- يتفق العقلاء و أصحاب الفطرة السليمة والسوية في اليمن , أن البلاد تعبت وزاد حملها, وأُثقِل كاهِلُهَا , ولم تَعُـدْ تتحمل مزيداً من الفُحْشَ السياسي, والفجور القبلي , والتفجير العسكري..! سواء عبر الموتور أو عبر الكلفوت..
- وبصراحة فالسياسيون الكبار, وخاصة العجزة الهمزة اللمزة.. أرادوا تحويل اليمن إلى فتاة داعرة , يتداول على امتهانها والعبث بشرفها وعفتها , جماعة تلو جماعة , وشلة تلو شلة , وحزباً تلو حزب.. لتظل بهم تستنجد , وتستغيث , وتستجدي ..!!
وكأن لا مغيث لها ولا معين ولا نصير غير أراذل القوم اللئام ..!! اللهم سلم اليمن من عبث العابثين.
ألا يحترم هؤلاء العجزة الرَّجزة أنفسهم.. ويتقوا الله في الوطن الذي يسع الجميع , ولن يجدوا متسعاً غيره..!
أبعدوا أيها الخبثاء.. أحقادكم عنه , حتى يسع براءة الأجيال القادمة الخالية من ماضيكم المزكم الخبيث..
- وبعيداً عن أبناء الحرام وطباخي الفتن وأولاد الرقاصة.. اليوم الوطن بحاجة إلى مزيد من الجُهد, وبذل التضحية من قبل العقلاء والفضلاء والمفكرين .. لترسيخ مبدأ العيش المشترك والتعايش السلمي بين أبناء الوطن , بعيداً عن الأحقاد والمكائد والنَّعرات..!!
- أما آن للندوات والخطب والمحاضرات والبحوث والمؤلفات المتنوعة , والخُطَط والمُخَططات والمَخْطوطات , والمقترحات والتوصيات.. أن تتحول إلى واقع ملموس ومشاهد وعملي وواقعي على أرض اليمن الأم..!!
- ليس من الضروري أن يجيد الجميع الخطابات وإدارة اللقاءات وأساليب الجذب والحركات والنبرات والتنظير والهراء.. ليتحول اليمن إلى مسرح وسوق مزايدات ومكايدات وخداع وقلة حياء وكذب على المواطنين..!!
- من العيب أن تباع الأوهام لليتامى والأرامل..!! من العار أن يتحول أصحاب الحقوق إلى متسولين..!! من الظلم أن يتاجر شياطين السياسة الكبار بقوت اليمنيين ..!
من الإجرام التغاضي عن الجرائم المتكررة والمجرمين المعروفين..!!
- أما مؤتمر الحوار.. وبعيداً عن سلبياته وإيجابياته.. ما يهمنا هو الكم الهائل من الأموال التي أُنفقت - وما زالت -على المرتزقة المتسكعين بين الحضور والغياب والحنق والرجعة.. يلملمون ثيابهم , ويحلفون بالله تعالى ألاَّ يعودوا لمثله أبداً , إلاّ بمهرٍ جديد , وعقدٍ جديد , وشرط جديد..!
فما أن يحين وقت استلام المخصصات والأُعطيات.. إلاَّ وتجدهم على أبواب المؤتمر.. باللُّوزات المزركشة..!!
أُفٍ لكم.. ولما تحملون من دناءة الأخلاق , وقباحة التَّصرُّف المَهين..!
- لقد تحوَّل المؤتمر الشعبي العام إلى لوبي مؤامرة خاص , وعاد الاشتراكي عاد لِنَزقِه وإلْحَادِة الماركسي اللعين , والإصلاح توقف بمحرك الدفع الرباعي في ورشة التغيير, أما الناصري فمشغولٌ بتوجيهات الزعيمين الحمدي وعبد الناصر عبر خطاباتهما الرنَّانة , والبعث مازل في قبر الشهيد صدام يعاني حياة البرزخ , أما حزب الحق فلم يزل مُتَعَلِّقاً بعروة علي حتى تنجلي , والحراك والحوثي موزعين حسب المهمة والاحتياج عملاً بآية الله , وبحثا عن الجنَّةِ والنَّصر المبين..!!
أما بقية الأحزاب المفرخة.. فهي تحت الطَّلب , سامعةً مُطيعةً تُؤَدِي ما عليها بِكُلِّ تَجَرُّدٍ, ووطنيةٍ , وإختلاس..!!
- اللهم من أراد باليمن وأهله وخيراته سوءً.. فشتت شمله , وفرِّق جمعه , ونكِّس رأسه , واحبسه في جسده , وأخرص لسانه , واحْبُك سلاسله , وانسف معاقله , واجعله عبرة للمعتبرين.
بقلم : فؤاد الحبيشي