حضرموت اليوم / سيئون / زكريا
عوض با سويدان
أهلنا وأجدادنا علمونا الحِكم والأمثال
الشعبية المنبثقة من واقع الحياة ولا شك فنحن نتعلم منها حتى اليوم ومن هذه
الأمثال ( حتى مضغ اللبان له معنى ) أي كل شي له آدابه وفنونه......
إن ما ساقني إلى هذا الكلام هذا الموقف :
كنت في ليلة الأربعاء الرابع من يناير الحالي ماراً بسيارتي جانب أحد مساجد حي
الحوطة بسيئون القريب من السوق لزيارة إحدى أرحامي وهو مسجد مجدد بنيانه ، وفي هذه
الأثناء شاهدت بأم عيني مجموعة من الأطفال لا تتعدى أعمار الكبار منهم 14 سنه ولا
تتعدى أعدادهم الأربعين طفلاً وهم يحملون أعلام تشطيرية أطول من قاماتهم ، ويرددون
عبارات سوقية بذيئة لا يقبلها عاقل أن ينطقها ابنه على أي إنسان ، ويقصدون بها سب
لحزب بعينه ، فضحكت وقلت لنفسي .. أطفال في هذا العمر يطوفون بهذا المسجد بالذات
ويرددون عبارات كأنها تسبيحهم وكأنهم مبرمجين عليها ولا يعون ما يقولون .
إذن فهذه مسرحية يعرفها الصغير قبل الكبير ،
ومخرجوها ومخططوها والدافعون معروفون أيضاً لأنه من الذوق والأدب والأعراف
السياسية إن تواجه أولاً رأس الأفعى المتفق عليه.. وإلاّ فالمسألة لعب على السياسة
وتطفل عليها وللأسف فهؤلاء أساءوا إلى الحراك أولاً وحولوا القضية الجنوبية إلى
قضية سوقية حسب ما يريد هؤلاء المخططون ، والدليل على هذه : إنه شارك في مسيرات
الحراك بالمكلا أشخاص من المحافظات الشمالية وهم يهتفون مع الحضارم برع برع
ياستعمار ، وصدق المحلل السياسي السقاف حين قال ، إن الحراك ُمخترق من عدة جهات
ومنها الأمن القومي أما عامة أنصاره فهم يطبلون ويقفزون بحماس والضحية هم أنصار وعقلا
الحراك الحقيقيون .. بالفعل أستطاع هؤلاء ان يحققوا ما يصبون إليه [ من شق للصف
وإثارة الفتن بحضرموت بالذات وتلطيخ سمعه الحراك ] وهذا المطلوب إثباته .
الخلاصة إن هؤلاء الدخلاء على السياسة يسيئون
للحراك قبل كل شيء ، ولا يمكن لهم أن يتقنوا حتى آدابه وفنونه فكيف بمسيرات
وفعاليات سيا سية واعية تشرف قضيتهم وتهدف إلى إقامة دولة النظام كما يدعون ، وإذا
كانوا هكذا قبل تحقيقها فكيف سيتعاملون مع الآخرين بعد قيامها ؟! وكما يقال فاقد
الشيئ لا يعطيه والحليم تكفيه الاشارة .