وصلت أول دراجة نارية إلى وادي حضرموت باستيراد من التاجر الشيخ عبدالرحمن احمد باكثير في عام 1968م من شركة سوزكي اليابانية ، وفيما بعد استوردها الشيخان :عمر واحمد أبناء جعفر فلهوم وتزامن وصولها مع وصول دراجات نارية من شركة ياماها اليابانية استوردها التاجر : الشيخ سالم ابوبكر بإرجاء في ذات العام و بغرفة احتراق من 50 إلى 125 سي سي.. سنتيمتر مكعب.. وبألوان ومقاسات مختلفة واعتمد عليها المواطن في وادي حضرموت كوسيلة أولى للمواصلات نظرا لقلة السيارات ولأن ثمنها يتناسب ومداخيل المواطنين في ذالك الوقت ..
ولم تسجل حوادث قتل عمدا استخدمت فيها الدراجة النارية كوسيلة لفرار القاتل أبدا حتى عام 2000م ، وسجلت حوادث قتل غير متعمدة بسبب حوادث السير وهي قليلة ونادرة .
فيما بعد جاءت الدراجات النارية المستوردة من الصين والتي تمتاز بسرعة كبيرة وتصاميم حديثة مغرية للشباب والأولاد القصر ، وبدأت تحمل القتلة ، وسجلت كثير من الحوادث المرورية باسم الدراجة النارية شامكو ومسميات أخرى.. وسائق هذا النوع من الدراجات ربما يكون قاتلا لنفسه أو لغيره بغير قصد لأن سرعته الكبيرة تقوده لعمل حادث سير مميت له أو لغيره ، ومن كثرة حوادثها سميت غرفة في قسم رقود الرجال بمستشفى سيئون العام باسمها ..
وسجلت في السنوات الأخيرة حوادث قتل متعمدة استخدمت فيها الدراجة النارية كوسيلة لفرار القاتل وبالرغم أن الحكومة حاولت إيقاف الدراجات النارية مرات عديدة ولأسباب متعددة إلاّ أنها فشلت في ذلك وفشلت كذلك في القبض على القاتل المتعمد و المترصد للضحية مع سبق الإصرار وأصبح الواحد منا يخشى بان تكون الدراجة النارية المارة بجنبه تحمل قاتله ..
ولا ينكر عاقل أو محلل سياسي أو عسكري أو مراقب حاذق أن هناك ارتباط مباشر بين ما يحدث في وادينا من تصفيات مع المتغيرات السياسية التي تحدث في صنعاء ..
لذا فنحن بحاجة ماسة لرجل شبيه باليهودي بالعام باعورا و الذي كان في عهد نبي الله موسى ، و كان مستجاب الدعاء ، وكان الله قد علمه اسمه الأعظم وكلما دعاء به استجيب له ..
الحقيقة أن الدراجة النارية وسيلة من وسائل المواصلات مازالت تؤدي وظيفتها في وادي حضرموت بشكل ممتاز، والقتل المتعمد جريمة ليس اكبر منها ، وان كان لابد من الفصل بينهما و التفكير في حل لهذا الأمر فيجب البحث عن الأسباب التي دفعت القاتل لارتكاب هذه الجريمة الشنعاء ، ووضع المعالجات الملائمة حتى لا تتكرر أحزاننا وتعجز عقول كبرائنا وعقولنا عن فعل شيئ ايجابي مؤثر يحفظ أمننا وكوادره ..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه