يعاني أبناء مدينة سيئون ومنذ سنوات - من غيرهم من أبناء مناطق حضرموت ومدنها عامة-، من استفزاز وجشع واستغلال حفاري القبور لهم - بما لا يقبله العقل والدين - في ظل تلكؤ الجهات ذات العلاقة وسكوت الأعيان والوجهاء !! ويا ما تكلم وانتقد الناس واشتكوا إلى الجهات المسؤلة ذات العلاقة من جشع أصحاب هذه المهنة، ولكن لم يحرك أحدٌ ساكناً !، بل وكتب وانتقد البعض عن هذه المعاناة قبل سنوات عبر بعض الصحف المحلية ،عندها تدخلت الإدارة العامة للأوقاف وعالجت المشكلة من خلال إعطاء حفاري القبور بسيئون حافزاً شهرياً (20.000) ألف ريال لكل واحد منهم، على أن تكون أجرة حفر القبر للمواطن ( 2000) ريال وُعلقت إعلانات على مداخل المقابر بسيئون بهذا الصدد ، ولكن هذه الإعلانات اختفت .. من أخفاها ومن المستفيد من إخفائها لا ندري ؟!! .
وفوق كل هذه المعالجات التي لا يحلمون بها، بقى هؤلاء في غيهم واستغلالهم لحظة الحزن والألم التي يمر بها ذوو المصاب، فعندما يسألهم مثلاً ذوو الموتى عن مقدار أجرتهم لا يذكرون له الأجرة المقررة لهم من قبل الأوقاف ، ولكن يكلمونهم بعبارات مطاطة مثلاً { والله بصركم هاتوا لي با تجيبونه والناس ما هم سوى حد كذا وحد كذا }.
كثرت شكاوى الناس في ظل تعنت وإصرار على هذا الجشع، لكن الجهات المعنية لم تحرك ساكناً.. ففي مساء الثلاثاء الماضي 21/1 / 2014م وعندما سلم أصحاب الميت (3000) ألف ريال لهؤلاء للحفارين تفاجئوا برفض هذا المبلغ وطلبوا بـ ( 6000) ألف ريال ألف ريال، عندها تدخل أحد أقارب ذلك الميت كونه على دراجة بما هو مقرر لهم من قبل الأوقاف وما ُيعطى لهم أيضاً فسألهم كم المقرر لكم ؟، فلم يرد عليه أحد ، ثم سألهم ثانية هل الـ (6000) ألف ريال مقررة لكم؟ فسكتوا أيضاً ، ثم قال لهم حرام عليكم أنتم تستلون حافز ( 20.000) ألف ريال شهرياً لكل فرد منكم من الأوقاف قبيل عملكم هذا، فرد أحدهم قائلاً بكل وقاحة { هذه الاتفاقية انتهت من زمان !!}، وفي ظل هذا الاستفزاز وعدم تقدير المشاعر، تركهم أهل الميت وذهبوا.
في اليوم التالي لجأ ذوو ذلك الميت إلى الأوقاف بالمديرية لطرح مشكلتهم، فردوا عليهم لستم أنتم أول من يشتكي من حفاري القبور بسيئون، ونحن رفعنا الشكاوى إلى مدير عام الأوقاف بالوادي، بعدها ذهبوا إلى المجلس المحلي بالمديرية وطرحوا عليه الأمر وطالبوهم بشدة أن يتحملوا المسؤلية، عندها تم التواصل مع مدير عام الأوقاف وطالبوه أن يستلم هذا المبلغ وتسليمه إلى أصحابه، وأن تعالج مثل هذه المشاكل التي يعاني منها الناس بسيؤن دائماً ، وعليه تحرك ذوو الميت إلى مدير عام الأوقاف وقابلوه وطالبوه أن يقوم بواجبه كونه المسؤل الأول وأن ينهي هذه الاستفزازات والتصرفات الظالمة، وكأن مهنة حفر القبور لا يقدر عليها إلاّ هؤلاء، وطالبوه أيضاً بأن يشرك الآخرين في عملية الحفر مثلما هو حاصل في الكثير من مناطق الوادي ومدنه، وان يوقف هؤلاء عن حدهم لأنه { قد بلغ السيل الزبى }، وأن لا تكون محصورة عليهم.
فرد عليهم مدير عام الأوقاف : لقد وجهنا أبناء حي السحيل بأن يكون لهم الحق في الحفر في مقبرة جوهر، ثم وجه المحاسب العام بالإدارة باستلام المبلغ ليتم تسليمه إلى الحفارين، وبالفعل تم تسليم المبلغ للمحاسب العام، وأثناء الحوار معه أوضح لهم بأن هؤلاء الحفارين مستمرون في استلام حافزهم الشهري المقرر لهم من قبلنا الـ ( 20.000) ألف ريال إلى اليوم وهذا آخر استلامهم، وقال أيضاً أن الإدارة رفعت هذا الحافز إلى{ 30.000} لكل واحد منهم !!! وتعديل أجرة حفر القبر من ( 2000) إلى ( 2500) ريال، لكنهم رفضوا أ هـ .. ونحن كغيرنا من الغيورين على مجتمعنا نتساءل :
- نحن نعرف ومنذ زمن بعيد أن هذه المهنة مسئولة عنها الجهات الرسمية وهي التي تحدد المهام والمكافئة، فكيف سمح هؤلاء لأنفسهم اليوم أن يرفضوا توجيهات الأوقاف وكأنهم ند لتلك الجهة الرسمية لا تابعين لها، وأبوا إلاّ أن يستمروا في استغلال المواطن وكأن مهنتهم مهنة تجارية ترتفع بارتفاع ثمن " حلق الضدح" !!.
- لماذا هذا الظلم بمدينة سيئون فقط وباقي المناطق والمدن بحضرموت تسير مثل هذه الأمور بها على ما يرام ؟! وهل لو سارت الأموربسيئون مثل باقي مدن حضرموت ومناطقها ستحصل كارثة بسيئون كون خصوصيتها لا مثيل لها ؟!!.
- لماذا الوجهاء والأعيان لا يقومون بدورهم ، كون كلامهم مسموع ؟، وهل هناك تبعات مثلاً لا يقدرون عليها ؟! .
- كل شيء ممكن تحمله إلاّ أذية ذوي الميت ويكفيهم حزنهم ومأساتهم وألمهم في مصابهم الجلل، لأن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أمرنا أن نواسيهم ونعاونهم في أمورهم، ألا يعلم هؤلاء بهذا أم أن القلوب تحجرت !! .
الخلاصة نقول: هل فهم حفارو القبور بسيئون بأن لسان المرحلة بالبلد يردد ما قاله شاعرنا المحضار - رحمه الله -:{ ماحد يكلم سعد خلوه يعمل * يعمل على مشتهاه!! } لذا استغلوا هذا الوضع بالبلد وعملوا على مشتهاهم ؟ !!.. ولكننا نرد عليهم بما قاله نفس الشاعر:{ كل من غلط مرة عطه عادك أمل * إلاّ إذا تكرر خطاه الناس با تمله}، وأبناء سيئون قد ملّوا وسئموا وتذمروا واستاءوا منكم ومن أفعالكم القاسية هذه.. المخالفة تماماً لتعاملات من سبقوكم في هذه المهنة الخيّرة، ويعلم أبناء سيئون أن العم "ع م با " - رحمه الله - وهو ممن كان يعمل في هذه المهنة سابقاً، .. لكنه كان مثالاً في التعامل مع ألناس بالرحمة والشفقة، فعندما يُقال له {كم حقك .. يمد كوفيته بصمت }، أما ليوم وكما قال أحد العامة {على الشخص أن لا يموت إلا إذا بعد أن يوفر عشرات الألوف " !! }... ولا يسعنا إلاّ أن نوجه نداءنا هذا إلى من يهمه الأمر، وإلى الأخيار بمدينتنا لوضع حد لهذه التعاملات غير المبررة ، والتي لا يقبلها {منطق- ولا عقل - ولا دين} وردع لهؤلاء حتى يعرفوا حقيقة عملهم وأهدافه الإنسانية كالآخرين، والتي يعاني منها أبناء سيئون فقط !!! ، وكذا المعالجة العقلانية من خلال إشراك الآخرين في هذا العمل الخيري (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) مثلما هو الحال في مناطق حضرموت ومدنها، فهل من استجابة لتغيير كل ما يؤلم الناس ؟، تلبية للمتغيرات التي ستشهدها حضرموت قريباً ؟؟.. نتمنى ذلك ...
بقلم الاستاذ : سعيد جمعان بن زيلع