لقد كشرت القوى المناهضة للتحول السياسي في اليمن عن انيابها وأسفرت عن اهدافها وأظهرت للرأي العام عن حقيقة مواقفها الزائفة من الثورة والتسوية السياسية وما تبعها من خطوات عملية للتغيير السياسي المنشود ومشاركتها الشكلية في الحوار الوطني الشامل من جهة وقيامها بالتحريض على العمليات التخريبية والاغتيالات او القيام بها من جهة اخرى وجعلت من الدولة ومؤسساتها ورجالاتها اهدافاً لمليشياتها وجماعاتها المسلحة ..
ان ابعاد ما يحدث اليوم من عدوان صريح على الدولة او ماتبقى من الدولة هو عدوان ممنهج ومدروس , يراد منه افشال الدولة بكاملها – رئاسة وحكومة وجيش وأمن – ومحاولة منها خلق واقع سياسي جديد على الارض يحقق لها المشروعية للسيطرة على السلطة في اليمن في الجنوب او الشمال , ذلك الهدف الذي فشلت في تحقيقة بالعمل السياسي والديمقراطي – الانتخابات – والذي سخرت كافة امكانات الدولة - المال والإعلام الجيش – في ذلك ولكنها عجزت عن تحقيقة فما كان منها إلاّ محاولة الالتفاف على ارادة الشعب واللجؤ الى أعمال العنف والترهيب والتهديد والاغتيال لعلها ان تحقق اهدافها الضيقة ومشاريعها الصغيرة ..
ولكنها لم تتعلم تلك القوى الصغيرة من دروس الماضي , واغترت بما حصل في مصر من انقلاب على الارادة الشعبية ولكنها لم تتابع تبعات الانقلاب واكتفت برؤية المكاسب المؤقتة التي حققها العسكر الانقلابيين , ولم ترى حركة الشارع المصري وتضحياته الجسيمة في سبيل استعادة ارادته المسلوبة والشرعية المغتصبة منه , فعليها ان تتعلم من اليوم ولاحقاً , درس في الارادة الشعبية وهو: ان ارادة الشعوب اقوى من ارادة الجماعات المسلحة والمليشيات والحكومات الظالمة , وقد خاطر من اعتداء عليها وندم من استهان بها وستنتصر - ان شاء الله تعالى - الارادة الشعبية في سوريا ومصر من جديد كما انتصرت في تونس وليبيا واليمن , فالمستقبل للشعوب المقهورة في كل مكان ذات الارادة القوية والعزيمة الابية ولا مستقبل لقوى العنف والتخريب والاغتيال المنظم !!.
بقلم : ناصر الصويل