حضرموت اليوم / سيئون / علي هادي بن صالح :
في جلستها السادسة قدم الأستاذ / عوض عبيد ديان صورة من حياة حكيم سيؤن , الذي تكلم عنه الشعراء والأدباء كخميس كندي ، الذي صور جوانب من صفات حياته في تلك المرحلة المؤرخ /عبدالقادر الصبان .
ولد حكيم سيؤن سنة 1880م من أسرة تعمل في الفلاحة بمنطقة بور تميز بقوة البنية والإرادة بمعروف بشجاعته ولايرهب الظلم ولايخاف الظالم , وقارع الظلم أبان سطوته ولم يرهب الولاه والحكام وكان يقول (القوة في الحق , ان كنت على حق فأنت قوي ) سجن ونفي من حكام عهده واستطاع أن يوعي مجتمعه بحقوقه ويقوده للسعي لنيل كرامته فكان قائداً عمالياً , أسس جمعية المزارعين وكان رئيساً لها سنة 1948م , ثم امتدت حركته العمالية الى تريم ودمون وكانت في حضيرة الدولة القعيطية واستطاع أن يجمع المزارعين من الدولة الكثيرية والقعيطية تحت جمعية المزارعين سنة 1958م وأول من نادى بأن يكون للمزارعين من يمثلهم في المجلس البلدي ومجلس الدولة وانتخب لأول مجلس بلدي منتخب سنة 1958م .
واستعرض الأستاذ /عوض ديان مساء يوم أمس الاثنين 25/11/2013م نبذه من حياة الزعيم العمالي وقال:
حمود عبود باضاوي نشأ بمنطقة بور بمديرية سيؤن ولم يدخل المدرسة لظروفه الأسرية ثم انتقاله من بور الى سيئون بعد سن الخامسة عشر من عمره , ثم هاجر الى شرق افريقيا (السواحل ) والتحق هناك بالجندية في مهجرة ونال الرتب وبعد فترة طويلة عاد الى حضرموت .
وبعد عودته من الخارج فكان الداعي الأول ليقضة المزارعين وإخراجهم من قوقعتهم وأن لهم كرامه وحق وذلك من خلال لقاءاته التوعوية بالمزارعين من تريس والسحيل والقرن ومريمة , وبثت عنه الشائعات والتتبع من السلطات وكان كثيراً مايردد (انهم مثلنا فلماذا نخاف منهم ) فكان من الواد الذين حملوا المشاعل لانارة الطريق فكان له نضرة اقتصادية حيث كان له دور في الحفاظ على الثروة المائية حيث نادى المجلس البلدي للدولة الكثيرية بوضع نظام من أجل حماية الثروة المائية من النضوب واقترح عدم وضع مكينه في بئر قريبة من الأخرى .
أما حركته العمالية فقاد أول مظاهرة في سيؤن سنة 1944م عندما فرضت الدولة ضريبة على المزارعين قبل حصاد المحصول فكان له ماأراد , ثم فرضت ضريبة أخرى على النخيل فأعلن الإضراب الشامل وتجاوب معه فئات أخرى من العمال وأصحاب المهن فنجح نجاحاً باهراً وذلك سنة1946م .
كما أسس أول جمعية للمزارعين سنة1948م وكان من أهدافها :
السعي التام لتحسين حالة المزارعين وانعاش الزراعة , والمطالبة بحقوق المزارعين فشعرت الدولة بأن لحمود مطالب تضر بها فحلت الجمعية وحرمتها وسجنته ونفته لمدة ثلاثة أشهر ثم أطلق سراحه .
فزادت حركته وأمتدت الى تريم ودمون والسويري والغرف وانظم تحت الجمعية أكثر من (500) عضو ثم طالبو الدولة بأن يكون لهم ممثل في المجلس البلدي ومجلس الدولة , ثم رشح لأول مجلس بلدي منتخب وفاز بعضوية المجلس فكان يقول( اننا مزارعون فقط مالنا والقعيطي أو الكثيري علينا أن ننظر الى مصلحتنا ولانعرف سحيل أو حوطة أو خليف أو نويدرة الماء واحد والجد واحد فلماذا نتفرق .
قال فيه الأديب المؤرخ/ عبدالقادر الصبان بمناسبة الاحتفال بذكرى حمود سنة 1975م :
أنت رمز العلي وفخر البلاد .... شعلة النور فيك في كل وادي
قم ترى الحفل ياحمود يناديك ..... الفخر وعزة واعتداد
لم تعد ذاك السجين فأنت اليوم .... رمز الفداء والجهاد .
في نهاية الجلسة ألقيت عدد من المداخلات لكل من حسين بامخرمة ومبارك بارمادة و للأستاذ / جعفر السقاف حول هذه الشخصية والذي استطاع أن يجمع الناس ويقودهم لما هو خير لهم فكان حمود قائداً ورمزاً لقول الحق رغم أنه لم يكن متعلماً وامثاله كثر ولكنه عنده بصيرة .
وأشاروا الى أنه لم يكن الأول في حركته حيث بدأها عمر المحضار بتريم وآخرهم عبد الرحمن بامخرمة في سيؤن , كما خرجت الجلسة بعدد من التوصيات أهمها :
دعوة للجامعات والباحثين للخوض في هذه الشخصية والبحث عنها , وكذا طلاب العلم .
دعوة للسلطة المحلية بان تخلد هذه الشخصية بأن تسمي مدرسة بأسمه أو شارعاً أوعمل له صورة لما لهذه الشخصية من دور بارز في مجتمعه وأن يحتذى بها .