حضرموت اليوم / سيئون / محمد باحميد:
أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء أمس الأربعاء, أمسيته الأسبوعية بعنوان (سؤال وجواب في الهندسة والعمارة ) ألقاها المهندس حسام خميس غيثان مدير مشروع الشيخ خليفة السكني, وذلك بحضور عدد من المهندسين والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية.
وفي بداية اللقاء تطرّق المهندس حسام غيثان إلى أهمية الحفاظ على البيئة الطينية ودورها الكبير في تقليص الكثير من المخاطر والمشاكل البيئية الناتجة عن التطور الصناعي كالاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض والفيضانات وغيرها من الأمور التي لم تكن في الحسبان جراء تهوّر الإنسان في استخدام موارد الطاقة, مشيرا إلى توجه العالم اليوم إلى ما يسمى بالعمارة الخضراء أو العمارة البيئية التي بحمد الله توجد في حضرموت وهي العمارة الطينية.
وتطرّق المهندس غيثان إلى مسألة الهويّة في المباني التي عبّر عنها بالمشكلة البصرية وتعني الاختلاف في المباني بطراز مختلف عن تراث المدينة السابق وهذا بحد ذاته قد يؤدي إلى تشويه في العمارة الطينية وخلق صورة بصرية جديدة في الشوارع والأحياء لا تعكس الصورة البصرية التي تعوّد عليها النظر في تاريخ وتراث تلك المدينة, مبينا أن هذه العمارة التي طرأت على المجتمع سواء ذلك النظام السكني الجديد أو متطلبات العصر للمحلات التجارية التي طغت عليها الحركة السريعة في البناء بدون النظر إلى أن هذا المكوّن الجديد الذي تخلقه سوف يستمر لأجيال قادمة ينبغي أن يحترم خصوصية المدينة وخصوصية المجتمع التي هي مكوّن أساسي له, وإلا فإن الجيل بعد خمسين سنة سيرى أننا قد ارتكبنا جريمة في حق خصوصيتنا وفي حق مجتمعنا وفي حق الجيل الذي سوف يأتي ويرى أن الموروث المعماري قد اندثر وتلاشى واستبدل بعمارة لا تحمل موروث ولا ثقافة ولا هويّة تلك المدينة.
كما أشار المهندس حسام غيثان إلى وجود مراكز أبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا تسعى إلى تطوير عمارة بيئية يعتبر الطين من أهم أحد مكوناتها أو بنودها الأساسية باعتبار أن مادة الطين مكوّن يجمع بين فتات الصخر والمواد العضوية وعدّة مكونات أخرى تستخدم في الأساس في بقيّة المواد, لافتا أن التركيز على الطين لكونه يوفر في استهلاك الطاقة ويمتلك بيئة ملائمة للإنسان ولكونه المادة الأساسية التي خلق منها الإنسان فالعامل النفسي فيها يكون أكثر فائدة واستراحة من المباني الخراسانية.
هذا وقد أثري اللقاء بالعديد من الأسئلة التي عكست الرغبة القوية لدى الحاضرين في الحفاظ على المباني الطينية وخصوصا القديم منها كالمساجد والمعاهد والبنايات القديمة بشكل عام.