حضرموت اليوم / سيئون / خاص:
ضمن أمسيته الأسبوعية عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع حلقة نقاشية مفتوحة بعنوان ( الثقافة أم السياسة؟ لمن القيادة؟ ) أدارها البروفيسور/ محمد بن عبد الرحمن الحبشي بكفاءته المعهودة، وتحت هذا العنوان ناقش الحضور تأثير الثقافة المنحرفة عن مسارها الأمثل و السياسة على الواقع. فعن الثقافة تناول المداخلون ما آل إليه الأمر من تهميش للدور الثقافي في مختلف جوانب الحياة، و تلطيخ الثقافة بألوان بعيدة عن الهوية والفكر و الذوق و لا تمت لها بصلة.و قد أكدوا بإجماع, أن التغيير الثقافي الإيجابي يجب أن يكون شاملا كل نواحي الحياة، منوهين بأن التغيير في ظل النظام الموجود هو أنجع السبل الملائمة لواقعنا، وذلك من خلال تجنب السلبيات من فساد وغيره والقضاء عليها، والعمل على بناء المفاهيم وتقويم الأخطاء و الاعوجاج بأساليب رادعه، وذلك من خلال تعزيز الإنتماء والهوية و تفعيل دور القانون.
و عن أهمية الدور السياسي في صناعة المشهد الحالي لحقوق الإنسان؛ أشاد أحد المحامين بالدستور والقضاء اليمني الذي يعتبر نظرياً من أفضل الدساتير في العالم في ضمان الحقوق، ولكن ظل هذا الدستور وهذه القوانين حبيسة الأدراج والأوراق، و لم يعد هناك تطبيق فعلي للعدالة، ما جعل القانون أصم وبعيد عن الواقع.
كما أكد المشاركون أنه يجب تقديم مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، سواء حزبية أم قبلية أو أي جهة أخرى، و أن الأساس في ذلك هو الحفاظ على الهوية الوطنية، التي تتأتى من خلال غرس قيم محبة الوطن، وهو دور كبير يقع على عاتق المثقفين والمدارس والإعلام بكل أشكاله، فعليهم تعزيز هذا الدور الغائب وتفعيله لبناء جيل محب لأرضه ومشارك في تعزيز الثقافة المجتمعية.
كما أن المثقفين اليوم وكذلك السياسيين من مختلف الاتجاهات بحاجة إلى بناء الصفوف وإعادة بناء اللحمة الوطنية والابتعاد عن المناكفات السياسية أو الثقافية أو الاختلافات الدينية والتفكير في بناء الوطن الذي يسع الجميع وليس في بناء الأحزاب الضيقة والاتجاهات المختلفة المتحجرة.
كما تطرق الحاضرون إلى تقييم الثورات الشبابية في العالم العربي التي كانت بداية للتغيير الإيجابي، ولكن أفسدتها المصالح وتقاسم السلطة ، و أكدوا على أن الثورة الناجحة يجب أن يشترك فيها الجميع لينعموا بسلام ووئام.
وقد ختم المحاضرون جلستهم وكلهم أمل في بناء المجتمع بناء إيجابيا من خلال تفعيل الدور الثقافي ، و التقليل من المؤثرات السياسية السلبية و توجيهها توجيها صحيحا يخدم المجتمع و يحقق طموحاته في العدالة و الأمن و تحقيق المنظومة الاقتصادية المتكاملة التي تحقق التوازن بين البنية الفوقية و البنية التحتية للمجتمع.