا أي تقدير لثورة اليمن , بل بدا الرجل هو نفسه معاندا أخرق، وسياسيا بليدا، يجهل منطق الثورات وقوة الشعوب.

 

واضاف ان الثوار والمعارضون كانوا أكثر إنصافا لصالح حين ارتضوا له الخروج المشرف، لكن صالح ارتضى أن يسلم حاضره ومستقبله لمجموعة من الصبية، عجزوا عن الحفاظ على أمنه، كما عجزوا فى الحفاظ على صورته وكرامته، إنهم حتى لم يجتهدوا فى الاعتماد على الحرفيات الإعلامية المتطورة لإظهاره بمظهر لائق، كل ما كان يعنيهم هو التأكيد على وجود صالح الذي يمنحهم الشرعية واستدرار التعاطف بالحالة التى وصل إليها صالح الذى كان يصول ويجول ويلوح بيديه يمينا وشمالا، سواء اتفقنا مع سياساته أو اختلفنا، لا يمكن أن يقبل الظهور بهذا المظهر لو كان بكامل إرادته، وهذه الشرذمة تريد من الثوار أن يقبلوا بنصف رئيس أو أقل مسلوب الإرادة وكأن اليمن قد عدم الرجال، وصالح ارتضى أن يحرق وجه اليمن ومستقبله بالاعتماد على هذه الزمرة العاجزة الفاشلة حتى فى تحقيق مصالحها فكيف لها أن تخدم الوطن.

 

وإن  السلطات الخليجية والأميركية يدركا أن علي صالح قد أصبح في خبر كان، لكنهما لا تمانعان من اللعب بجسده المحترق وعنترياته الخرقاء لعبة نفسية وإعلامية، هدفها التأجيل والتعويق، عسى أن يقبل الثوار اليمنيون بنصف ثورة، تبقي على جزء مهم من البنية السياسية والأمنية المخترقَة، وتستنزف طاقة الثورة وعنفوانها،.

وقال ان تفاقم أزمة الوقود التي نشهدها، منذ أكثر من 4 أشهر، وتسببها في شلل حركة المواطنين وارتفاع أجرة المواصلات وانقطاع المياه وارتفاع الاسعار...

 

بينما تتوفر كميات كبيرة من الوقود في السوق السوداء، الأمر الذي أثار غضب الشارع،عطل المنشآت وتسريح مئات الأيدي العاملة، فضلا عن الخسائر الباهظة التي تكبدها المواطنون في المحافظات ..

 

إن  الخوض في تفاصيل عمليات تهريب الوقود إلى السوق السوداء، بالمحافظات تحاط بكثير من الكتمان، غير أن تتبع خيوطها يكشف عالما من الأيادي الخفية التي تتلاعب بالمشتقات النفطية، وان النضال السلمي .. عمل لايضاهيه شيئ وأداء ليس له الا ان يؤتي ثماره العاجلة والآجلة على أكمل وجه فقط حين يتوفر لهذا النوع من الثورات رجال يحبون السلام كما يحب الطغاة الحروب ، يتوجهون نحو الرصاص بقدر مايفر المستبدون من هدير الجماهير نحو الأقبية.

 

لقد حققت ثورتكم السلمية الكثير في ظل زمن قياسي، شهد النظام تفكك بناه وعوامل قوته وهو الذي طالما تفاخر بمهارته وقدرته في الرقص على رؤس الثعابين وهو الذي ادعى بأنه صمام الامان وان رحل فبعده الطوفان ، وها قد ذهب وماثمة طوفان وماثمة ثعابين ، وما هنالك غير شعب ألين افئدة وشعور اجتماعي عميق وصادق بالأمن والسلام كل ذلك في ظل فراغ شامل في السلطة بمستوياتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وقبل ان تقدم الثورة شخصياتها النزيهة وبدائلها الرشيدة في الحكم وادارة البلاد..

 

وقال خطيب جمعة رفض العقاب الجماعي بعتق  إن الثبات على المبادئ, , والثبات في ميادين الاعتصام والعمل, والثبات عند لقاء الخصوم, إنه ثمرة من ثمار النصر وهو المطلوب, و لا يتصف به إلا المخلصون الصادقون, وهذا ما ندعوكم إليه في هذا الظرف الذي نحن فيه, ونحن في المواقع والميادين مرابطين, ومن وسائل التشكيك والتضليل مستهدفين, ولحركة الفاسدين والمفسدين معرضين, وجرأة الظالمين والمستبدين مستهدفين, وقد أمر الله عباده المؤمنين بالثبات في المواقف , وحين اللقاء بفئات الأعداء, ووعدهم الثواب والجزاء والحب , قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٤٥﴾ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) ﴿٤٦﴾الأنفال. وهو دعا المؤمنين وطلبهم له من الدعاء عند اللقاء (( وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)) البقرة﴿٢٥٠﴾. وهو قول المؤمنين ودعائهم عند شدة المصائب والابتلاءات خاصة عند منازلة  العدو  وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٦﴾ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿١٤٧﴾ فَآتَاهُمُ اللَّـهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))﴿١٤٨﴾ آل عمران.

 

الى ذلك طافت مسيرة حاشدة مدينة عتق منددة ببطش النظام وجرائمه في أرحب وتعز وأبين وكذا رافضة للعقاب الجماعي وردد المتظاهرون شعارات عدة منها

ياالله ياوهاب انصر ثورة الشباب

ياالله ياجبار  انصرنا على الأشرار

ياالله ياقدير أحفظ شباب التغيير

 

وحمل المتظاهرون لافتات نددت بجرائم بقايا نظام صالح .. 



إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص