حضرموت اليوم / متابعات
/ حاوره: د. محمد جميح
في
يوم 21 فبراير (شباط) الماضي خرج ملايين اليمنيين للتصويت في الانتخابات الرئاسية
المبكرة التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ويعقد الكثير من
اليمنيين على الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي آمالا عريضة في الخروج بالبلاد
من مآزقها السياسية والاقتصادية الراهنة، حيث يرى فيه الذين صوتوا تجسيدا
لطموحاتهم في التغيير، والعبور إلى مستقبل أفضل. والرئيس الجديد في ما يبدو يرفع
شعار «كلام قليل.. عمل أكثر». ويرى هادي الذي يعد في نظر ناخبيه رئيسا استثنائيا
في ظرف استثنائي، في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في صنعاء ويعد أول حوار تجريه
معه صحيفة منذ انتخابه، أن الحوار الوطني الشامل يأتي في مقدمة أولويات المرحلة
الانتقالية الثانية التي بدأت، حيث انتهت المرحلة الانتقالية الأولى بالانتخابات
الرئاسية المبكرة.
ويضيف هادي أنه لن يستثنى من الحوار الوطني أحد من فئات ومكونات وشرائح
المجتمع الحزبية والسياسية والثقافية والاجتماعية من محافظة المهرة وحتى صعدة، بما
في ذلك الشباب. ويؤكد هادي ضرورة العمل على إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن من
خلال لجنة عسكرية مع الاستعانة بالخبرات والمساعدات من الدول الشقيقة والصديقة. ويرى
الرئيس اليمني الجديد أن برنامج عمل المرحلة المقبلة حافل بالمهام الوطنية الكبيرة
التي يتطلب إنجازها جهودا مكثفة من مختلف الأطراف المعنية في الداخل والأطراف
الداعمة في الخارج وفي مختلف الاتجاهات. وفي ما يخص الوحدة اليمنية، يقول هادي إن
إجماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على القرار 2014 الذي نص على ضرورة احترام وحدة
اليمن وأمنه وسيادته، يعد رسالة واضحة على أن العالم يدعم الوحدة اليمنية.
ويشير إلى أن العلاقة بينه وبين رئيس
الوزراء ستتسم بروح الفريق، وأنهما، ومعهما حكومة الوفاق التي سماها حكومة «إنقاذ»،
يعتبران نفسيهما فدائيين يطمحان إلى أن يختما حياتهما السياسية بإنجاز لمصلحة
اليمن. ويضيف أن شكل نظام الحكم السياسي والنظام الانتخابي وشكل الدولة اليمنية
سيحدده اليمنيون من خلال الحوار الوطني الشامل المزمع إجراؤه خلال هذا الشهر. ويؤكد
أن اليمن سيمضي قدما في حربه على تنظيم القاعدة في البلاد، الذي أكد أنه يضم عناصر
من جنسيات وبلدان مختلفة، وأنه يستغل الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة
التي تمر بها البلاد للتوسع واستقطاب المزيد من العناصر. ويشير إلى أن مكتبه يتلقى
إشارات تدل على رغبة الحوثيين في المشاركة بالحوار الوطني، ويضيف أن علاقات بلاده
بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي حاليا وفي المرحلة المقبلة هي
علاقات استراتيجية واستثنائية، وأن اليمن يمثل العمق الاستراتيجي لهذه الدول التي
ترتبط باليمن بروابط الدين والثقافة والجوار والمصالح المشتركة.