نبض الشارع ومعوقات التغيير

لايخفي علي احد منا المخاض العسير الذي تمر به اليمن في هذه الايام. وانا هنا لست بصدد التزمين والتوقيت لماهية الاحداث،حيث ان عجلة التغيير قد تحركت نحو الامام ولايمكننا ان نجزم بتوقيتها وبدءها ،الا بوجود الحالة الثورية والغليان الثوري الشعبي نحو التغيير الى الافضل والاحسن.

وهذا أيضا يحمل تحليلات واقعية كثيرة فهناك مرحلة التوعية والتوضيح  بعدها مرحلة فهم الواقع وتشخيص الحالة إنتهاء بالفعل الثوري الذي يحاول جادا إنهاء كل ماهو سيئ ومعيق لعملية التغيير والبناء .وهذا مايفسر خروج الشعب الى الميادين والساحات وسطوع نجم ثورات الربيع العربي ،والتي كانت الغالبية العظمى من المثقفين والمنظرين والمحللين وعامة المجتمع المتلهف والمتطلعة لتغيير الحالة المأساوية التي تعانيها هذه البلدان ومنها اليمن يظنون بأنها الهدف الأخير في مرمى الإستبداد وذلك بسقوط رأس النظام  وإعلان الفوز لواقع جديديتسم بتحقيق العدل والإنصاف ونزاهة الأداء في كل مجالات العمل المؤسسي الحكومي،لكن المفاجأة الكبرى هي تكشف منظومة الفساد الكبرى التي ظلت طيلة عقود متخفية خلف نظام مستبد وفاسد ،لتعطي الإجابة الكافية لإدارة البلاد بشريعة قانون الغاب في تلك المرحلة.والتي فيها القوي يستحوذ على الضعيف وسيادة النفوذ لأطراف متنفذة بعينها بينما في المقابل يتعرض الآخر لكل ويلات الاقصاء والتهميش ،واسهاب الحديث لما ذكرنا يحتاج الى تخصيص ابواب وفصول متكامله لموضوع بحثي لتصرفات وسلوكيات النظام في تلك المرحلة .لكن نحن بصدد توضيح رؤيتنا التحليلية والتشخيصية لواقعنا في هذه الايام خاصة بعد وصول الفعل الثوري الى القمة واسقاطه لرأس نظام الحكم الفاسد،الذي ظلت البلاد تعاني سوء حكمه طيلة عقود وآثارها موجودة الى اللحظة.

وبعد وجود تسويات  وتفاهمات متعددة وأهمها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذيه والتي أفضت إلي مؤتمر الحوار الوطني الشامل وماخلص إليه من حلول وتوصيات.لكن لايزال الشارع اليمني نابضامن شماله إلي جنوبه مقاوما ومكافحا تجاه الكثير من معوقات التغيير وعلي  رأسها معرقلي عملية التحول والانتقال ووجود منظومة الفساد في مؤسسات الدولة . وهذا التحرك الشعبي المقطوع النظير والتحليل الواقعي للكثير من القيادات والنخب المثقفة قد بدأت تدلي بدلوها في عملية التغيير والبناء ودليل ذلك الاصوات الحرة التي تنادي هنا وهناك عبر الوقفات الاحتجاجيةأمام الادارات والمؤسسات الحكومية        وداخلها بمختلف تسمياتها كالأمنية والتربوية والصحية والأقتصادية وغيرها.ولهذا دوافع وأسباب منطقية وعاقلة وأهمها :وجود منظومة الحكم الفاسدة داخل هذه المؤسسات وهذه المنظومة لا تقبل بالتغيير لحسابات خاصة بها وتسعي جادة إلي الإبقاء بنا علي الطراز القديم الذي لفظه عامة أبناء الشعب . فعلي القيادات الحكومية التي برزت بعد الثورة والتي تسير في خط التغيير والبناء الإلتفات لهذا المطلب الشعبي الهام ألا وهو  تصفية مؤسسات وإدارات البلاد الحكومية من منظومة الفساد المتعفنة وبقايا عصابات النهب والإقصاء والتبعية لسياسة االفرد الواحد والحزب الواحد.

 

د.احمد الهندوان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص