شهدت ثانوية مدودة الأيام الماضية أعمال ترميم وتزيين وتنظيم قام بها طواعية طلابها وبإشراف المعلمين وبمساندة ودعم من أولياء الأمور، وهذه بادرة طيبة تستحق الثناء والتقدير .
ومعلوم أن تلك الثانوية شهدت اعتداءات مؤسفة ، تماشياً مع الاحتجاجات السلمية التي شهدتها المنطقة بداية عام 2013م حيث ُبعثرت مكاتب الإدارة والمعلمين وكسّر زجاج النوافذ ، بل وهشمت حتى مراحيض المدرسة ونزعت مواسير المياه بشكل لا يقبله العقل.. بأي ذنب هذه المدرسة كسّرت ؟! وهل من أجل المستعمر ُبنيت ؟! ، بل ورُميت الصفوف بالحجارة { الرزوم } والطلاب والمعلمين فيها .. كل هذا وأولياء الأمور لم يحركوا ساكناً ، بل عندما أقرت إدارة المدرسة عقوبة ضد الطلاب المتسببين تم رفضها من قبل أولياء الأمور !! .
واليوم وكخطوة توعوية غير مباشرة نظمت إدارة هذه الثانوية رحلات لطلابها لزيارة بعض ثانويات وادي حضرموت للتعرف على أوضاعها وكيف يحافظ ويتعامل طلابها مع مبانيها ، ولعلهم بعد عودتهم من زيارات تلك الثانويات أحسوا بأخطائهم تجاه مدرستهم ومدرسيهم وتيقن لهم ( بأن لمدرستهم ومدرسيهم عليهم حقا ) ، ولسان حالهم ردد بندم ما قال شاعرنا المحضار - يرحمه الله - { كل من غلط مرة عطه عادك أمل * إلاّ إذ تكرر خطاه الناس با تمله * والآدمي دائم معرض للزلل في حين له وعليه * ، عندها قطعوا على أنفسهم عهداً بأن يصححوا أخطاءهم من خلال الاعتناء بمدرستهم وإعادة ما تم تكسيره والعبث به ، وقد عملوا في الأيام القليلة الماضية كخلية نحل يشيدون ويصلحون ويزّينون وينظفون وينظمون مدرستهم مع مدرسيهم ، وقد تفاعل أولياء الأمور مع أعمال أبنائهم الطيبة هذه وتبنوا إنشاء مكتبة قراءة .
والجدير ذكره أن طلاب بعض المدارس هذا العام تبنوا طواعية تنظيف وتنظيم وتزيين مدارسهم ، فهذه بادرة طيبة ستعيد روح العمل الطوعي بين أو ساط الطلاب والشباب عامة .
وفي يوم الأربعاء 2/4/2014م أقيم حفلاً بالمدرسة احتفاءً بختام هذه المبادرات الطيبة ونجاحها ، حيث حضر هذا الحفل نائب مدير التربية بالمديرية وشخصيات وأعيان منطقة مدودة في جو اجتماعي فريد ، وقد عمّت الفرحة الجميع ولسان حالهم يردد{ لابد أن نتفاءل بالمستقبل ، وعفا الله عما سلف ، وأبناؤنا امانة في أعناقنا }، ثم تجوّل الضيوف بالمدرسة وأُثلجت صدورهم عندما اطلعوا على الجهود العظيمة التي بذلها ذاتياً الطلاب لإظهار مدرستهم بالمظهر اللائق ، كما طافوا بالمكتبة وأبدوا استحسانهم وإعجابهم .. فتحية إجلال وتقدير وعرفان لطلبة هذه الثانوية وأولياء أمورهم .
كل ما نتمناه أن تدوم المحبة والألفة بين أبناء هذه المنطقة ، وليكن شعارهم { كل له اتجاهه ومدودة للجميع }.. نتمنى أن يحذو بقية طلاب المدارس وأهالي المناطق الأخرى حذو المدوديين .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
بقلم :الأستاذ سعيد بن زيلع