من طبيعة أي ثورة من ثورات العالم أن تكون لها قياده يتبعها الثوار بالفعل الثوري على الأرض ويأخذون توجيهاتهم من القيادة في الحركة والسكون .
الحراك في جنوب اليمن الذي يطالب باستعادة الدولة الجنوبية فان الثوار على الأرض هم من يقومون بالفعل الثوري وقيادة الحراك تتبعهم بعد تشظيها إلى أكثر من ثلاثين مكوّن وكل مكوّن له قياده خاصة به وأهداف تتعارض مع بعضها البعض ، فحين نجد أن بعض الفصائل من أهدافها دوله فدراليه وأخرى كنفدرالية وأخرى فك ارتباط وأخرى استعادة الدولة وأخرى تحرير واستقلال .
ومن هنا تعددت المكونات والأهداف ولا احد يستطيع من مكونات الحراك أن يلغي المكون الآخر وان يسيطر على الشارع بمفرده والسبب يعود في ذلك للتجارب التي خاضها الرفاق أثناء حكم الجنوب قبل الدخول في دولة الوحدة ونظرية الإقصاء والتخوين ، وقد بداء جليا هذا التفكك في مكون الحراك بعد تنازع الطغمة والزمرة فكلا الفريقين يريد إقصاء الآخر وان تكون الزعامة له فبينما يرى علي سالم البيض وقبائل ردفان والضالع أنهم الأحق بتمثيل الجنوب وأنهم القيادة الشرعية له ، هم من دخلوا الوحدة وهم من أعلنوا الانفصال في 94م وهم الأحق بقيادة الدولة القادمة في الجنوب .
ومن جهة أخرى الزمرة المتمثلة في قبائل شبوة وأبين يرون ان سبب المشكلة هم الطغمة الذين دخلوا الوحدة دون أي ضمانات وكان شرطهم الوحيد إخراج عناصر الزمرة من صنعاء ، وذهبوا بشعب الجنوب إلى صنعاء كأنهم قطيع أغنام لسوق البيع وان من كان سبب المشكلة لا يمكن أن يكون مفتاح الحل لها وبين هذا التنافر بين قيادة الفريقين يبقى الشارع الجنوبي في حالة إحباط حيث يرى المليونيات تتعاقب سنة بعد أخرى دون جدوى ولا يروا أي بصيص أمل لهم أو طوق نجاه من المأزق الذي أوقعهم فيه الرفاق كما إن هناك عوامل تتبعها قيادة الحراك وتفضل أن يبقى الوضع على ما هو عليه ومن أهم هذه العوامل : الارتزاق على حساب معانات هذا الشعب ، فهم يرون إن أي حل للقضية الجنوبية سيقطع عنهم المبالغ المادية والمعونات التي تأتيهم من عدة جهات .
وخلاصة القول إن الحراك في الجنوب يتمثل في حراك ميداني جيد يجيد تحريك الشارع وقيادة فاشلة متشرذمة منقسمة على نفسها وهذا يودي إلى إطالة أمد هذه الثورة إلى ما لا نهاية وما على أبناء الجنوب إلاّ أن ينتظروا مليونية بعد أخرى في السنوات القادمة حتى ينتهي الدعم والتمويل التي ترتزق منه هذه القيادات الكرتونية الهزلية الفاشلة .
بقلم : محمد حسن الكباسي