*ذكرى كفاح .. في وطن مكلوم :*
تزامناً مع احتفالات شعبنا اليمني بذكرى ثورتي 26 من سبتمبر 1962م و ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدتين، والثلاثين من نوفمبر عيد الاستقلال أقبلت الذكرى الثالثة والعشرون لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي انطلقت قافلته المباركة للتغيير والإصلاح في وطن يئن تحت وطأة الظلم؛ في الثالث عشر من شهر سبتمبر 1990م، وبهذه المناسبة أقام حزب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت صبيحة يوم السبت بتاريخ: 9 / 11 / 2013م الموافق 6 محرم 1435هـ المهرجان الخطابي والفني الذي ضمته قاعة الفقيد الأستاذ الدكتور علي هود باعباد ( قاعة المؤتمرات ) برئاسة جامعة حضرموت بمدينة المكلا.
الحفل اكتنز بطيف من ألوان الاحتفاء بهذه المناسبة الغالية على نفس كل إصلاحي مخلص وكل المناصرين والمحبين له في هذا الوطن المعطاء .
*حضور فاق التوقعات :*
رغم حملات التشويه والدعاية المغرضة، وتنوع الأقاويل التي رامت إلصاق التهم به من كل جانب إلا أن المرء يفاجأ بعدد الحضور الحاشد والمناصرين الذين اكتظت بهم القاعة وغصت بهم كراسي الضيافة، مما اضطرني للسؤال عن العدد الذي تستوعبه تلك القاعة الواسعة فأخبرني أحدهم أنها تسع أربعة آلاف شخص، فعلمت أن دعوة نالها ذلك التشويه والإجحاف ثم يكون مناصريها بهذا الإخلاص لهي حقاً دعوة ربانية.
شباب فتي هم اللون الطاغي على الحضور مما يعطي انطباعاً أن المسيرة فتية والسواعد التي تحميها وتحملها قوية راسخة، الأمر الذي يعطي مزيداً من الطمأنينة على رسوخ هذه التجربة وتجذرها بين طبقات شعب يعرف مصلحته ويعي مستقبله ويلقي النظرة تلو النظرة ثم يُتبعها بفكرة ثم يختار بتفحص الطريق بنفس راضية دون إكراه أو غصب، وكما قال المهندس محسن علي باصرة رئيس المكتب التنفيذي في افتتاحيته لنشرة الريان التي وزعت على هامش الحفل:" لم يكن الإصلاح في المجتمع يفرض نفسه على الناس بالقوة، مستضعفاً المسالمين العزّل ومستقوياً على الضعفاء بالإرهاب ..."
ولأن الإصلاح حزب يحظى باحترام كبير بين طبقات المجتمع فقد حضر الحفل عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية كان من بينهم الشيخ أحمد بن حسن المعلم رئيس رابطة علماء حضرموت.
*حضور نسوي مشرف :*
المرأة كان لها نصيب لا يستهان به في الحاضرين، كيف لا والحزب قد اهتم بالمرأة وأعلى من شأنها وكان له الأولوية بدفع المرأة للانخراط دون قيود أو عوائق في دروب التعليم، وحثها على المشاركة البناءة في الحياة السياسية والاجتماعية والتعليمية وأزاح كل ما يمكن أن يعرقلها عن السير في مضمار السبق لنفع الوطن.
القطاعات النسوية لم تكن بمنأى عن اقتسام الفرحة بهذه الذكرى الغالية فقد نظمت احتفالات كبيرة في أيام سابقة في عدد من مديريات ومحافظات الجمهورية وكان لها الحضور المشرف كما الرجل.
*كلمات تشيد وتبني :*
الكلمات التي اُلقيت من جانب الضيوف؛قادة الأحزاب والمنظمات السياسية والمجتمعية وأطياف العمل السياسي ( اتحاد الرشاد السلفي بحضرموت، العصبة الحضرمية، اللقاء المشترك ) والتي شغلت حيزاً كبيراً في زمن الاحتفال ، هنأت في مجملها الإصلاح على ذكراه المجيدة، ودعت بكل إصرار إلى لم الشمل وتكاتف القوى الوطنية في الساحة الوطنية للعمل سوياً للخروج بالوطن إلى بر الأمان ووقايته من المخاطر والتحديات المحدقة به، وعرّفت من خلال كلماتها المتنوعة إلى أهمية الشراكة الوطنية في الوقت الحرج الذي يمر به البلد.
فأمين عام المجلس المحلي بحضرموت الأستاذ صالح العمقي أكد على ضرورة رص الصفوف والعمل بيد واحدة لأن المحافظة تتعرض لمؤامرات لتحويلها إلى ساحة صراع، في حين لم يخفي سكرتير الحزب الاشتراكي بحضرموت الأستاذ محمد الحامد في كلمة اللقاء المشترك بالمحافظة مخاوفه من الوضع الراهن فأشار إلى أن احتفالاتنا تأتي والوطن يمر بأزمة خطيرة إما تنهار الدولة أو العودة إلى الوراء ، داعياً إلى مواجهة الاختلالات الأمنية بتكوين كيان شعبي غير حزبي في المحافظة.
*شعر وإنشاد ورقص يعيد الأمل للنفوس .. وتكريم للرواد الأوائل:*
لم يخلُ الحفل من وصلات إنشادية رائعة تألق فيها منشدي حضرموت راضي بن منصور وعبد الله العامري ، وشعر مبهر وساحر وخلاب، ورقصات فنية بديعة جميلة ولوحات راقصة مؤنسة تبعث على الاغتباط والانتشاء والحبور، وتوحي بغدٍ أفضل ومستقبل مشرق برؤية الزهرات الصغيرات تعلوهن ابتسامات الأمل وهن يتمايلن ابتهاجاً وسروراً وتتهلل في وجوههن سيما التمني والرجاء بقادم حسن.
ولم يتناسَ الإصلاح الرعيل الأول من رواده ومؤسسيه، من حملوا المشاعل وأوقدوا الشموع وأضاءوا للآخرين الطريق وأبانوا لهم النهج، فكان حقاً لهم وواجب على حزبهم أن يُكرموا في هذه المناسبة التي تسعد قلوبهم أكثر من أي شخص آخر، فكان أن رأينا دموع الفرحة تملأ مقلهم، وابتسامات الوفاء تتوهج على محياهم وجباههم الغراء .
بقلم : أحمد عمر باحمادي