عندما قتل المجرمون أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه وأرضاه.
كان جميع الصحابة رضوان الله عليهم متفقين أن سيدنا عثمان رضي الله عنه قتل مظلوما وأنه لابد من معاقبة القتلة والثأر لسيدنا عثمان .
لكنهم اختلفوا كيف يكون الثأر له والاقتصاص ممن قتله .
سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهة ومن معه كانوا يرون التريث قليلا حتى تستعيد الدولة هيبتها وينصّب الخليفة ومن ثم يتم البحث عمن شارك في قتل سيدنا عثمان ومعاقبته بتطبيق الشرع عليه .
أما سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومن معه فقد رأوا أن يبدأوا أولا بالثأر ومعاقبة من قتل أمير المؤمنين سيدنا عثمان رضي الله عنه . ومن هنا بدأ الخلاف واستفحل بين الصحابة رضوان الله عليهم وكل يرى أنه على الحق وأن الاخر قد جانب الصواب .
فبدأت الفتنة وتشعبت وتعقدت وتقاتل الصحابة رضوان الله عليهم فيما بينهم وكلهم يدفعه دافع الثأر لعثمان ومعاقبة القتلة المجرمين .
غير أنه قد ضاع دم عثمان ونجى المجرمون القتلة بجلودهم وقتل من قتل من خيرة الصحابة ولاتزال الأمة الى اليوم تعاني من تداعيات ماحصل ذلكم اليوم المشؤم .
ماجرني لأستحضار هذه اللحظة التاريخية . هو ماشهدته يوم أمس في مؤتمر قبائل حضرموت حينما حضر الجميع لهدف واحد وهو الثأر ومعاقبة من قتل المقدم سعد بن حبريش . وكان الجو عاطفيا ومشحوناً بالخطب والتصفيق وهناك من يصرخ الآن نبدأ القتال . لاحل الا بالثورة والقتال . نكون أو لانكون .والقصائد الشعرية التي تلهب النفوس . ومن هذا القبيل كنا نسمع الاصوات العالية والصرخات الثآئرة . وكانت مسودة البيان الختامي قد طالبت بأن تبدأ هبة شعبية خلال 48 ساعة يهب فيها أبناء حضرموت ويبسطوا نفوذهم على مناطقهم كلا في منطقته ويسيطروا هم على بلادهم غير أنه قد تدخل بعض العقلا وقال ان 48ساعة لاتكفي ولكن مددوا إلى عشرة ايام وتبدأ الهبة يوم 10 ديسمبر الجاري .
كنت وقتها أنا حاضرا وكنت حريصا على ان القي كلمة في الحضور وكان آخرون ايضا حريصين على الكلام وكنت قد سجلت اسمي رقم 6 في المتكلمين على الاقل كي أبرئ ذمتي أمام الله أولا والتاريخ ثانيا وحتى لا أكون شيطانا أخرسا لايقول الحق . ولا شيطانا ناطقا يلعب على مشاعر وعواطف الناس ويجيشها تجاه الطريق الخطأ . لأن هذه اللحظات التاريخية الفاصلة يجب أن تكون فيها المواقف واضحة لاتقبل اللبس ولا المراوغة ولا القسمة على اثنين . لكن للأسف من كان يدير البرنامج والمنصة كان محسوبا على اتجاه واحد واراد ان يكون الاخراج بهذه الطريقة لذلك أغفل كلمتي وكلمات أشخاص آخرين وأعتذر عن فتح مجال للكلام بحجة إنتهى الوقت بينما كان طيفا وآحدا تقريبا هو الذي أنفرد بكل شئ .
ما أتمناه في الأخير وأحرص عليه حرصي على بلادي ومهد أجدادي وأولادي حضرموت أن لاتنزلق إلى ملا تحمد عقباه وأن لاتضيع حقوقها ودماء أبنائها هدرا بسبب الانفعالات العاطفية الغير واقعية والغير محسوبة العواقب .
اللهم وفقنا لما تحب وترضاه وجنبنا كل ما تبغضه وتقلاه .
اللهم أحفظ علينا أمننا وايماننا ودماءنا وأعراضنا . وحقوقنا وأملاكنا . ولا تتوفانا الا وأنت راض عنا . وفقنا لأحسن الأقوال وأصوب الأفعال وارزقنا الأخلاص في القول العمل . ياارب العالمين .
آآآمين .
بقلم / محمد أحمد بالطيف
نقلا عن صفحته بالفيس بوك