مع كل عملية اغتيال تحدث في الجنوب بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص ترى الجميع يطلق على يوم وقوع الجريمة بأنة يوما اسود حتى تكاد أن تكون كل أيامنا حالكة السواد .. فيوم 9 أغسطس 2012 يوما اسود وهو يوم اغتيال اللواء عمر بارشيد السيباني ويوم 2 ديسمبر 2013 يوما اسود وهو يوم اغتيال المقدم سعد بن حبريش الحمومي . ويوم 19 فبراير 2014 يوم اسود وهو يوم اغتيال الشيخ علي سالم باوزير . ومن قبلهم ومن بعدهم أياما سوداء بعدد من تم اغتيالهم من كوادرنا الجنوبية .
إلاّ إن يوم 15 أكتوبر 1994 هو اليوم الأكثر سوادا .. وهو اليوم الذي نتذكره عند حدوث كل عملية اغتيال جديدة فتعود بنا الذاكرة إلى هذا اليوم الذي حزنت فيه شحــــــــــــير حزنا شديدا ليعم الحزن كل مناطق حضرموت ، أكثر شبابنا ومن هم في أعمارنا لايعرفون من هي الشخصية التي تم اغتيالها في 15 أكتوبر 1994 .
وان عرفوا اسم هذه الشخصية فأنهم لايعلمون ماهي الأدوار التي كانت تقوم بها من اجل خدمة حضرموت عامة وشحير خاصة .
إن يوم 15 أكتوبر 1994 هو يوم اغتيال الشهيد صلاح محمد البكري المولود بمدينة شحير في عام 1951 والذي بادل شحير الوفاء وقدم لشحير ولأهل شحير كل شيء كان يستطيع أن يقدمه ليبادلوه أهل شحير الوفاء بالوفاء ويصبح رمزا من رموزهم يفتخرون به حيا وميتا ..
الشهيد صلاح البكري عمل في مجال التعليم مدرسا في مديريتي دوعن ووادي العين ، ومن ثم تم تعيينه مديرا للتربية في مديرية حجر .. ثم مديرا للإسكان بمحافظة حضرموت ومن ثم مديرا للجمارك ومن ثم مديرا بشركة التاج .
سمعت الكثير عن هذه الشخصية فحاولت أن أعرف أكثر وأكثر وتحدثت قبل سنوات مع بعض كبار السن من أهل شحير أثناء عملي هناك فكانوا يروون لي مواقف أسطورية لهذه الشخصية . بل إن واحدا منهم قال لي يا ابني لا تسأل نحن عن صلاح البكري واذهب واسأل تراب شحير وأحجارها عنه .. بينما واحد آخر عندما سألته عن الشهيد صلاح البكري اكتفى بذرف الدموع ولم ينطق لي ولو بكلمة واحدة ..
في 15 أكتوبر 1994 تم اغتياله في ظروف غامضة في عقبة وادي العين إلاّ إن هناك معلومات أكدت ضلوع شخصيات كبيرة في الجريمة لتبدأ حكاية العبث بدماء الجنوبيين وأرواحهم وتستمر إلى يومنا هذا .
ومع تكرار عمليات الاغتيال في حضرموت وتكاثر جراحها اكتشف أبناء شحير أن الجرح القديم المتمثل في اغتيال صلاح البكري لم يبرأ بعد .. وانه مازال ينزف طوال العشرين عاما الماضية .
بعض الشباب من أبناء شحير الذين تمنوا لو أنهم عاصروا صلاح البكري قاموا بطرح فكرة جميلة من باب رد الوفاء لرجل كان وفيا مع مدينتهم وهي تأليف كتاب عن الشهيد صلاح محمد البكري ومن هنا نطلب من الجميع التعاون معنا ومع أسرة الشهيد بأن من لديه أي معلومات أو وثائق تحمل توقيع الشهيد أن يساعدنا بإحضارها لتصويرها ، ومن كان يعرف احد من كبار السن وكانت له مواقف مع الشهيد يخبرنا لنقوم بالتواصل معه لنستمع له ونوثق مايقوله .. رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته .
بقلم : حسن عمر باجوه