متى تصير أيامنا أعياد

تحية وسلاما لمن يشاركون في نفع البلاد والعباد بكل عمل مثمر ..

تحية لأيادي الخير ولحبات العرق التي تتناثر من جبينهم ..

تحية وإجلالا للباذلين جهدهم لإعفاف أنفسهم ومن يعولون ..

تحية وسلاما للسواعد الفتية ، والهمم العالية ..

ثمة خواطر .. جالت في نفسي  بالفاتح من مايو بالذكرى المسماه بعيد العمال – إن جاز إطلاق لفظة عيد على مثل هكذا حالات –  ديننا الحنيف كرم الإنسان .. وزاد تكريم العاملين فيه بقوله عز وجل : "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور".. وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده  .

وقد عمل الأنبياء والرسل ـ عليهم السلام ـ بمختلف المهن النافعة كالنجارة والحدادة وصنع وحياكة الثياب ورعي الغنم والفلاحة على ما هو موضح في قصصهم في كتاب الله ـ تعالي ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا يؤصل معاني الاقتداء الصحيح بمن جعل الله ـ تعالى ـ قصصهم عبرة لأولي الألباب.

النقطة التي أريد أن أصل إليها في البداية أن لفظة العامل .. ليست نظره دونية .. بل هي الأصل المطلوب في الإنسان .. يقول عمر رضي الله عنه .. أني أكره أن أجد أحدكم سبهللاً لا في عمل دنيا ولا في عمل آخره .

لقد أعز الإسلام العامل ورعاه وكرمه ، واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل ، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية ، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان ،  فقد قرر للعمال حقوقهم الطبيعية – كمواطنين – من أفراد المجتمع ، كما جاء بكثير من المبادئ لضمان حقوقهم – كعمال –  قاصداً بذلك إقامة العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم في حياتهم وبعد مماتهم .

كما دعا أصحاب الأعمال إلى معاملة العامل معاملة إنسانية كريمة ، وإلى الشفقة عليه والبر به وعدم تكليفه ما لا يطيق من الأعمال إلى غير ذلك من الحقوق التي منحها الإسلام ..

ونحن نعيش في يمن الإيمان والحكمة .. كيف هو وضع العامل فيها بمختلف أعماله .. بداية هل هو راضي عن أدائه .. وهل يحصل على الأجر الذي يشعر أنه يستحقه مقابل عمله  .. بعيداً عن الغد المنتظر والأحلام الوردية   ... لكن لنكون قريبا من الواقع المعاصر ... نجد كثير من العمال  في قلوبهم حسره , خاوية جيوبه , أبصارهم شاخصة .. ألسنتهم تشتاظ غضبا لأرباب أعمالهم ..... من استطاع منهم خرج وعبر عن مطلبه باعتصامات ومظاهرات  مطالبين بأدنى حقوق لهم ، ومن لم يستطع منهم بقي يلتحف بالصبر رغم حرقته عله يأتي يوم الفرج ..

ما الذي يجري ؟؟ وما الذي يحصل للعامل .. في بلادنا ... وهل هذا ما يدعوا إليه الإسلام ديننا الحق .. دين العدل والمساواة ؟؟ ... أين نحن من قضية الوفاء بالعقود ؟؟؟

متى نرى العامل المبدع يكرم في جميع المؤسسات ..؟؟  متى نرى الضمان الاجتماعي يصرف لذوي الاستحقاقات .. ؟؟ متى نسمع عن رضى العمال عن أدائهم وأداء مرؤسيهم تجاههم .. ؟؟؟

كثيرة هي التساؤلات  تصرخ فينا وتقول .. إلى متى .. ضعوا حلول .. ضعوا أسس .. ضعوا قواعد لنا  .. ليعطي كل ذي حق حقه  .. تعرف الناس حقوقها وواجباتها ... فالعمال هم من سيبنون الغد الأفضل .. واليمن المشرق ... بإذن الله ... وبوادر الخير والفرج لاحت في الأفق .. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا  ... حينها ستكون أيامنا وأيام كل العمال أعياد . 

 بقلم : محمد باجابر

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص