حضرموت اليوم / متابعات
أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني أن الخطوة التي أجريت خلال الأشهر الماضي مدخل لإجراء التغيير المطلوب شعبياً في اليمن ولبناء دولة حديثة ينشدها اليمنيون.
وتحدث نعمان، في مقابلة بثتها قناة سهيل الفضائية في وقت متأخر مساء يوم الأربعاء، عن قضايا عدة، عن إعادة هيكلة الجيش والحوار الوطني وتأثير الثورة الشعبية وما يجب على اليمنيين، والقضية الجنوبية وأولويات المرحلة المقبلة.
وقال الدكتور ياسين إن يوم 21 فبراير الذي أجريت فيه الانتخابات الرئاسية المبكرة صنع محطة فارقة بين عهدين، عهد أنتج الأوضاع الصعبة التي يعيشها اليمنيون، وعهد آخر يتطلع إليه الناس لتلبية متطلباتهم.
وأضاف ان المشاركة الكبيرة في الانتخابات تفويض شعبي منحه الشعب للحل السياسي وللثورة السلمية، مشدداً على ضرورة قراءة التفويض بالمستوى الذي عبر به اليمنيون.
وقال الدكتور ياسين إنه يجب الاستفادة من الماضي، حتى لا يتكرر، ولا نكرر «صناعة الأصنام من جديد»، مضيفاً أن إرث النظام السابق كبير وأوصل اليمن إلى حالة مأساوية، حيث المجتمع مفكك الأوصال والجانب الأمني متهدور إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الهشة.
وأضاف ان مهمة اليمنيين خلال الفترة المقبلة تجاوز الماضي عبر إنتاج أدوات تعمل على صناعة الدولة الحديثة، مشيراً إلى أن ذلك بدأ عبر تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإجراء الانتخابات.
وتابع أمين الحزب الاشتراكي ان النظام السياسي والاجتماعي بوضعه السابق «لن يعود»، مضيفاً أن محاولة إعادة إنتاجه أشبه بـ«الانتحار». وأكد ان بناء الجيش بشكل وطني ينهي تأثير النظام القديم.
وتمنى نعمان من الرئيس الجديد عبدربه منصور هادي أن «لا يتخذ قرارات سريعة»، قائلاً إن عليه أن يواصل قراءة الوضع اليمني بشكل عام وينتقل، مع القوى الأخرى، إلى وضع استراتيجية لمواجهة القادم، مشيراً إلى أن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
وقال إن هادي يواجه تحديات أمنية ووطنية متعلقة بوضع البلد بشكل عام، وقضايا وطنية ملتهبة كالجنوب والاقتصادية، و«الإرهاب»، وصعدة، وأخرى بعضها ذات طابع وطني لبناء الدولة، وأخرى متعلقة بالأمن والشباب والاقتصاد.
الأولوية لإعادة هيكلة الجيش
وبشأن المرحلة الانتقالية الثانية للآلية التنفيذية التي بدأت مع الانتخاب، قال نعمان إنه يجب البدء بتنفيذها الآن والشروع أولاً في إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن «لأن هذه الخطوة ستمهد لحل القضايا الأخرى».
وقال «لا يمكن أن يتم حوار وطني في ظل الانقسام الحاصل» في الجيش والأمن، مضيفاً أن وزير الداخلية لا يستطيع حتى الآن أن يدير كافة الأجهزة الأمنية، كما لا يستطيع وزير الدفاع قيادة الأجهزة العسكرية بسبب الانقسام.
وأكد الدكتور ياسين ان مصلحة اليمن تتطلب توحيد أجهزة الأمن لكي يستطيع أن يبسط سلطاته على كافة أنحاء البلاد ولتوفير الأمن للمواطنين، إضافة إلى توحيد الجيش وفقاً لرؤية استراتيجية.
وبشأن الخطوات التي ستنجز خلال المدة الزمنية للفترة الانتقالية الثانية المحددة بعامين، قال نعمان إنه ليس على الحكومة والرئيس الانتقالي حل كافة المشاكل خلال تلك المدة، مضيفاً أنه يجب التركيز على تكوين أدوات التغيير الحقيقية للدولة القادمة، حيث الفترة الحالية «معركة لإنجاز عملية التغيير».
ودعا إلى ضرورة أن يقدم الرئيس الحالي والحكومة على إجراءات عملية تلامس هموم الناس ومتطلباتهم في التغيير، لكن ذلك سيواجه صعوبات من قبل المتضررين من عملية التغيير، مشيراً إلى تعرض وزير النقل واعد باذيب لمحاولة اغتيال وتشهير إعلامي، بعد الإصلاحات التي بدأ بتطبيقها في وزارته.
وأكد الدكتور ياسين ان التسوية السياسية التي تمت جاءت بالانسجام مع أهداف التغيير التي طالب بها الناس، لكنه شدد على أنه «بدون التضحيات لم يكن للتغيير أن يتحقق».
وقال إن أهداف الثورة بدأت بالتحقق، مطالباً الشباب بتحديد أهداف وطنية معينة لفرضها على حكومة الوفاق والرئيس هادي.
ودعا الحكومة إلى تشكيل لجنة للبدء بالحوار مع الشباب بحسبما نصت عليه المبادرة الخليجية.
ورداً عما إذا كانت لديه مخاوف بشأن تنصل حزب المؤتمر عن تنفيذ اتفاق نقل السلطة، قال نعمان إن المشكلة لم تعد الآن بين أحزاب المشترك والمؤتمر، مضيفاً أن هناك رئيس جديد بتفويض شعبي يجب عليه أن يقود عملية التغيير بالتوافق مع الأطراف السياسية، مؤكداً أن المشترك سيقف مع الرئيس هادي لقيادة عملية التغيير وتحقيق متطلبات الشعب.
حوار للجميع لن يشارك فيه من يمارس العنف
وبشأن مؤتمر الحوار الوطني الذي سيجري خلال المرحلة الانتقالية الثانية، قال نعمان إن الحوار سيجري على طاولة مستديرة، ليس حوار سلطة ومعارضة أو أحزاب، مضيفاً أن كل القوى ستشارك في الحوار.
لكنه يرى أن من يمارس العنف «لن يكون له مقعد في الحوار»، مشدداً على ضرورة أن كل فكرة سياسية يجب أن تكون محمولة سلمياً، مضيفاً أن أي فكرة يحملها العنف «ستنتهي إلى الدمار.. دمار الفكرة وأصحابها».
ودعا الرئيس هادي إلى أن يتواصل شخصياً مع مختلف القوى كالأحزاب والحوثيين وفصائل الحراك والشباب، ثم إصدار قرار بتشكيل لجنة التواصل التي من مهمتها الاتصال بكافة الأحزاب والقوى السياسية.
وأضاف نعمان ان سيجري بعد ذلك تشكيل لجنة تحضيرية للحوار الوطني من كافة الأطراف بالتساوي مهمتها وضع القواعد المنظمة للحوار، ووضع ضوابط لذلك.
وتابع الدكتور ياسين القول «نحن أمام مهمة وطني تاريخية، إذا اجتزناها بنجاح سنضع هذا البلد على طريق الاستقرار والتطور».
قضية الجنوب.. عدالتها في حاجة الناس
وعن القضية الجنوبية، قال إن «مصدر عدالتها هو ليس النخب السياسية التي تطرح الحلول بشكل تعسفي لكن هي حاجة الناس في الجنوب، وهؤلاء هم محور هذه القضية».
وحذر نعمان من وقوع بعض أطراف الحراك الجنوبي في مأزق العنف قائلاً إن ذلك سيسيء إلى الحراك وقضيته لأن العنف «يخلط الأوراق كلها»، لكنه رأى ان الحراك لا يمارس العمل المسلح، وان أعمال العنف التي ارتكبها عدد ممن يزعمون انتسابهم للحراك لقيت إدانة كاملة من كثير من قيادات الحراك الميدانيين.
ورأى أمين عام الاشتراكي ان الثورة اليمنية أحدثت تأثيراً كبيراً على المستوى الوطني. وتوقع ان تعيد الأحزاب صياغة نفسها بشكل مختلف يواكب تطورات المرحلة، ويكون للشباب دور في ذلك.
ودعا نعمان الشباب إلى الانخراط في الحياة السياسية وفرض التغيير في الأحزاب.
تصدير الثورة
وانتقد حصر الثورة على ساحات الاعتصامات في المدن اليمنية، قائلاً إن الساحات ليست سوى حالات تعبيرية عن الثورة ونريد أن تنتقل الثورة إلى كل بيت ومؤسسة، وإلى كل المدن.
وبشأن نظرته إلى الدولة المستقبلية في اليمن، قال الدكتور ياسين إنه يرى أن الدولة المدنية هي «دولة المواطنة.. دولة المواطن.. مصدر السلطة فيها للإرادة الشعبية».
وتابع «المنطق يقول ان هذه هي ثورة الفرصة الأخيرة في البلد.. علينا استغلالها لإنتاج دولة مدنية حقيقية».
وتمنى نعمان انتهاء ثقافتي «التخوين والتكفير» من أوساط اليمنيين.