في غمرة التفاعلات والانفعالات حول التصعيد القادم لكلٍّ من (الحلف) و(التنسيقيّة) وبعد تباين (البيانات) ودون أيّ نكرانٍ لحقِّ النضال لكل صاحب قضيةٍ عادلة، تبيّن بما لا يدعُ مجالا للشك أنّنا في حضرموت أمام (هبّتين) وليس هبّة واحدة، (هبّة حضرميّة) و(هبّة حضرميّة جنوبية)، دون اي انتقاصٍ من حيث المبدأ من كلاهما فالكلُّ مشروعٌ له أن (يهبّ) لأجل أهدافه وغاياته، لكن لم يعد من المُستساغ استمرار الخلط الذي قد يرتقي إلى الخداع والتلبيس على الجماهير الغاضبة المطالبة بحقوقها بأن (الهبّتين) واحدة بنفس الأهداف والغايات!!، الأمر الذي أوجد إحساساً متزايداً بوجود حالةٍ من التسلّق على (الهبّة الحضرميّة) ومحاولة إمساكِ دفّتها والاستفادة من دفعها وحرفها نحو أهداف (التنسيقيّة) ومشروعها (التحرّري)، ومثال ذلك أنّ مقررات المؤتمر التاريخي بوادي نحب لم تتضمن حتى مجرّد مفردات عن (الاحتلال، التحرير، الاستقلال، ...) بل كانت مطالبةٌ بحقوقٍ ورفعِ ظلمٍ وجورٍ واستبداد ورفضت قيادته أية شعارات أو لافتات لأيّ مشروعٍ سياسي في حينها ولا زالت، اذاً نحن أمام (هبّتين) مختلفتين تماماً قد تتفقان في بعض الأمور كالتوقيت ووحدة الخصمِ والغريم لهما وبعض المناشط ولكن تختلفان في الجوهر والغايات والقيادة والتوجّهات والآليّات، مع كامل الحق للجميع في النّضال لأجل قضاياهم التي يرونها عادلة.
لذا كم أتمنى على الأخوة في قيادة (التنسيقيّة) الإفصاح بكل وضوح عن (هبّتهم) الخاصّة بهم المنطلقة من أهدافهم وغاياتهم التي ظلّوا لسنواتٍ يناضلون لأجلها، ويصبغونها بلونهم ويسمّونها على إسمها الحقيقي الذي لا ينبغي أن يخجلوا منه (فهبّتهم) كما أعتقد (هبّة حضرميّة جنوبيّة تحرريّة)، بدلاً من محاولة الاختلاط بلون (الهبّة الحضرميّة) أو محاولة تذويب الأخيرة في لونهم أو (تأميمها)، وليتركوا (الحلف) ومن يسانده يمضون في (هبّتهم) كما أرادوها، وبالتأكيد سيكون هناك تقاطع في العديد من المصالح والأهداف المشتركة يمكن حينها التنسيق فيها بين (الهبّتين).
وكم أتمنى على (حلف القبائل الحضرميّة) أن يزيد توجهّاتهِ وضوحاً فوق وضوح ليُزيل اللبسَ ويُنهي حالة الارتباك التي بالتأكيد هي ليست في صالح (الهبّة الحضرميّة) ومطالب (الحلف)، وكذا أن يعمل على تعزيز بنيته التنظيمية وسياسته الاعلاميّة ليتحدث هو عن نفسه بنفسه ويقدّم للناس وللعالم الصورة الحقيقيّة لمطالبه ومشروعه الحقوقي السلمي المشروع.
أعتقد جازماً أنّ حضرموت من الممكن أن تجني ثماراً وتحقق مكاسب من (الهبّتين)، ولكن نحتاج إلى الإخلاص لحضرموت أولا من الجميع، وكذا المصداقيّة والصدق في التوجهات والأطروحات، كما نحتاج إلى العقلانية والحكمة والتنسيق البنّاء بيننا البين .. فحضرموت هي ما يجمعنا على اختلافِ توجّهاتنا ..
بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد