حضرموت اليوم / الرياض / سالم أحمد باموسى:
أقام الشيخ / احمد محمد باجنيد مساء يوم أمس ببيته بالعاصمة السعودية الرياض مأدبة افطار وعشاء لأهله وأقاربة ومحبيه وأهل بلاده المغتربين بالرياض حيث القى المهندس / محمد أحمد باجنيد نجل الشيخ / أحمد باجنيد كلمة رحب فيها بالحضور شاكراً لهم تلبيتهم الدعوة ثم تحدث عن الفقيد الراحل / الشيخ حمد بن يمين أبا ياسر الذي وافته المنية أواخر شهر شعبان ثم قال :اسمحوا لي أيها الأحباب الكرام أن نعطر هذا المجلس بذكر شخص عزيز على قلوبنا جميعا، وله في نفسي مكانة خاصة. وإن كنا قد افتقدنا شخصه هذا العام ولكنه حاضرا بذكراه الطيبة ومآثره المباركة.
انه الأخ الكريم والصديق العزيز الشيخ حمد بن صالح بن يمين، الذي فارق دنيانا الفانية في نهاية شعبان الماضي، فرحمه الله رحمة واسعة ووسع له في قبره ونور له فيه،إننا بذكر هذا الرجل نستحث الدعوات له بالرحمة، ونعزي أنفسنا وأولاده بفقده، وننشر مآثر كريمة وأخلاق فاضلة.
رجاءً أن يكون ما نذكره سببا في نهضة الهمم ومجالا ليقتدى بها، وهذه المآثر تجسد كثيرا من المعاني السامية التي يمكن أن تقال في هذا الشهر الكريم،لقد عرفت ابو ياسر رحمه الله حق المعرفة، وصحبته حضرا وسفرا، فلم أشاهد أو أسمع إلا كريم السجايا ونبيل الخصال ولين القول وحسن المعشر، ولم اسمعه يتكلم في احد ولا يقول إلا خيرا.
إن أول معرفتي بابي ياسر عندما أخذني د محمد أبو بكر حميد لمنزله في مناسبة عيد، ثم استمر التواصل وحضر في منزلنا لكثير من المناسبات، خاصة ما يتعلق بشؤون حضرموت وما يتعلق بها من مشروعات،وأبو ياسر دوما يستمع ويبحث عن الفرص ليعمل، يقدم الأمل ويحجّم العقبات ويؤخر الأعذار، وذلك بنظر ثاقب وهمة عالية ودأب وأناة.
لقد كان أبو ياسر رحمه الله، مثالا في الجود والكرم فهو يبذل ماله ويفتح بيته ويبش في وجه ضيفه، وكان لا تصل شخصية أو ضيف من حضرموت إلى الرياض، إلا ويبادر أبو ياسر لجمع الناس للقاء به، والتباحث معه حول ما يخدم حضرموت وأهلها. وكان رغم مشاغله يحرص على مرافقتهم في تنقلاتهم من استقبالهم في المطار إلى وداعهم.
وأما البذل والعطاء فهو مثالاً له بمختلف صوره وجميع أشكاله، من بذل المال والوقت والجاه.
بذل في السراء والضراء وفي العسر واليسر، والله حسيبه ولا ازكي على الله أحداً.
لم يكن أبو ياسر ممن عرف بالثراء ولكنه فاق الكثيرين منهم، وذلك أن العطاء لديه لا يقتصر ببذل المال وحده، فقد كان همزة وصل بين المحسنين وكثير من المشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية والخيرية، فكان يسعى بكل همة للتعريف بها وتزكية القائمين عليها والمشاركة في مجالس إدارتها، وان كان أبو ياسر في ذلك كله لا يتأخر في بذل ماله في أي مناسبة يدعى لها.
لقد كان يبذل الكثير من وقته في متابعة هذه الأعمال ويسافر من أجل ذلك، وذلك في وقت كان يؤسس لمصنعه، ومرحلة التأسيس تتطلب الكثير من الوقت.
ولقد أسر يوماً بأنه يهيئ شئونه بحيث يتفرغ تماما للعمل لحضرموت، ولا أظنه إلا كان كذلك.
ولا يتسع المقام لتعداد إنجازاته رحمه الله، فما نشر في كثير من المواقع الإلكترونية هو شي يسير عن هذا الرجل وبذله.
لقد كان حمد بن يمين بالنسبة لي مثالاً في الوفاء والإخلاص، فكان لا يتأخر عن أي مناسبة أدعوه لها، ولا يعود من سفر أو رحلة إلا بادر بزيارتي، ونقل الأخبار عن ما تم فيها. فضلاً عن التواصل المستمر بالهاتف، فأصبح بحق محلاً للنصح والرأي والمشورة.
وفي مرضه الأخير رحمه الله زارني ثلاث مرات متحاملا على آلامه ومشقة العلاج رافضاً أن أكون أنا الذي أزوره. فرأيته رحمه الله صابرا محتسبا لما أصابه، راضياً بقضاء الله وقدره، لم تضعف معنوياته أو تهن عزيمته .
اللهم أرحم عبدك حمد بن يمين، اللهم أرفع درجته عليين واخلفه في عقبه في الغابرين واجمعنا به في جناتك جنات النعيم، الله أنزل على قبره الروح والريحان والرضا والرضوان أنك رحيم كريم منان .
بعد ذلك ألقى الأخ / محمد حمد بن يمين نجل الفقيد الراحل الشيخ حمد بن يمين ألقى كلمة عبر فيها عن شكره وامتنانه للشيخ / أحمد باجنيد على الدعوة الكريمة وعلى ماقيل في حق والده سائلا الله له المغفرة والرحمة والرضوان .
كما كانت هناك مداخله من قبل الاخ / علي بن مبارك المحمدي عدد فيها المواقف التي مرت به وجمعته بالشيخ الراحل / حمد بن يمين يرحمه الله ، ودروساً تعلمها من سيرته .
بعد ذلك ثم أعلن أحد أعضاء مجموعة البلاد عن موعد العواد السنوي والذي ستنظمه مجموعة البلاد بقصر المناسبات الكبرى بحي خنشليلة بالرياض يوم الأربعاء ثالث أيام عيد الفطر المبارك ، أما الحضور فقد عبروا عن شكرهم الجزيل للشيخ / أحمد باجنيد على الدعوة الكريمة وحسن الضيافة متمنيين للشيخ باجنيد دوام الصحة والعافية وسائلين من المولى عز وجل ان يجعل ذلك في ميزان حسناته .