بعد أن تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي وإحدى الصحف المحلية معاناة أبناء مدينة سيئون من حفاري القبور.. وبعد أن وصلت هذه المشكلة إلى الجهة المخولة ( الأوقاف).. وفي ظل تعنت أصحاب هذه المهنة ورفضهم لتوجيهات الأوقاف ، وإصرارهم على هذه التعاملات.. بل وهددوا بترك هذه المهنة .. وبدلاً من أن يتخذ مدير عام الأوقاف موقفاً حاسماً كجهة رسمية بعد التشاور مع الجهات الرسمية الأخرى ، أو يشرك الأعيان والوجهاء والشخصيات الاجتماعية في حل هذه المعضلة ، وبدلاً من هذا كله فإذا به يترجاهم ثانية ويعرض عليهم عرضاً جديداً مقداره {أربعين ألف ريال شهرياً } كحافز لكل واحد منهم ، ولكنهم أبوا واستكبروا وكأن استغلالهم للمواطن حق شرعي ، ولا صوت يعلو ...........!! والله أنهم يحضرون في الساعات الأولى في يوم 25 من كل شهر لاستلام هذا الحافز قبل موظفي الأوقاف .. ولا يسعنا إلاّ أن نتساءل في استغراب ونقول :
1- لماذا لا يقوم مدير عام الأوقاف بواجبه لاسيما والخيارات أمامه كثيرة ؟ ، هل لأنه من خارج حضرموت ، لذا لا يحنق على ما يحصل من مشاكل للناس!! .
2- لما ذا لا يشرك المجتمع في مثل هذه المشاكل فهم أعرف بشعابهم أكثر منه ؟ .
3- هل هذه المعضلة كبيرة وعويصة في نظره إلى هذا الحد .. لذا فهو يتخوف من أن تمتلىء شوارع سيئون بالجثث لعدم قدرة أحد على حفر القبور ودفن الأموات ؟! ، أم أنها حاجة في نفس يعقوب !! .
4- لماذا التخوف من إشراك الآخرين في هذه المهنة ، بعد ذلك يترك الخيار للناس مثل عملية تغسيل الأموات مثلاً ؟ .. هل هو خوف مثلاً في أن يقاسمونهم في الخيرات التي أوقفها الطيبون لمن يمارس هذه المهنة كإيجار الدكاكين وغيرها وغيرها من الخيرات ؟!!
5- الغريب والمضحك أن سيئون هي التي تعاني من مثل هذه التعاملات من غيرها من مناطق وادي حضرموت ومدنها ، ماذا نفهم من هذا ؟! ، ومن تكلم وانتقد هددوه بمقبرة القرن !! وكأن تلك المقابر أُوقفت منذ مئات السنين لهذا الصنف من الناس .. وكأن لسان حال الأوقاف يردد عندما يسأل ابناء سيئون.. لمن الأمر اليوم يا أوقاف ؟! فترد الأوقاف .. لأصحاب القبور بسيئون ؟!! -
6- يا حفاري القبور هل نأتي بمسؤلي ما قبل الوحدة بحضرموت لأنهم يعرفون كيف يتخاطبون معكم أكثر من غيرهم ؟!! .
كل ما يتمناه أبناء سيئون أن يُبعد عنهم مثل التعسف غير المبرر، وأن يكون حالهم كحال مناطق حضرموت ومدنها .. هل هذا حرام على أبناء سيئون وحلال لغيرهم يا من اليهم الأمر ؟!! ...
بقلم الاستاذ : سعيد بن زيلع
