حضرموت اليوم / سيئون / زكريا باسويدان
* كتبت قبل أسابيع موضوعاً عن ما حصل من تصرفات طفيلية لا مسئولة أثناء مهرجان شباب التغيير للاحتفال بثورة (14) أكتوبر بساحة القصر بسيئون، وكانت الردود كثيرة، والمتصفحين أكثر فأكثر، وحصل اعتراف من قبل الحراك وأنصاره بخطيئة ما حصل، وقالوا بالنص مثل هذا العمل لا يشرفنا؛ بل يسيء إلى الحراك نفسه .
* لو تابعنا ما جرى وما يجري أثناء المسيرات الحراكية لتأكد لنا بأنها ثقافة واحدة ممنهجة
وغرست في الشباب بقصد (أو بدون) عندما قلد الصغير الكبير حينها تولى الأمر صغار القوم وتركه الكبار.
* ما حصل في ليالي شهر رمضان الماضي من تصرفات عدوانية لهي تؤكد نفس الثقافة الحراكية، اشمأزت منها نفوس الناس خاصة وهي في ليالي رمضانية مباركة عظيمة روحانية لاسيما ما حصل في ليلة السابع عشر المباركة التي بسببها روعت النساء والأطفال من الأسواق، تضرر أصحاب المحال التجارية ، ويوحي من تصرفات هؤلاء الشباب كأن الصوم عندهم هو امتناع عن الأكل والشرب نهاراً أما الجوارح فلا صوم لها.
* ويؤكد هذه الثقافة أيضاً ما حصل في مسيرة الخميس الماضي (قبيل العيد) من حرق لبعض محتاجات الناس ، والنفوس تتهيأ للعيد وهم أيضاً يصومون العشر من ذي الحجة ذو الفضل العظيم المميز عند الله .
* يوم الزينة هاجم شباب هذه الثقافة بسطة وقاموا بنهب بعض ألعاب أطفال ثم أخذوا يلعبون ويتبجحون بها أمام الناس، ولما انتقدهم أحد المواطنين قالوا هؤلاء نهبوا أرضنا ونفطنا .. كلام جميل، ولكن الذين نهبوا حقوقنا متواجدين بسيئون، البعض منهم يسكن البيوت الفاخرة .. فاينكم منهم ؟! ثم إن العنف والاعتداء على ممتلكات الآخرين أمر مرفوض .
* ما هذه العقول التي لا تعرف بين المستهدفين الحقيقيين والآخرين ؟
* من المستغرب أن فعاليات الحراك الحقيقية
هدأت في معقلها (الضالع البطلة) في هذه الفترة (لحكمة ما) هؤلاء هم أبطال القضية
الجنوبية حقاً الذين ضحوا بدمائهم من أجلها وشرفوها ولم يسيئوا إليها.
وليس غريباً على هؤلاء أن ينتهكوا حرمة العيد مثلما انتهكوا حرمة شهر رمضان المبارك ، وقبل أيام عرقلوا مهرجانا في منطقة مدوده بمناسبة العيد قام به شباب التغيير وكادت أن تحصل مصادمات لولا تدخل العقلاء ، ويا سبحان الله أن أبرز الذين قاموا بهذه العنتريات هم من أنصار السبعينيات ، ولا ندري لماذا كل هذا التحامل والحملات الهمجية على شباب التغيير ، هل هذا مثلاً غيض أو زعل لان مهرجانات شباب التغيير منظمة ومبرمجة وتديرها أيادي مؤهلة بالمقابل هم لا يستطيعون حتى إيجاد شخص لائق يقدم مهرجان أو فعاليات الحراك بطريقة مشرفة ، وبالمقابل فهم أيضاً لا يمسون المجرمين الحقيقيين بشئ وهم متواجدون في بيوتهم المشيدة ويركبون سياراتهم الفاخرة ، أليس كل هذه الممارسات تضع الحراك الحضرمي بالذات في موضع الشبهة لا سيما والجهة الداعمة والمحركة للحراك في هذا الفترة بالذات أصبحت معروفة ومختفية من وراء جدر !! وما وجود أيضاً بعض العناصر المشبوهة ضمن فعاليات الحراك إلا دليل على هذا
كما أن مراهقي الحراك يرفعون شعارات ولا يدرون أنها تسئ إلى دولة الجنوب حين يرددون لا للحزبية .. فكيف إذن ستقوم دولة الجنوب الحضارية الديمقراطية المنشودة بدون التعددية ؟! بالفعل أنه لعب صبيان !
* يقال – والله أعلم – أن قيادة الحراك وعقلائه إن وجدوا يرفضون مثل هذه التصرفات ، وإذا كان هذا حقاً، فلماذا لا تتبرأ قيادة الحراك من هذه الأفعال الطفيلية وأمام الملأ .. وإلا من غرس ثقافة الاعتداء هذه في الشباب والصبية، حتى أصبحت قيادة هذه المسيرات بأيدي هؤلاء المراهقين الذين يشكلون الغالبية العظمى في هذه المسيرات .
* بدأ الناس يشككون في تجمعات الحراك هذه، ويتساءلون لمصلحة من هذه الفتن، ويؤكد البعض بأن وراءها جهات (مخفية) تابعة للسلطة الحاكمة، لاسيما وعدد فعاليات الحراك بحضرموت خلال هذه الفترة تفوق مناطق أخرى أهم، ولكثرتها مل منها العقلاء، وأصبحت لا معنى إلا أنها تخدم مصالح أخرى، وما تواجد بعض العناصر الأمنية (المتسترة) لهو دليل ذلك !
* أين الوازع الديني .. أين الآداب والتعاملات المتحضرة ؟ ألا يعلم هؤلاء أن ديننا الإسلامي وضع ضوابط لكل شيء، حتى التعامل مع الأسير اليهودي .. هل فهمنا أم أن هذا الكلام امبريالي لا تفهمه مبادئ الحراك بحضرموت .