من نظريات الهندسة أن المثلث لا يصير مثلثا
ولا يكتمل إلا بوجود ثلاثة اضلاع، وإذا فقد احد أضلعه لم يعد مثلثا، ولا يحتسب في
علم الرياضيات بشيء، هنا المقصود بالمثلث الدكتاتوري الليبي- السوري- اليمني - والذي
تأتي نهايته بسقوط احد أضلعه.
اجل من حق الثوار اليمنيين ومثلهم أشقاؤهم
السوريون أن يفرحوا أكثر من غيرهم من الشباب العربي المناضل الأبي، فلعل الله
سيحانه قد منَّ عليهم بفك عقدتهم لنجاح ثوراتهم، فتراهم فرحين مهللين بما اتى الله
إخوتهم في ليبيا من نصر جليل لثورتهم وتكللها بالنجاح لتلحقَ بشقيقتيها التونسية
والمصرية المباركتين، مستبشرين
في سورية واليمن بالنصر القريب كي تكتمل
فرحتهم ويعانقون حينها الحرية التي ضحوا من اجلها بخيرة الشباب، نحن نفهم ونتفهم
العراقيل والمصاعب التي أمامهم من عتاد عسكري فتاك وقوة منظمة مدربة لمثل تلك
الحالات وهي تقتل فيهم كل يوم ما تيسر لها من اناس ما زالوا في ريعان الشباب كانت
لهم أحلام وطموحات كبيرة فأنهت قوات القمع وبلطجية وشبيحة الأنظمة الدكتاتورية كل
ذلك مع زهق ارواحم وقتلهم بدمٍ بارد في سببل البقاء كنظام فاسد مستبد ومتعجرف
دكتاتوري وإن اصبح ذلك البقاء من المستحيل بعد ثورة الشعب، فلا رجوع للوراء للثورة
إلا بالتحرير والجلاء عاجلاً ام آجلاً، ولذا فان من حق الثوار في اليمن وسورية أن
يفرحوا لفرح إخوتهم في ليبيا بالنصر المؤزر بعد تضحياتٍ جسام وشق الانفس للوصول
الى الهدف المعلوم وتذوق طعم الحرية التي طالما حُرِمَ منها آباؤهم خلال 43 عاما.
نعم هناك اختلاف بكل المقاييس في النوعية
والكم والنهج والمسير ونحن هنا لسنا بصدد شرح اي شيء، فلكل حدث حديث حين تجتلي الأمور،
وكما يقال لكلِ جوادٍ كبوة ولكل ثورةٍ شوائب، قد تكون بعض منها في الاستعجال بإصدار
الإعلانات السابقة لأوانها بنجاحٍ هنا او هناك، تيقنوا قبل أن تقولوا يا قيادات
الثورة حتى تكونوا اكثر صواباً وفقكم الله، فلا ليبيا سورية ولا سورية اليمن ولا
اليمن ليبيا وإن اجتمع الكل على نفس الهدف وهو التحرير والتحرر من قبضة أناس قست
وتقوست ظهورهم على كرسي السلطةِ وماهم بمزحزحين عنها ولا قيد انملة، مهما كان الثمن
إلا بالسوطِ والجرجرة!
سبحان الله ما أشبههم ببعض في الخطاب
والعقاب، يعاقبون شعوبهم اشد العقاب ثم يخطبون لغير شعوبهم لشرح الاسباب! فهاهو
العقيد اصبح اليوم الشريد! بعد الوعد والوعيد للثورة والثوار، وسماهم بتسمياته
المرتزقة، الجرذان او المهلوسين. انهم ليبيون يا سيادة الشريد، فلقد احتقرتهم
عقودا حتى ضاقت بهم الارض ذرعاً وانشقت من زلزلت اقدامهم، انهم اهل بن غازي، اهل
الزاوية، مصراته، البريقة، بئر الغنم، انهم اهل طرابلس بل انهم كل الشعب الليبي
احفاد عمر المختار.
لقد اخطأت الظن بأنك صانع التاريخ، واستعبدت
شعبا بأكمله لعقود من الزمن قتلت كل من قال لك لا حتى رموز الاعلام، فما زلت اذكر
واتذكر كما يذكر الكثيرون صوت الاعلامي القدير في اذاعة لندن محمد مصطفى رمضان
الذي اغتالته ايادي الغدر الملطخة بالدماء بأوامر منك، ومن مثل ذلك الكثير فأين
والى اين ستذهب؟
لم تتعض من التاريخ والعبر فتجنيت على شعب
تونس الابي حينما قلت إن الشعب قد ارتكب خطيئة بثورته وسيندم على ذلك فهاهم في
احسن حال من ذي قبل، واليوم وانت المطاح به فاندم! ولو إن الوقت قد فاتك حتى للندم.
صحيح اننا لم نر العقيد ومن معه في الاسر او غير ذلك فهو ما زال كعادته يلعب على
المظاهر مصاب بالهوس ظناً منه ان ما يعيشه ليس إلا اضغاث احلام، اصح ياعقيد الامس
وشريد اليوم اضحى الثوار في طرابلس وانت مازلت في احلامك كما عهدك الجميع!؟
إذاُ فالجرة مالت نحو الهبوط اي إن الراحلين
اكثر من الباقين والمقصود هنا حكام سورية واليمن حتى نكون واضحين بالمقصود ولا
نُعِم بالقول أما البقية الباقية فلكلٍ شأنٍ ووقتٍ معلوم، نحن على يقينٍ تام بأن
فرائص النظامين ترتعش للدراماتيكا المذهلة والوقت القصير لسقوط النظام الليبي. وهم
يعملون الآن على دراسة كل شيء منها كيفية المخرج من غير اذى بعد أن استنفذ كلٍ
منهم ما استطاع فعله للبقاء بلا جدوى، تنحوا عن السلطة سلموا الحكم للشعب انقذوا
ما تبقى من ماء وجوهكم ولو إن ما تبقى إلا القليل فدم الشعب ما زال يسيل.
د. صالح الدباني – امريكا
/ القدس العربي