الختايم بالمكلا ..تنافس الشباب لإظهار كنوز الأجداد

حضرموت اليوم / المكلا /  خاص

ما أن تقبل تباشير الليلة التاسعة من شهر رمضان المبارك من كل عام حتى تبدأ بمدينة المكلا حاضرة حضرموت أولى المهرجانات الشبابية والتراثية لما يسمى ( بالختايم للمساجد ) وأول ختم لمسجد بايعشوت بحي الشهيد خالد بن هامل ، ويعد هذا المسجد من أقدم المساجد بعد جامع البلاد – تقريباً ـ .

 

الختم احتفظ بطابعه الدّيني التصوفي في بعض المساجد حيث يختم القرآن الكريم في ليلة المسجد ، إلاّ أن الختم اتسعت أبعاده خلال الأعوام الماضية فشمل جوانب إجتماعية وتكافلية وتراثية ، ولعلها سياسية في بعض الأحيان .

 

ففي الجانب الاجتماعي والتكافلي يقوم أهل الحي الذي عندهم الختم بعزومة الأقارب من باب الصلة والتراحم وطلب الأجر من الله وبالمقابل يتم رد الدعوة لهم عندما يأتي ختم مسجدهم ، كما تقوم كثير من الأسر بإرسال ما لذ وطاب من المأكولات لجيرانهم قبل الإفطار ، وبالمثل يفعل الجار في اليوم الذي يليه .

 

ويتم تخصيص مساحة من الشارع القريب من المسجد ليفترشه الباعة ، حيث تزخر هذه المناسبة ببيع لعب الأطفال وكذا تأجير المراجيح وبيع الوجبات الخفيفة حتى منتصف الليل ، حيث يقبل الأطفال على شراء الالعاب التي تحلوا لهم بعد أن يستلموا مبالغ مالية من ذويهم وأيضاً من الضيوف بعد وجبة الإفطار .

 

قبل عدة سنوات دخل عنصر جديد على الختايم ، وهو تنافس الشباب في الأحياء على إبراز مظاهر تراثية كان يفعلها الأجداد في مثل هذه المناسبات ، وشهد هذا التنافس أشده العام الماضي حيث بذل شباب أحياء المكلا كل ما بوسعهم لإظهار ختم مسجدهم أفضل من أي ختم آخر انبهر الناس بما شاهدوه من ألعاب تراثية وكنوز رائعة تزخر بها المكلا .

           

اليوم إنطلق هذا المضمار من هنا من مسجد بايعشوت كالعادة ، هذا العام الفعاليات برعاية مركز الضياء التعليمي ، وهاهم شباب المركز وزهراته يتقمصون ما كان يفعله الأجداد ، فنسمع الأناشيد والأهازيج الترحيبية بشهر رمضان ، وهناك من ينفذون ( الشامية ) التي يقوم المطبل ( المسحراتي ) بالحي في أواخر شهر رمضان بجمع زكاة الفطر وذلك بمروره على البيوت مردداً أهازيج خاصة تسمى الشامية ، ولها مكانتها في نفوس الأطفال حيث يحتلقون حول المطبل وينشدون معه ، كما يتم التختيم لكل مولود جديد في كل بيت من بيوت الحي وينشدون له نشيد خاص بإسمه ذكراً كان أم أنثى وهي :

 

فلان .. هات حقنا

 

فلان .. لمن ربنا

 

فلان .. خرج بانشوفك

 

فلان .. تحت المسجد

 

فلان .. بيض الله وجهك

 

فلان .. وعساه أبيض

 

فلان .. ده السنه ختمنالك

 

بالسلامة لأخوانك ........

 

قسموا حنظل وبر .. خلوا الصغير يكبر... الخ

 

وهناك شباب وزهرات يرسمون شيء من ملامح حياة الأجداد ، في جلبهم للماء ، وطحنهم للحبوب بالأدوات القديمة التقليدية ، كما يتقمصون شخصياتهم من خلال الأزياء التراثية التي كان يلبسها سكان الحضر والبدو في تلك الحقبة .

 

وختاماً أجدها فرصة ونحن ندلف في أول أيام هذا الموسم الجميل من ابداعات الشباب الرمضانية أن نلفت عناية السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالأخ المحافظ والهيئة الإدارية للمجلسين المحليين بالمحافظة ومدينة المكلا أن يقدموا الدعم المناسب لهؤلاء الشباب الذين ينحتون في الصخر لتوفير مثل هذه الأشياء التراثية .

 

وأوجه عتاب لمكاتب وزارات  الثقافة والسياحة والإعلام ، المناط بها حفظ تراث البلاد وتقديمه إعلامياً وتسويقه سياحياً ، أن تتوجه إمكانياتهم على الأقل بتوثيق وأرشفة هذه الأعمال وإخراجها في كتاب أو نشرات تراثية عن المدينة وحضرموت عامة ، إلا إذا كانت هذه المكاتب للإعداد للإحتفالات الرسمية فقط .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص