عندما يتدحبش الحضرمي دون حياء .. فانتظر بحضرموت أنواع البلاء !!

        الدحبشة وما أدراك ما الدحبشة ..عرّفها بعض الحضارمة بأنها :{ مضادة للنُظم والذوق والآداب العامة} كما عرفها آخرون بأنها:{ أللا مبالاة ، ومرادفة لقلة الحياء ، وبالإمكان أن تصل إلى الهمجية}, ويقال أن أختها من الرضاعة هي " الزلط " لاسيما التي تؤخذ من المال العام بطرق الدحبشة نفسها، ويقال أيضاً أن منبعها الأصلي هي" الساعات السليمانية ".

        ومعلوم أن الدحبشة غزت حضرموت بعد عام 1990م وتأثر بها بعض الحضارمة ، و من الملاحظ أن أبناء بعض المناطق والمدن الحضرمية تأثروا بها أكثر من غيرهم من أبناء المناطق الحضرمية الأخرى لماذا لاندري ؟!!.. هل وجدت مثلا الدحبشة بيئة مناسبة لها بتلك المناطق مثلما وجد ذلك " القات" ؟!!.

         إن ما جعلني أكتب ، هو ما كنا نسمعه عن الآخرين داخل إطار التربية والتعليم : وأقصد هنا بالذات التغشيش المنظم في الامتحانات للطلاب وأمام الملأ ، وأشياء أخرى تطعن في التربية والتعليم ، كل هذا يُمارس دون خوف أو حياء ، ، وكأن أهل الاختصاص يباركونه{يتسلق المغششون جدران المدارس وأمام مرأى من الناس ودون حياء لتوصيل الإجابات للطلاب - يتم توزيع الإجابات داخل حرم المدرسة- ويصل الأمر في بعض الأحيان أن يخرج الطالب الممتحن إلى خارج حرم المدرسة ثم يعود!!- بل يتجرد بعض الناس عن قيمه والآداب العامة ويستغل مركزه أو مكانته ويدخل المركز الامتحاني ليقوم بالتغشيش لمن يشاء!!} أما أعلى مراتب الدحبشة ( عندما تعلن الإجابات بمكبر الصوت!!!) كل هذا والمشرفون والمعنيون بتامين عملية سير الإمتحانات متلكئون وكأن الأمر لا يعنيهم حتى أصبح الغش وكأنه جزء من ثقافة ذلك المجتمع !!.

        ولكن الذي يعنينا ويؤسفنا هو أن تصبح تلك الثقافة ، أمراً واقعياً داخل بعض مناطق حضرموت ، وكما نرى والله بأم أعيننا اليوم طلاباً يتحولون من مدارسهم إلى مدارس أخرى بمناطق حضرمية بعينها!! لضمان النجاح ، ثم يأتون ويتبجحون أمام زملائهم بما حققوه من انجاز!! ، كما سمعنا أيضاً أن هناك شهادات تعطى من مدارس في بعض المناطق الحضرمية دون استحقاق " والله أعلم " وأتمنى أن تكون هذه التهمة غير صحيحة  .. ما هكذا تورد الإبل يا أحفاد التربية الحضرمية!!.

         قد يقول قائل:- إن الغش موجودٌ في كل الأزمان.. صحيح هذا الكلام ، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك ، ولكن في السابق ُيمارس بمحدودية وباستحياء وخوف من المعلم أما اليوم يمارسه الطالب وكأنه حق له.. والأخطر منه التغشيش المنظم دون رادع وكأننا خارج حضرموت !! ، كما يبرر آخرون بأن طلاب بعض المناطق الأخرى {يغشون أكثر من أبنائنا عيني عينك لذا نراهم يحصلون على نسب عالية وفرص أكثر للدراسة الخارجية ، فهل هذا حرام على أبنائنا ؟!}، ولكن ما المبرر ان ينتشر الغش حتى في الصفوف الصغرى   لماذا يغش أبناؤنا حتى بامتحانات الصفوف الصغرى هذا صحيح ولكن ليعلم هؤلاء أن الغش تتبعه أمور أخرى أخطر لا أحد أن يستطيع إيقافها ، وعليه نوجه لأصحاب هذا الرأي هذا السؤال: هل ترضون أن تقتدوا بتلك المجتمعات في كل شيء ؟! ، أم أنكم تريدون أن تأخذوا ما يناسبكم فقط ؟! ، وهل سيكون الأمر كما تريدون ، أنسيتم { أن الدحبشة إذا حلت بمجتمع فلا ُتبقي ولا تذر!!) !!.          

         كما إن الكلام عن الدحبشة - الدخيلة على القيم والأخلاق والأعراف الحضرمية – وانتقادها ، أمر يتحاشاه الكثير من الحضارمة بما فيهم مسؤلو حضرموت وأصحاب الأقلام - إلاّ من رحم الله - لا ندري هل أصبحوا هم من ضحاياها ؟!، أو أنهم لا يريدون أن يكدروا مزاج كبار القوم ، وهل يحق للحضرمي مثلاً أن يتدحبش داخل حضرموت بالشفعة تيمناً بكبار القوم؟!!.

        وربما لو انتقدت هذه الدحبشة وحاولت منعها - بدافع الغيرة على مجتمعك - ، لتعرضت للسب والشتم وربما اُعتدى عليك بمثلما اعتدى على الدحابشة الاصليين ، ماهذه المفارقات العجيبة المضحكة يا حضارم اليوم؟! .. والخلاصة نقول: عندما تصل الدحبشة إلى التربية والتعليم بحضرموت وُتمارس بأيادٍ حضرمية وأمام الملأ ودون حياء .. وبتلكؤ المعنيين كأن لسان حالهم يقول هلا.. حينها نصبح لا نملك من حضرميتنا غير الاسم وأنواع البلاء .. بعدها سنترحّم على خصوصيتنا الُمثلى .. وربما سنخاف على فلذات أكبادنا من أنواع الشقاء .. يقول بعض الغيورين على حضرميتهم أن المناطق والمدن الحضرمية الموبوءة بثقافة غير حضرموت هي التي يُمارس بداخلها هذه الثقافات المتدحبشة  ومن العيب والخزي ( أن نطالب بطرد الدحابشة والدحبشة فينا !!) .. وا حضرموتاه .. هل ستصبح هذه الأفعال جزءاً من ثقافة مجتمعنا الحضرمي مع مرور الزمن كغيرنا ؟!!. وهل حضرموت الأمس تختلف عن حضرموت اليوم ، لأن لكل مرحلة ثقافتها حتى ولو كانت دخيلة على قيمنا الحضرمية المشهود للحضارمة بها داخل الوطن وخارجه.

        ختاماً نقول لهؤلاء الحضارمة المتكيفين مع الدحبشة: مبارك عليكم هذا الانجاز، لقد ضيعتم الأمانة والله!!.. ونقول أيضاً لمن أراد أن تكون حضرموت هكذا: مبارك عليكم نجاح خططكم بحضرموت حتى غدت كباقي المحافظات وهو المطلوب إثباته لديكم ؟!! ...

 بقلم الاستاذ : سعيد جمعان بن زيلع

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص