حضرموت اليوم / سيئون / خاص
تطرق خطيب الجمعة بجامع الخليفة عمر بن الخطاب بسيئون في خطبة الجمعة اليوم إلى ما يعانيه المواطن بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار ، معتبرا ذلك من أذية المؤمن .
وقال الأستاذ / عبد الله علي سليمان جود , : كل شي يرتفع سعره يوميا , ارتفاع في المواد الغذائية , ارتفاع في الخضار و الفواكه , بل أصبح رفع الأسعار فوضى , من أراد أن يرفع سعر بضاعته فليرفع , دون حسيب أو رقيب و دون وازع من إيمان يردعه عن ذلك , وأما الجهات المسئولة فهي غائبة تماماً , و كأنها تؤيد ما يحصل ,أو أنها عاجزة عن فعل شي , ارتفع سعر اسطوانة الغاز بشكل خيالي مؤخراً , و لم تحرك الجهات المسئولة ساكنا ً , ومضت خمسة أشهر و المواطن يتكبد أسعاراً باهضة في شراء البترول فأين ذهب البترول العادي .. وفي هذا السياق وجه خطيب الجمعة عددا من الرسائل :
الرسالة الأولى وجهها إلى من جعلوا الكسب السريع والفاحش همهم الأول , إلى من يستغلون الأوضاع التي تمر بها البلاد من رفع الأسعار والتكسب على حساب المواطن , أن يتقوا الله في إخوانهم , و لا يجعلوا الطمع والجشع يعمي قلوبهم , وخاطبهم قائلا : اعلموا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت .. فكيف برأيكم من يجوع شعباً بأكمله ؟ متسائلا : وهل تعتقدون أن ما تحصدونه من أموال بهذه الطريقة حلال عليكم ؟؟
الرسالة الثانية وجهها إلى الجهات المسئولة أن تتحمل مسئوليتها و أن تؤدي دورها تجاه هذا الشعب , و خاصة أننا على أبواب عيد الأضحى المبارك و ليعلموا أنها أمانه و أنها عند الله يوم القيامة خزي وندامة , و إذا كان الفاروق رضي الله عنه قال : و الله لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يحاسبني الله عليها لِمَ لم تسوي الطريق لها ياعمر ؟ و اليوم كم من البشر وليس من البغال يتضورون جوعاً و ربما يأتي عليهم العيد وهم لا يجدون ما يأكلون و لا ما يلبسون فماذا انتم قائلون لربكم يوم يقول ( وقفوهم إنهم مسئولون ) .
أما الرسالة الثالثة خاطب فيها العقلاء و المصلحين و الوجهاء و الخطباء وقال : لابد أن يكون لكم صوت مسموع , تدافعون فيه عن حقوق المظلومين و تردعون به جشع الطامعين , فإنكم إن سكتم فمن ذا ينطق بعدكم و اعلموا انه ليس دائما ( السكوت من ذهب ) بل يكون الكلام ذهبا ً إذا كان في قول الحق , و من اجل الحق , و سيكون كلامكم ذهباً إذا كان دفاعاً عن المظلومين ضد الظالمين , وسيكون كلامكم من ذهب إذا كان امراً بمعروف أو نهياً عن منكر ( كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ) وقال الصادق المصدوق ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) وان سعيكم من اجل إخوانكم أجره عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لئن يمشى أحدكم في حاجة أخيه خير من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرا كاملاً ) .
وكان الخطيب قد تحدث في الخطبة الأولى عن فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وحث جموع المصلين على التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.