هل يصلح الليم ما أفسده الحليب

يبدوا أننا في حضرموت امام حرب للمقاهي وصلت ذروتها عندما شرب القيادي في القاعدة بلعيدي كوباً من الحليب في القطن ..وهي رسالة واضحة مفادها اننا نتحرك باريحية تامة دون منغصات ولايوجد مايدعونا للقلق والدليل اننا نشرب الحليب في السوق العام وامام الناس .. وفي المقابل ظهر علينا وزير الدفاع ليقدم الحلول وليصلح وضع الامن المفقود فما كان منه إلا أن توجه لمقهى ابوكندان المشهور في سيؤن وشرب كوباً من الليمون في رد شرس وحامض في آن واحد ليرسل رسالة إطمئنان لعموم الشعب اليمني اننا هنا ومروقين ونشرب العصير في حاضرة وادي حضرموت ولبلعيدي ان طعمنا حامض فلا تتجرأ علينا ..

ورغم أن جلال بلعيدي صلى الفجر في احد مساجد سيؤن والقى خاطرة فيها في اليوم الذي تلى شرب الوزير لعصير الليم إلا أن الوزير ظل منتشياً ويتنقل من تريم إلى الوديعة والقطن.اعتقدت أن ليمون الوزير غلب حليب بلعيدي فقررت أن اتوجه لنفس المقهى واشرب نفس العصير لعلي انعم بالامن والاستقرار كما وجدها الوزير الذي يتنقل كالسندباد بين مدن حضرموت التي تبعد عن بعضها بمئات الكيلومترات..ولعلمي كذلك بفوائد الليمون التي لاتعد ولاتحصى ..فما كان مني إلأ ان جلست حيث جلس الوزير وطلبت عصير ليمون وشربته على جرعات متساوية في المقدار متباعدة في الزمن حتى لا اصاب بتخمه امنيه مفاجئة .. انتهى العصير حتى آخر قطرة لكن الامن المفقود ظل مفقوداً ولم اشعر بالامن الذي يجعلني اتنقل كما تنقل الوزير ..!

لكن ما عرفته لاحقاً هو أن موكب الوزير هو مئات العسكر مدججين بالسلاح والمعدات والاليات العسكرية وطائرات عمودية في الجو ترافق موكب الوزير وبذلك يكون الوزير محفوظاً من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ولم يتبقى إلا أن يستعيذ الله أن يغتال من تحته.

الأمن منظومة متكاملة تبدأ من إعداد جيد لرجل الامن وتدريبه على اداء مهامه وإعطاءه راتباً مجزياً يغنيه عن السؤال .. وما هو حاصل اليوم عكس ذلك تماماً فرجل الامن غالباً ماتجده رث الملبس نصفه مدني والنصف الاخر عسكري فمه منفوخ بالقات ويده مدودة بالسؤال .. زد على ذلك المعلومة الامنية التي ستغني عن نشر كل هذه الدبابات والاليات التي تشبه معدات زراعية تتحرك ذهاباً واياباً في مزرعة كبيرة في انتظار من يستهدفها ! المعدات ونشر الجنود لن يكون الحل الأمني الأمثل ولا حتى اللجان الشعبية التي تهدف لادخال المواطنين في صراع الدولة مع القاعدة..وهو الامر الذي سيدخل المواطنين في دائرة الإستهداف ليبقى الجيش في ثكناته يشرب الليمون ويتحمل المواطن اعباء امر ليس من شؤونه ولا إختصاصاته.. رغم ان الحل البديل لذلك هو الاعداد الامني الصحيح لرجال الامن وتجهيزهم بمايحتاجونه من معدات ومعلومات .. اما القاعدة فلاحل لها غير الحوار دون شرط نزع السلاح لانهم يحملون فكر مثلهم مثل الحوثي الذي تحاور الجميع معه وهو يحمل السلاح..ومالم يتم ذلك فسيبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر شرب كوباً من عصير الليم وإلى الملتقى استودعكم الله.

بقلم : ابوهمام جمعان بن سعد              

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص