خطباء ووجهاء : غياب الأمن وضعف الوازع الدينيى وزرع ثقافة الكراهية أفرزت عادات غريبة على المجتمع الحضرمي

حضرموت اليوم / سيئون / هاني جود:

شهد وادي حضرموت ظهور عادات دخيلة على مجتمعه اغتيالات للكوادر الأمنية و سرقة أعمدة و كيبلات الإنارة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة

و إطلاق المفرقعات والرصاص في الإعراس ..

صحيفة سيئون وفي عددها 92 لشهر نوفمبر 2013م اجرت استطلاع بحثت الأسباب والدوافع وراء تلك الظواهر والعلاج المناسب لمحاربتها مع عدد من الوجهاء والخطباء بسيئون وخرجت بالحصيلة التالية :

بما كسبت أيدي الناس

الشيخ / سعيد جعفر بن طالب

يقول الله سبحانه وتعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).. فما حدث ويحدث في مجتمعنا من فساد وجرائم وعادت دخيلة هي بما كسبت أيدي الناس كما في الآية، فقد ضعف صلة الناس بخالقهم، وضعف إيمانهم بالله تعالى واليوم الأخر والجزاء والحساب والجنة والنار، وضعف العمل بتعاليم دينهم الإسلامي الحنيف، وإلا لما أقدم من أقدم على فعل هذا الفساد وهذا الإجرام.

سعيد جعفر بن طالبكذلك قلّ الحكم بشرع الله وتطبيق أحكام الله على المجرمين والمفسدين، أو تطبيقه على أحد دون أحد، وهذا جرأ الكثير من المجرمين على الفساد والإفساد، وإن في تطبيق شرع الله وإقامة الحدود حياة للناس كما قال تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ويقودنا هذا لسبب مهم جدا وهو غياب الدولة وأجهزتها الأمنية عن ضبط الأمن وإشاعة السكينة وتقديم المجرمين والمفسدين للمحاكمة وتطبيق شرع الله عليهم.

وقد ختم الله جلّ وعلا الآية بأمر عظيم ومهم فقال تعالى: (لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)، فعلينا بالرجوع إلى الله وإلى دينه وإلى أخلاقنا وعاداتنا الحميدة لعل الله يرفع عنا ما حل بنا من فساد ونقم فإنه عليم قدير.

فهم مغلوط  تجاه بعض الأشياء

الشيخ /أبو إبراهيم محمد بابحر

من أكثر الأسباب التي أدت إلى ما نراه اليوم في المجتمع الحضرمي:

1) ضعف الوازع الديني عند بعض أفراد وفئات المجتمع.. فإن الإيمان إذا ضعف في المجتمع ظهر فيه الإجرام، وكثر فيه الفساد.. قال صلى الله عليه وسلم: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن).. ولو نظر الناظر لوجد أن المجتمع كان محصناً من كثير من هذه الآفات بسبب عمق التدين في أبنائه وبضعف ذلك دب الضعف في المجتمع ككل.

2) تغير أخلاق الكثير من الناس وأحوالهم.. لقد عُرف أهل حضرموت بالصدق، والأمانة، والوفاء، وحسن الجوار، وإغاثة الملهوف، ونظافة اليد، والجد في الكسب، وغير ذلك مما صاروا معروفين به.. فلما تبدلت أخلاق وأحوال البعض منهم إلى العكس من ذلك بدّل الله حالهم مصداقاً لقول الله تعالى: إن الله لا يغري ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وكما قال الشاعر:

بابحروإنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

3) دخول بعض العادات السيئة على المجتمع.. لقد كان المجتمع الحضرمي نظيفاً إلى حد كبير من كثير من العادات السيئة التي يعاني منها غيره من المجتمعات.. ومن أسوئها: (المخدرات، القات، الرشوة، التفسخ الأخلاقي، وغيرها)، ولاشك أن هذه الأمراض يجر بعضها بعضاً ويدعو صغيرها لكبيرها حتى يصل الأمر إلى القتل والعدوان والسرقة والسطو.

4) فقدان الأمن.. حينما يفقد الأمن تسود الفوضى، ويتجرأ السفهاء، ويكثر الشر، ويتعالى أهله.

5) عدم إعمال نظام العقوبات الشرعية والجزائية على المفسدين.. ولا يخفى فالناس يعيشون فوضى لا أول لها ولا آخر.. وكما يقال: من أمن العقوبة أساء الأدب.

6) إهمال التربية للأجيال.. فإن للتربية دوراً رئيساً في تجنيب المجتمع الكثير من هذه الآفات والأمراض الخطيرة.. قال القائل:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا ** على ما كان عوده أبوه

7) الرغبة في الكسب السريع.. فبعض العاطلين الفاشلين إذا لم يستطع اللحاق بالمجدين الناجحين في حياتهم نافس ولو بطريقة غير شريفة.. فيذهب إلى السرقة والنهب للممتلكات الخاصة والعامة.

8) الفهم المغلوط تجاه الأشياء.. فإن البعض يتعامل مع المصالح العامة التي هي جزء من حق الشعب والمواطن تحت أي ظرف، ومع أي حكومة وهي مشتراة ومملوكة من مال الشعب وبكد المواطن نفسه يتعامل البعض معها على أنها ملك للحكومة وحق من حقوقها!! فإذا رضي عنها حفظها، وإذا خالفها أو اختلف معها قام بإتلافها وإفسادها.. وهذا ناتج عن قلة الوعي والإدراك لدى هذه الفئة.

9) وجود مفسدين منتفعين من رجالات الدولة نفسها يساعدون هؤلاء على أعمالهم المخالفة والمخلة بالآداب والذوق العام.. وقد يكون لهؤلاء مصلحة أو مصالح في إثارة مثل تلك الأعمال؛ من خلخلة الأمن والاستفادة من مشاريع الدولة المختلفة وغير ذلك.

10) قضية القتل لها أسبابها الخاصة والتي من أكثرها:

أ) فقدان الأمن.

ب) التنافس السياسي المحموم لدى قيادات الدولة الحزبية والعسكرية والسياسية.

ج) ظهور الأفكار الشاذة لدى فئة من الشباب وهو فكر التكفير واستباحة الدم بمجرد الشبهة.

د) تبني قيادات محسوبة على النظام السابق والحالي لتشجيع الفوضى والقتل، وتسهيل مثل تلك العمليات نكاية بغيرها.

هـ) ظهور ظاهرة التعصب القبلي والعشائري في بعض فئات المجتمع، مما يؤذن بحالة احتقان وحنق واستعلاء البعض على البعض الأخر..

* أما واجب الوجاهات والدعاة والخطباء:

1) نشر الدعوة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الإخاء والتسامح والصدق والأمانة وغيرها من الأخلاق الحسنة.

2) توعية المجتمع وتحصينه مما يحدق به من الفتن والأفكار الخاطئة.

3) العناية بفئة الشباب ورعايتهم تربوياً وتوعوياً.

4) القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

5) القيام بمهمة الصلح بين فئات المجتمع المختلفة وتقريب وجهات النظر وتذكيرهم بتقديم المصالح العليا على مصالح الفرد.

6) الاحتساب على مثيري الفتن في المجتمع ومناصحتهم سواء كانوا من المحسوبين على الحكومة أو المواطنين.

7) على الجميع تحمل مسئوليته أمام الله تعالى ثم أمام هذا الوطن وأبناءه.. فيبذل العالم من علمه، وذوي الجاه من جاهه، وأرباب الأموال من أموالهم؛ حتى ننقذ سفينة المجتمع التي نركبها جميعاً، فإن غرقت غرقنا جميعاً..

غياب الإجراءات العقابية الرادعة

أ. سعيد أحمد قوقح

لم يكن مجتمع حضرموت حتى سنوات قريبة يعرف هذه الظواهر الدخيلة والغريبة من قتل غير مبرر للمدنيين والعسكريين ولا التعدي على الممتلكات العامة والخاصة بما فيها السرقات المتكررة لأعمدة الانارات، علاوة على إطلاق الأعيرة النارية والمفرقعات في الأعراس والناسبات في المدن والأرياف ــ على حد سواء ــ مما يتسبب في إزعاج المواطنين وإقلاق سكينتهم، فهذه الظواهر دخيلة على مجتمعنا الحضرمي وتتنافى في ذات الوقت مع المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية والدينية...

سعيد أحمد قوقحومن جهة نظري فان السبب الرئيسي في تفشي هذه الظواهر يعود إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي لدى مرتكبيها، بالإضافة إلى ضعف دور الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار وتعقب الجناة والخارجيين عن النظام والقانون وعدم اتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة بحق مرتكبي هذه الأفعال المشينة.

ويقع على العلماء والخطباء والوجهاء ورجال الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمشايخ وعقال الحارات دور كبير في التوعية بمخاطر وأضرار هذه الظواهر المخلة بالأمن والاستقرار والطمأنينة في مجتمعنا.

كما أن على الأجهزة الأمنية الاضطلاع بمهامها وواجباتها في تامين وحماية الممتلكات العامة والخاصة وفرض هيبة الدولة والقانون ،والضرب بيد من حديد على كل ن تسول له نفسه المساس بسمعة ومكانة حضرموت.

العصا الغليظة انكسرت

صالح كرامة العيجم

ومن ناحية السؤال – حسب رأيي – مرتبط بثلاثة أمور:

1) لاشك أننا كلنا متفقون على أن العصا الغليظة – الأمن – قد انكسرت، والكل يعرف هيبة هذه العصا عندما تكون حاضرة.

2) العجز وسذاجة الفكر في بعض الشرائح، فمنهم إن لم يجد له عملاً شريفاً يستر حاله، رضي بما يُعرض عليه بأي ثمن.

3) عدم الرضى بالمكتوب، والقوانين الوضعية، فالذي لا يؤمن بأن الدهر يومان، لا أقول هذا مغرور – وإن كان – بل أجزم أن لسان حاله يقول: (إما خلود بعرش المليك ** وإلا نفوس تذوق الردى)

صالح العيجموأما دور النخبة – بظني – عليهم أن يكونوا بمثابة الطبيب الحاذق الذي لا يعطي الدواء حتى يعرف موضع الألم وأسبابه، وكم مدة تتطلب القضاء عليه؟ وخاصة أنه ليس عضال، وذلك بعد أن تأتمر النخبة فيما بينها، وحذاري من العجلة.

أسباب متعددة

أ. صالح سعيد بن زيلع

الأسباب وراء العادات الدخيلة على المجتمع الحضرمي:

1) ضعف الوازع الديني.

2) غياب هيبة الدولة.

3) عدم وجود الرادع والعقوبة لمن حاول المساس بحرمة الدم أو العرض أو المال.

4) التعبئة الخاطئة.

5) زرع ثقافة الكراهية في نفوس بعض الشباب.

6) وقوعهم ضحية سياسات مغرضة وتصفية حسابات سياسية.

7) الجهل.

 

8) الظلم الواقع على المجتمع من الدولة أو من متنفذين فيها.

صالح سعيد بن زيلع

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص