جامعة حضرموت .. عشرون عاماً من العطاء والإنجاز

حضرموت اليوم / المكلا / أحمد عمر باحمادي :

جامعة حضرموت .. قبلة النور وضياء العلم والعمل .. شعاعٌ يسري في الكون الفسيح ليشق حُجُبَ الجهل والظلام .. مسكٌ تضوّع ليعمّ بطيب أريجه حضرموت الخيرِ والعطاء.

جامعة حضرموت .. صرح علمي شامخ يقع مركزها الرئيس في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت ولها عدّة فروع في كل من مدينة سيئون ومدينة الغيظة بمحافظة المهرة ومحافظة سقطرى؛ وهي جامعة يمنية عريقة بزغ نجمها وتألق، وطار طيرها في الأجواء وتألق منذ عشرين عاماً، إذ أُنشئت في العام 1993م، وافتتحت رسمياً في العام 1996م فكان ذالكم الحدث العظيم هو أول خطوة من خطواتها في طريق الرقيّ والنجاح.

لقد وُجدت جامعة حضرموت لكي تلبي الطموحات، وتُعلي في دروب العلم الهامات، وترفع في سبيل المجد أزهى الرايات.

عُرفت حضرموت منذ القدم بعلو كعبها وريادتها الثقافية والعلمية، وتبوئها مكانَ الصدارة في كل علم وفن، فكانت حتمية وجود جامعة بها أمراً يتوافق وتلك المكانة الكبيرة، ولعل أصحابَ القرار قد أدركوا حقائق التاريخ ومسلمات الزمن، وبأنه خليق بهذه الأرض المعطاءة أن يكون لها صرح علمي يليق بمقامها العالي، فكان أن صدر القرار الجمهوري الذي حمل الرقم ( 45 ) لسنة 1993م بإنشاء جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وهي تسميتها الأولى ( حينئذٍ )، ثم تم تحويلها منذ عام لتأخذ مسمى ( جامعة حضرموت ).

ومنذ أن أسست جامعة حضرموت عُدّ تأسيسها إنجازاً كبيراً وتقدماً نوعياً لمسيرة النهضة، ودرباً سيمكّن اليمنيين من اللحاق بركب الحضارة والتقدم والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة، ويكفل لأبنائها الشباب مستقبلاً زاهراً وغداً باسماً يتسم بانطلاق الأحلام لتتحقق، ويحتفل بكل فكر طليق يحلق في سماوات العلم والإبداع.

في شهر أكتوبر من العام 1995م صدرَ القرار الجمهوري الذي يحمل الرقم ( 150 ) بتعيين الأستاذ الدكتور علي هود باعباد رحمه الله؛ رئيساً لجامعة حضرموت؛ ليُعدّ أول رئيس لها وتتشرف الجامعة بقيادته لمسيرتها المظفرة، وكيف لا تحظى بعظيم الشرف وهو الذي سعى سعياً حثيثاً، وبذل الجهود المضنية، و استفرغ الوقت والعمر والطاقة ومعه عدد من أبناء حضرموت الشرفاء وكوكبة من رجالها الأنقياء الأخيار الذين بذلوا كل دعم كبير، ولم يبخلوا على أمهم الحنون حضرموت ليتوَّجَ سعيُهم جميعاً ببزوغ فجر هذا الإنجاز العظيم ليكون بمثابة خطوات واسعة نحو مسيرة الألف ميل، مسيرة تتكلل باقتطاف ثمار التنمية المستدامة وتعيد لحضرموت الخير والعلم ماضيها التليد.

جامعة حضرموت1بداية موفقة:

بدأت الدراسة في جامعة حضرموت في العام الدراسي 1996م / 1997م بثلاث كليات هي كلية الهندسة والبترول، وكلية البنات بالمكلا، وكلية التربية بسيئون، ثم افتتحت في عام الدراسي 1997م / 1998م أربع كليات هي كلية الطب، وكلية العلوم البيئية والأحياء البحرية، وكلية العلوم الإدارية في المكلا، وكلية العلوم التطبيقية بسيئون، وافتتحت في العام الدراسي 1998م / 1999م كلية التربية بالمهرة، ثم انضمت كلية التربية بالمكلا الى الجامعة في الأول من شهر يناير 1999م بعد أن كانت تابعة لجامعة عدن، وفي بداية العام الدراسي 2000م / 2001م تم افتتاح فرع لكلية التربية في محافظة سقطرى ليصبح حينها عدد كليات الجامعة تسع كليات تشمل أكثر من (53) تخصصاً في مختلف المجالات العلمية والطبية والهندسية والإنسانية.

واليوم؛ تشتمل جامعة حضرموت على أربع عشرة كلية هي 1) كلية الهندسة والبترول 2) كلية التربية بسيئون 3) كلية البنات بالمكلا 4) كلية الطب والعلوم الصحية 5) كلية العلوم الإدارية 6) كلية العلوم البيئية والأحياء البحرية 7) كلية العلوم التطبيقية بسيئون 8) كلية التربية بالمكلا 9) كلية التربية بالمهرة 10) كلية التربية بسقطرى 11) كلية الآداب 12) كلية العلوم 13) كلية التمريض 14) كلية البنات بسيئون. وتحتوي كليات جامعة حضرموت على معامل في علوم الحاسوب والالكترونيات والاتصالات ومعامل خاصة بالهندسة الكيميائية والبترولية، ومختبرات لغوية، وقاعات تشريح، ومعامل خاصة بالعلوم البيئية والبحرية.

كما تشتمل جامعة حضرموت على أربعة مراكز علمية وبحثية، وثلاثة مراكز مساندة، فالمراكز العلمية والبحثية هي:1) مركز الدراسات والبحوث البيئية 2) مركز النخيل والتمور 3) مركز الدراسات الإنسانية والاجتماعية، أما المراكز المساعدة فهي: 1) مركز الاستشارات الجامعي 2) مركز تقنية المعلومات 3) المركز الصحي الجامعي.

سمو الأهداف ونُبل الغايات:

تتسامى الأهداف وتنبل الغايات حين تتعلق بمحراب العلم وضياء المعرفة، وتعلو رايات الشموخ خفاقة إلى ذرى المجد حينما تكون الأهداف كذلك، ولأجل ذالكم كان تأسيس جامعة حضرموت، إذ أنشئت لتجسّد على ظهر الواقع عدداً من الأهداف النبيلة، وتسعى لتحقيقها فعلاً لتكون منارات مضيئة نحو البناء والإصلاح وإعلاء الوطن، ومن هذه الأهداف:

* تأهيل الكوادر العلمية في أحدث التخصصات الجامعية، مع تقديم تعليم متميز يتواءم مع التعليم الجامعي المعاصر.

* الاهتمام بالنواحي الإيجابية للعلوم والتكنولوجيا، والاستفادة من ذلك في حل قضايا البيئة وتطوير المجتمع المدني.

* الجمع بين المعارف النظرية والعلوم التطبيقية والتدريب بما يؤمّن أن يكون الخريجون عنصراً للتطور التكنولوجي والتقدم العلمي.

* إيجاد مراكز علمية حديثة لإجراء البحوث العلمية في مجال العلوم التكنولوجيا، وتوجيهها لخدمة المجتمع وخطط التنمية.

*الإسهام في استيعاب أبناء اليمنيين المغتربين وتخفيف العبء الاقتصادي على ذويهم.

*توثيق الروابط العلمية والثقافية مع الجامعات الأخرى بما يساعد على تطوير الجامعة وتعزيز مكانتها العلمية.

* مساهمة المجتمع في تقديم الخدمات الأساسية في التعليم المستمر وتأهيل الكوادر وتقديم الخدمات لتطوير التأهيل المهني وخدمة المجتمع.

علاقات .. وطموحات:

توثيقاً لعلاقاتها بالجامعات الأخرى؛ ترتبط جامعة حضرموت بعلاقات علمية وثقافية وتربوية مع عدد من الجامعات، إذ أبرمت عدداً من اتفاقيات التعاون العلمي والثقافي بينها وبين مجموعة من الجامعات العربية والإسلامية والأجنبية وهناك برامج للتبادل العلمي والثقافي بين الجامعات العريقة للاستفادة من إمكانياتها من خلال توفير الكادر التدريسي والاستفادة من إمكانياتها وخبراتها وخدمة تنشيط البحث العلمي.. وتسعى الجامعة الى تقوية هذه الروابط مع الجامعات من خلال عضويتها في اتحاد الجامعات العربية واتحاد جامعات العالم الإسلامي.

ومن طموحات جامعة حضرموت أن تحظى بموقع مخصص يضم جميع مبانيها، ويحتضنها تحت مظلة واحدة، ولعل مخططها الأساسي يمثل ذلك الطموح الكبير، إذ يوضح مباني الجامعة المستقبلية بمنطقة (فلك) الذي يتكون من (21) كلية، و( 31 ) منشأة خدمية،  و(7) مراكز بحثية، وفي إطار ذلك المخطط تم بناء كلية الهندسة والطب وبعض المرافق الهامة وكم نأمل في الأيام القادمة أن تتسارع خطى الإنجاز حتى يتم تنفيذ المخطط ليجسد الأماني والطموحات ويُظهر الجامعة برونق جمالي عصري ومظهر حضاري أنيق.

تحديات وصعوبات:

وفي الختام : فالهمة الحضرمية همةٌ جبارة، همة استعصت على عوامل اليأس والنكوص، همة اعتادت مواجهة التحديات والصعوبات، وتحدي الخطوب والملمات، ولئن واجهت جامعة حضرموت في وقتنا الحاضر ظروفاً صعبة في ظل شحة الإمكانيات، إلا أننا ننظر بعين التفاؤل والأمل إلى تكاتف الخيرين من أبنائها ليتمكنوا من الإبحار بسفينتها ، والرسوِّ بها إلى شواطئ الأمن والأمان.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص