الحوثي .. ينتحر !!

يجمع الكثير من المحلليين السياسيين على وقوع "الحوثي" في خطأ استراتيجي فادح – سياسي وعسكري - باستهداف العاصمة صنعاء ومحاولة محاصرتها وبالتالي اسقاطها اسوة بالمحافظات التي أسقطها من قبل ( صعدة وعمران ) تحت ذرائع واهية وشعارات براقة , لتحقيق المطالب الثلاثة التي رفعها وهي : اسقاط الجرعة وإسقاط الحكومة , وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وهي مطالب شعبية و وطنية ولكن "الحوثي" في حقيقة الأمر  اراد اسقاط الدولة وتغيير النظام الجمهوري بدليل استخدامه القوة والتهديد بالسلاح لإجبار الدولة على تلبية تلك المطالب والتي في ظاهرها الرحمة ومن ورائها العذاب ..

لقد وقع "الحوثي" في شر أعماله وانكشف الغطاء الشعبي الذي كان يتدثر به , وذلك في رد عملي ومباشر من قبل الشعب الحقيقي – بكافة اتجاهاته - عندما خرج في مسيرة مليونية سلمية اكتض بها شارع ابي الاحرار الزبيري في العاصمة صنعاء للتعبير عن رفضهم للجرعة واصطفافهم الوطني والشعبي الى جانب القيادة السياسية للدفاع عن النظام الجمهوري والوحدة والحفاظ على النهج الديمقراطي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ..

فالآن وبعد أن تعرى "الحوثي" شعبياً وسياسياً , فان الكرة في ملعبه وهو الذي يقرر ويختار احد الخيارين التاليين :

-        اما الانضمام الى الاصطفاف الشعبي والوطني ويتخلى عن العنف والإرهاب ويسلم السلاح الثقيل للدولة صاحبة الحق في امتلاكه واستخدامه ويعود من حيث اتى , ويشكل حزباً سياسياً ويخوض الانتخابات اذا اراد ان يحكم اليمن وذلك وفقاً للدستور والقوانين والالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية ..

-        او انه يستمر في انتهاج خياره العسكري والإرهابي ضد الدولة ومؤسساتها والشعب وفئاته المختلفة , ويحاول ان استطاع اسقاط الدولة وتغيير النظام الجمهوري ويحقق احلام اجداده ورغبة اسياده في العودة الى الملكية من جديد وحكم اليمن بالاستبداد والإكراه والسخرة , وبذلك فأنهم يحكم على نفسه بالانتحار العسكري والسياسي والعودة الى مزبلة التاريخ مرة اخرى ..

وأخيراً ..

اعتقد ان "الحوثي" لن يضحي بمكتسباته العسكرية التي حققها على الارض وسيستمر في غيه وغبائه السياسي الذي ورثه عن اجداده الملكيين وأسياده الايرانيين  , وستأخذه العزة بالإثم وسيعمل على تنفيذ مخططه لإسقاط الجمهورية مغتراً بقوته العسكرية والأسلحة المنهوبة من الدولة التي بحوزته وبالدعم "الإيراني" الذي يشجعه على المضي قدماً نحو تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي وذلك لفتح الطريق أمام "إيران" لتطويق الخليج العربي وإخضاع دوله كافة للهيمنة "الايرانية" الساعية الى نشر ثقافة التشيع والسيطرة على العالم العربي والإسلامي ..

ولكن الشعب اليمني باعتقادي سيقف في وجه من يتجرأ  على المساس بثوابته الوطنية ومكتسباته الثورية واعتقد ان رسالة الشعب اليمني اليوم قد وصلت "للحوثي" وأعوانه , فليجرب ويحاول إسقاط "صنعاء" , فالجواب ما سيرى لا ماسيسمع , وسيعلم ان الارادة الشعبية تتفوق دائماً على ارادة العنف وثقافة الإرهاب الاتية من كهوف العصور الوسطى , فالأولى والأسلم له ان يرحل عن اليمن الى حيث اسياده او يتعايش سلمياً مع الاخريين  واحترام مبدأ القبول بالآخر  ..

بقلم : ناصر الصويل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص