فعلها بنو عُثمان !!

هي القوّة العُثمانيّة التي لطالما حاولوا أن ينحتوا في ذواكرنا أنها ذلك (الرجل المريض) الذي تناهشت اوروبا والغربُ أطرافه، بل ونهشت قلبَه وروحَه، هي الدولة التي أرادوا أن تكونَ مسخاً معزولاً عن هويّته وامتداده الضارب في عُمق الأصل الإسلامي، هي تلك التي حاولوا أن يحيكوا حولها كل الظروف ويلفّوا حول عُنقها كل السلاسل والأغلال التي تبقيها مكبّلةً لا تستطيع مدّ يداً أو تخطو خطوةً نحو عالمها وانتمائها الإسلامي، فكانت الأحكام وكانت القوانين وكان الدستور وكانت العسكرة والتجييش وكان التغريب وكان التضييق وكانت الانقلابات وكانت السجون وكانت المنافي، بل وصلوا حتى إلى ما يسمّونه هم (القشور) فحاربوها وصارت عندهم اساسيّات الحرب على المدّ الاسلامي، فمنعوا الحجاب والأذان بالعربية وتدريس القرآن والإسلام الحق ..

اروغانوبعد كُلّ ذلك يبقى الدمُ السُّلطانيّ العُثمانيّ يجري في عروق ابناء الأناضول، الأناضول حيث تمازجَ وتناغم فيها الفكر والأيدلوجيا الوسطيّة ببرنامج حياة عمليّة شملت السياسة والاقتصاد والثقافة والعلاقات وغيرها .. حيث القوّة للبرنامج العمليّ على أرض الواقع .. المتكئ على مرجعيّة ذات هويّة اصيلة لا تقبل المساومة، فكانت النجاحات الجبّارة في فترات زمنيّة عشنا اضعافَ اضعافِها في عالمنا العربي الغنيّ منه والفقير يلوكنا حكامُنا طوالها بأغاني وشعارات الزيف والخديعة والسرقة والنهب والانحطاط القيمي والفكري والحياتي ..

ها هم أبناء الأناضول ينتصرون للبرنامج الذي اثبت ان الأمم لا تحتاج كل تلك العقود من السنين لتنهض وترتقي، وإنما هو تحدّي الإرادة والعزيمة والصدق والطهر والأمانة والمقدرة والعلم والعطاء، هم ينتصرون قبل الأيدلوجيا إلى البرنامج الذي لمسوه في كل مناحي حياتهم رخاءاً وازدهاراً وتقدّماً وسمعةً .. فبورك لهم ذلك ..

حقاً لقد فعلها بنو عُثمان .. فبورك لكم ايها السلاطين ..

 

بقلم الدكتور : عادل محمد باحميد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص