الحوار وتحديات الواقع

من المعروف لدى الشارع الداخلي والخارجي أن مؤتمر الحوار الوطني قد تجاوز الفترة المحددة له فعلياً - وفقاً و للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة - ومعروفة كذلك الجهات المعرقلة للحوار ومحاولة عدم السماح للمتحاورين للوصول إلى حل لجميع القضايا وخاصة القضية الجنوبية وقضية صعدة وقضية بناء الدولة والخروج بمخرجات تلبي كافة الأهداف الثورية للثورة السلمية , وكافة تطلعات وطموحات الشعب اليمني  ..

ومن المعروف كذلك إن هناك قوى داخلية وتدعمها قوى خارجية  , تحرص حرصاً شديداً على عدم نجاح مؤتمر الحوار , لان في نجاحه انتحار سياسي أو هزيمتها السياسية بالضربة القاضية وبالتالي إزاحتها عن المشهد السياسي بالكامل وفقدانها لمكتسباتها السياسية والمناطقية - الهشة - التي حصلت عليها مؤخراً  في لحظة غياب الدولة , وبالتالي فهي تصارع من اجل البقاء ومحاولة الحفاظ على وجودها السياسي والشعبي الضعيف أصلا , فضلاً عن قوتها الموهومة والغير مؤثرة في الواقع , والتي يفاخرون ويتشدقون بها أمام الرأي العام المحلي والخارجي وهي مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء ..

كذلك يسعى المعرقلون إلى ممارسة أسلوب الابتزاز السياسي للقيادة السياسية وبالذات ابتزاز رئيس الجمهورية والدول الراعية ومبعوث الأمم المتحدة ( جمال بن عمر) ومحاولة إفشال مهمته في تحقيق التسوية السياسية في اليمن وبالتالي الحيلولة دون نجاح مؤتمر الحوار الوطني , الذي يدركون إن بنجاحه يعني نجاح التسوية السياسية في اليمن والخروج الآمن باليمن من كافة أزماته السياسية والاقتصادية  والولوج إلى مرحلة بناء الدولة المدنية الحديثة , دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية , والتي تلبي كافة طموحات وتطلعات الشعب اليمني جنوباً وشمالاً , وتقطع الطريق أمام محاولات صناع الأزمات وممزقي الأوطان وقاتلي الأحلام , الذين يريدون أن يديروا عجلة التغيير إلى الوراء  ..

وأخيرا .. أتمنى أن يتم الانتهاء عاجلاً من حل جميع القضايا العالقة في مؤتمر الحوار بالتوافق السياسي والانتقال السريع إلى مرحلة التأسيس لبناء واستكمال المؤسسات المدنية والعسكرية للدولة وصياغة الدستور الاتحادي الجديد والاستفتاء الشعبي عليه وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أسرع ممكن ودون مماطلة أو تسويف أو تهاون , وعندها سأجزم إن اليمن يسير في الطريق الصحيح وستتلاشى أمامه المشكلات والعراقيل السياسية والأمنية - المفتعلة - تدريجياً إلى أن تختفي نهائياً ولتفسح الطريق أمام  أشعة الشمس لتسطع من جديد فوق ربى وحقول وجبال وبحار اليمن الواسعة , كبشرى سعيدة  لولادة اليمن من جديد وخروجه من عنق الأزمة السياسية بولادة طبيعية -إن أمكن ذلك- وبأقل التكاليف والخسائر , وبغير هذا الطريق السلمي والآمن , فان المجهول ينتظر اليمن واليمنيين !! ..

 بقلم : ناصر الصويل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص