لايختلف اثنان أن مقتل بن حبريش جريمة نكراء يجب إدانتها والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها والمتسببين فيها بعيداً عن روايات تجار الدماء وشهادات من حضروا الحادث .. فبن حبريش رجل مواقف وصاحب كلمة وقد أحزننا مقتله غير أننا لن نستثمر دماءه الزكية كما يحاول البعض استثمارها !.
فهناك اتهامات حدد مسارها وتم توجيهها لجهات ثورية لا يمكن لعاقل أن يفكر في إنها تسببت أو شاركت أو حتى رضيت بهذه الحادثة الإجرامية.. اذ كيف بها أن ترضى أو تشارك في إرباك الأمن وهي مقبلة على نهاية حوار ترجوا أن يكون بنهايته بداية يمن جديد ونهاية نظام سابق بدأ يتململ من مخرجات الحوار فسعى ولازال يسعى لإفشاله.
كيف تساهم هذه الجهات الثورية في زعزعة أمن هي أكثر المتضررين من انفلاته! فالانفلات سيتسبب في تعطيل الحوار أو تأجيله أو حتى إفشاله وهو مالاتريده كل قوى الثورة.. وبهذا تكون أكثر المستفيدين من الاستقرار وهو ما لايدع مجال للشك أنها وبجميع مكوناتها الشبابية والحزبية والقبلية لايخدمها مقتل الشيخ بن حبريش على الإطلاق.
وأنا هنا لست بصدد الدفاع عن أي جهة أو إتهام أخرى ولكن علينا ان نفكر بعمق وتمعن وأن لانسلم عقولنا لتجار الخراب والدماء ومن يريدون زعزعة الأمن المرتعش اصلاً , فعقولنا ليست للبيع ولا الإيجار.. يامن أصدرتم أحكامكم ووجهتم سهامكم قبل أن يجف دم ابن حبريش .! وكأنكم تطلعون خلف أستار الغيب..فأصدرتم البيانات باسم قبيلة الحموم وكتبتم حروفه كما أملت لكم أنفسكم المريضة!! بل وزاد بعضكم ونشر وثيقة يزعم أن ابن حبريش قد صاغها وهي ماتسبب في مقتله حيث تضمنت تهديد قوات الاحتلال حد وصفهم ! والحقيقة هي ان الوثيقه عبارة عن ملخص ما اتفق عليه تحالف قبائل حضرموت برئاسة ابن حبريش وهي مطالب عادلة يتفق معها كل الحضارم .
ثم أن هناك من ينادي جهاراً نهاراً بالاستقلال ويهتف ضد المحتل حسب وصفه دون أن يتعرض له أحد رغم انه من محبي المنصات والظهور بل ولم يترك قرية الا زارها ولامدينة الا تردد عليها ويمر بالنقاط الأمنية في كل يوم مره أو مرتين دون ان يعترضه أحد.. وهنا يستبعد أن يكون من قتله يريد إسكات صوت التحرير والاستقلال.
اما اتهام قيادات أمنية بعينها وترك اللجنة الأمنية ممثلة برئيسها محافظ المحافظة ومدير الأمن وقائد المنطقة ووكيل الوادي وبقية أعضاء اللجنة الأمنية بحضرموت لهو أمر مستغرب ويضع العديد من علامات الاستفهام ! فالجهة المسؤلة عن الأمن يتوجب عليها عمل إجراءات البحث والتقصي وتحديد الجناة ومتابعتهم والقصاص منهم اياً كان هذا الجاني ومهما تكن مسؤليته ... فقضية بهذا الحجم تستدعي استنفار المحافظة بكامل طواقمها لعمل اللازم لا أن يترك أبناء حضرموت للشائعات والتحليلات المغرضة التي في اغلبها تصب الزيت على نار مشتعله !.
فموقع الحادث وتوقيته لايوحي من الوهلة الأولى بأن هناك من كان يترصد لمقتل المقدم بن حبريش رحمة الله عليه ..
وموقع النقطة مألوف ومكرر ففي كل حمله أمنية تتمركز قوات الأمن في نفس المكان بحكم انها على مفرق ثلاث طرق.. ومكان وزمان الجريمة لايشير بحبكة كمثيلاتها في إغتيال قيادات أمنية في حضرموت .. ومع هذا كله فمقتله دون غيره يثير العجب والاستغراب ويوحي بان وراء الاكمة ما وراءها!!.
ولذلك لابد من التحقيق الشفاف في القضية على أن يكون أحد أعضاء لجنة التحقيق من أبناء قبيلة الحموم او ممن يختارونه ويثقون فيه حتى تكون النتائج مقبولة وتحضى باحترام كل من آلمهم هذا الحادث الإجرامي الشنيع .. فالناس لا يريدون غير معرفة الحقيقة ومسببات الحادث ومعاقبة مرتكبيه ومخططيه حتى يكون هذا الحادث هو الأخير إن شاء الله فقلوبنا لم يعد بها متسع لفقد عزيز أو قريب أو أي مسلم من أي قبيلة كان .
والعجلة في إصدار الأحكام مذمومة .. لانك قد تبهت بريئاً وتهاجمه بينما تعط القاتل فرصة للافلات من العقوبة.
واليوم هناك من وظف مقتل المقدم بن حبريش لغرض إشعال فتنة في حضرموت فراح يعلن سيطرة قبيلة كذا على موقع عسكري ومحاصرة معسكر ومقتل اثنين من قبيلة كذا وتفجير ناقلات وراح يربط بين كل ماذكر وبين مقتل الشيخ رحمه الله في محاولة يائسة لتفجير الوضع وزيادة سفك الدماء البريئة حتى يتاجر بها حسب مايخدم مصلحته !!
وأمثال هؤلاء هم ممن لايروق لهم التغيير أو من يرى في استتباب الأمن كابوس قد يفقده لذيذ رقاده.
وبالعموم فالقضية لا تحتاج الى مقاولي الأخبار المزورة والمسيسة بقدر ماتحتاج الى التقصي ومعرفة المتسبب الحقيقي حتى تنجلي الحقيقة وسيعلم الناس غداً النائحة الثكلى من النائحة المستأجرة ..
بقلم : أبوهمام جمعان بن سعد