المكفوفين في مركز ابن عبيدالله السقاف يطالبون المجتمع بحقوقهم

حضرموت اليوم / سيئون / محمد بافضل:

نظم مركز ابن عبيدالله السقاف بمدينة بسيؤون مساء أمس الأربعاء ندوة بعنوان ( حقوق المكفوفين في المجتمع بين التعاليم والسلوكيات ) حضرها عدد من طلاب العلم والأدباء والمثقفين والمنتمين لجمعية المكفوفين ومدير عام الشؤون الاجتماعية, يأتي ذلك مصادفة مع اليوم العالمي للمكفوفين.

وفي بداية الندوة تحدث الأستاذ: محمد بن حسن السقاف عن ضرورة الاهتمام بشريحة المكفوفين في المجتمع من منطلق ديني وأدبيات إنسانية, وبخاصة ذوي البصيرة منهم, مؤكدا على أن صاحب البصيرة هو صاحب فضل على مجتمعه لانصرافه وتوجهه إلى الله سبحانه وتعالى أكثر من بعض الأسوياء, مستعرضا في ذلك العديد من الشواهد القرآنية والحديث والأثر وسير والتاريخ وسير الأعلام وقصة الرسول الكريم مع ابن أم مكتوم, كما أشار إلى الرعاية الإنسانية والحفاوة الراقية التي يلقاها المكفوف في العديد من الدول المتمدنة, مقارنة بالإهمال اللامسؤول  الذي تواجهه هذه الفئة في بعض المجتمعات العربية والإسلامية .

ioc-2013-12-04-01بعد ذلك ألقى ضيف الندوة الكفيف الأستاذ: صالح عبيد بن زين , المسؤول الاعلامي بالجمعية كلمة المكفوفين أستعرض فيها مراحل تأسيس جمعية المكفوفين بوادي حضرموت, والأنشطة التي تمارسها الجمعية, التي تتنوع بين الدورات المتخصصة بتعليم لغة ( برايل ) الخاصة بالمكفوفين وكذلك تدريبهم على الحركة والتنقل في الطرقات وغيرها من المهارات الهادفة إلى دمجهم في الحياة العامة و اكتسابهم بعض الفنون الحرفية التي تفيدهم في حياتهم اليومية و الأسرية.

أما كلمة الأستاذ :خالد المساوى عميد دار السيدة خديجة بمدينة سيؤون,  فقد أوضحت الكثير من الجوانب الايمانية والثواب الكبير الذي ينتظر الكفيف في الآخرة والنعيم المقيم إذا صبر وأحتسب في الدنيا على فقد نعمة البصر, مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى يعطي المكفوف خصائص ونورا في البصيرة القلبية تجعله مبدعا في مجالات مختلفة في الحياة الدنيا مشددا على أهمية انتهاج السلوكيات الإيمانية والإنسانية في تعامل أفراد المجتمع مع هذه الفئة , وفي ذات السياق تحدث السيد: محمد الحامد بنبذ قصيرة عن بعض الأعلام المكفوفين الذين وصلوا إلى درجة العبقرية والقيادة الروحية والفكرية عبر تاريخنا الاسلامي والعالمي, وتركوا مدارسهم و بصماتهم لنا رغم مضي القرون الطويلة.

كما أكد المهندس: يعقوب بايعقوب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل, على دور المكتب في الرعاية والاهتمام بالجمعيات الخاصة بالمكفوفين وبذوي الإعاقة مستعرضا الدور الإيجابي الذي تلعبه الجمعيات في تسهيل احتياجات منتسبيها وصيانة حقوقهم، متأملا من تلك الجمعيات أن تستفيد من التجارب المتقدمة في مختلف دول العالم.

وحول الصعوبات التي تواجه المعاق والكفيف في المجتمع الحضرمي أشار الأستاذ: عبدالباسط باصويطين رئيس مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني, على قيام مجلسه بمساع حثيثة للتغلب على تلك الصعوبات من خلال جولات ميدانية يقوم بتنفيذها المجلس إلى مكاتب الوزرات المعنية للتخفيف من معاناة المكفوفين وذوي الإعاقة.

 ioc-2013-12-04-06وفي ختام الندوة دار نقاش مستفيض حول كيفية تعامل المجتمع مع المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والمسؤولية الفردية والمجتمعية في ذلك , وفق التعاليم الاسلامية والسلوكيات والقيم المتوارثة, حيث خرجت الندوة ببعض التوصيات والاقتراحات, وقد تطوع عدد من الحضور كل في مجاله, بتبني معالجة ومتابعة قضايا المكفوفين والسعي لدى الجهات الرسمية وغيرها لتوفير حياة كريمة عفيفة لهم في مجتمع هو من أفضل المجتمعات المترابطة الزاخرة بالخير والفضيلة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص