حضرموت اليوم / سيئون /
خاص
لقد استطاعت الثورة الشبابية باليمن أن تحقق
أول أهدافها بإزاحة رأس الفساد عن السلطة، وتوقيع المبادرة الخليجية، ثم تشكيل
حكومة الوفاق الوطني التي لولا الثورة الشبابية لما تحققت تلك الأمور، ولازال
الشباب يواصلون ثورتهم حتى تحقق كافة أهدافها باجتثاث أركان النظام البائد .. وفي
هذا الاستطلاع نستقصي آراء بعض الشخصيات حول حكومة الوفاق الوطني ، وما هي
الأولويات التي ينبغي أن تبدأ بها ؟ وما هي الصعوبات التي تواجهها ؟ وقد حاولنا أن
نشرك عدد أكبر من أصحاب الرأي والشخصيات الاجتماعية من مختلف فئات المجتمع
وشرائحه، إلا أن البعض أبى المشاركة وبخل علينا بكلمة يقولها لأجل هذا الوطن، ونحن
نعذرهم فربما لهم حساباتهم الخاصة ..
يجب إبعاد كل من يقف في
مسيرة الثورة
أ. عوض مبارك دويداء
من أبرز الصعوبات والعراقيل التي يمكن أن
تواجه حكومة الوفاق التركة الثقيلة التي خلفها نظام صالح والمتمثلة في منظومة
الفساد الذي بناه خلال الـ (33) سنة التي حكم فيها اليمن، ومن أهمها : الوضع
الاقتصادي الهش، والبنية التحتية الضعيفة، وصحة مريضة، وتعليم ضعيف، وثقافة فساد،
وازدواج وظيفي، وطاقم إداري هرم مليء بالفساد والمحسوبية والشللية.
أما العراقيل فتتمثل بالتربص من قبل بقايا
نظام علي صالح الذي أتوقع أن يكون حجرة عثر أمام حكومة الوفاق الوطني الذي بدأت
بوادره تلوح من خلال محاولات إجهاض آليات المبادرة الخليجية، ومن ثم حكومة الوفاق
الوطني . ومن أجل التغلب على ذلك لابد من خلق التفاف تسعى حول حكومة الوفاق
والقيام بثورة ضد كل ما هو كل سلبي وتجريمه وإبعاد كل من يقف عائق أمام مسيرة
الثورة اليمنية .
أنا متفائل بنجاح حكومة
الوفاق
م.عبدالحافظ يسلم خباه
حكومة الوفاق الوطني هي الخيار الآمن
لانتقال السلطة وتلبية مطالب الشعب اليمني للتغيير، وتجابه هذه الحكومة تحديات
كبيرة ومعقدة ولكن المبادرة الخليجية ضامن تنفيذها المجتمع الدولي ودول مجلس
التعاون الخليجي، ولهذا فالضغط على الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية سيؤدي إلى
الاستقرار الأمني والدعم الاقتصادي من أصدقاء اليمن والجيران الخليجيين سيؤدي إلى
توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ويجب أن يتم بشكل سريع ..
ومشكلة البطالة يمكن التغلب عليها بإتاحة
الفرصة أمام العمالة اليمنية للعمل في دول الخليج مثل ما كان قبل غزو العراق
للكويت في أغسطس 1990م، وسمعنا كثيراً من الطرح من النخب الثقافية والسياسية في
دول الخليج لاستيعاب العمالة اليمنية .
وحلحلت القضايا السياسية (الدستور – شكل
الدولة – قانون الانتخابات) سيتم في مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد في المرحلة
الثانية من البرنامج التنفيذي للمبادرة، وأنا متفائل بنجاح حكومة الوفاق في انتشال
الأوضاع ما دامت تحظى بالدعم الإقليمي والدولي .
ينبغي إيجاد حلول مرضية
للقضية الجنوبية
م. حيمد مبارك قفزان
من وجهة نظري أن الإجابة على هذا السؤال لن
يكون بطريقة لا أو نعم . وذلك للأسباب التالية :
• لازال فيه تباين كبير في نوايا أطراف
الأزمة، وكل طرف يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة به فحسب، وهذا ما أدى إلى تعقيد
المشكلة، فإذا توفرت النوايا الصادقة لدى الطرفين فإنه سيصبح من السهل جداً حل هذه
المشكلة وبالتالي نجاح حكومة الوفاق الوطني في أداء مهامها المرسومة .
• إحكام السيطرة والمراقبة الشديدة من قبل
جهات الرقابة الدولية والإقليمية .
• إيجاد حلول مرضية للقضيتين (القضية
الجنوبية وقضية الحوثيين) وتهيئة مجال للحوار الجاد مع أطراف الأزمة لما فيه
المصلحة الوطنية أولاً فإذا تمكنت حكومة الوفاق الوطني وغيرها من أطراف الأزمة في
اليمن فإن هذا سيؤدي إلى تحقيق نجاحات .
لابد من اجتثاث الفاسدين
من جذورهم
أ. ناصر عبيد الصويل
أعتقد أن من أولويات (حكومة الوفاق الوطني)
في الظرف الراهن :
• العمل على اجتثاث (الفاسدين) من جذورهم,
إذ لا معنى ولا قيمة للثورة التي قامت من أجل التغيير والقضاء على حكم (الفاسدين)،
إذا لم تقم بتطهير الأجهزة الحكومية والمؤسسات العسكرية والمدنية من بقايا
(الفاسدين) ومحاكمتهم محاكمة عادلة .
• البدء في إحداث التغيير المنشود, وهو بناء
أسس الدولة المدنية الحديثة, دولة القانون والمؤسسات والمساواة والعدل والحريات
العامة, وذلك من خلال تغيير الدستور الحالي، وتعديل القوانين واللوائح الأخرى تبعا
لذلك .
• تحسين المستوى المعيشي للشعب، وتحقيق
الأمن والاستقرار في البلاد. وذلك من خلال رفع أجور العاملين في القطاع الحكومي,
ودعم المواد الغذائية الأساسية, وتوفير فرص العمل للخريجين, وتشجيع الاستثمار
المحلي والأجنبي لاستيعاب العمالة في سوق العمل .
• حل جميع القضايا الوطنية العالقة وعلى
رأسها (القضية الجنوبية) حلا (عادلا), وذلك من خلال الحوار الوطني الشامل الذي نصت
عليه (المبادرة الخليجية) وآليتها التنفيذية, وقرار مجلس الأمن رقم (2014) .
• وغيرها من الأولويات الأخرى المرتبطة
بتطوير البنية التحتية للاقتصاد الوطني ..
عند ذلك سيشعر المواطن العادي بأهمية الثورة
السلمية الهادفة إلى التغيير نحو الأفضل, وسيدرك الجواب على السؤال المحير له منذ
اندلاع الثورة والذي جعله يتردد في تأييد الثورة والالتحاق بها وهو : لماذا قامت
الثورة على (الفاسدين) وقدمت في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى والمعاقين ..
؟!