ان المسيرات الشعبية والتظاهرات الجماهيرية العارمة التي خرجت في كافة الميادين والساحات الثورية في معظم محافظات الجمهورية اليمنية , دعماً للجيش والقيادة السياسية في مواجهة جماعات العنف والرجعية وتلبية لدعوة اللجنة الشعبية والوطنية للاصطفاف الوطني للدفاع عن الاسس الوطنية الاربعة : الجمهورية والوحدة والديمقراطية ومخرجات الحوار الوطني ..
تلك الفعاليات الشعبية والرسمية لتؤكد حتمية وضرورة الاصطفاف الوطني في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ اليمن , ولتؤكد حتمية استمرار الفعل الثوري السلمي , وذلك باعتبار تلك الاسس والمبادئ الثورية هي صلب اهداف الثورة السلمية التي انطلقت في 11 فبراير 2011م , وبالتالي ينبغي ان يصطف الشعب – سلطة ومعارضة - في خندق الدفاع وحماية تلك المكتسبات الوطنية وعدم التفريط في واحد منها مهما بلغت التضحيات والخسائر المتوقعة ..
كما ان الثورة السلمية في هذه المرحلة وفي ظل المتغيرات والتحولات الراهنة في الواقع السياسي والأمني ينبغي ان تجدد من وسائلها وأساليبها الثورية وتتخذ استراتيجية وأشكالاً جديدة ومتطورة تستطيع من خلالها مجابهة كافة التحديات والاحتمالات المتوقعة والتهديدات والاستفزازات التي يطلقها اعداء الوطن من دعاة الفتنة والعنف والرجعية والكهنوتية , فلا مساومة او تفاوض على تلك المكتسبات الوطنية التي تحققت في ظل الثورة اليمنية المجيدة ..
واعتقد ان الثورة السلمية الشعبية في المرحلة الراهنة , تعيش في قمة ذروتها و قوتها ونضجها الثوري ,ولا ادل على ذلك من تلك الحشود الشعبية المليونية التي خرجت في يوم الاصطفاف الوطني والشعبي وفي جمعة "معاً لأجل اليمن" في كافة الميادين والساحات الثورية , والتي بحت حناجرها وأصواتها بالشعارات والهتافات الوطنية , فهذه الروح الوطنية التي ازالت الحواجز الحزبية والطائفية والمناطقية وتوحدت حول حزب وطني واحد يسع الجميع اسمه " اليمن " , والكل على استعداد ان يضحي بمصالحه الشخصية والحزبية الضيقة في سبيل تحقيق المصالح العليا لليمن الموحد , فعند الاخطار والتهديدات تظهر المواقف الوطنية والمشرفة للشعوب والحكومات والأحزاب والجماعات والمكونات السياسية والاجتماعية والدينية والقبلية المختلفة ..
وأخيراً ..
- ينبغي على الدولة او القيادة السياسية ان تتعامل مع المخاطر والتهديدات والمؤامرات التي تحاك ضد اليمن والمساس بمكتسباته الوطنية بمنتهى الجدية والاهتمام البالغ واخذ كافة الاحتياطات والاستعدادات العسكرية والأمنية وتستثمر الاصطفاف الوطني والشعبي للدفاع عن الوطن ومكتسباته الثورية والوطنية ..
- وينبغي على الاحزاب والقوى السياسية والمكونات الاخرى ان توحد كلمتها وتصطف الى جانب الدولة للدفاع عن الوطن ووضع خلافاتها جانباً وبالذات القوى والشخصيات التي وقعت على وثيقة مخرجات الحوار الوطني ..
- وينبغي على المجتمع الاقليمي والدولي ان يقف الى جانب اليمن في هذه الظروف الصعبة والحرجة والتي تهدد عملية التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة وتقوض الجهود الرامية الى تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة ..
- وينبغي على قيادة الثورة السلمية ان تستثمر كذلك هذا الاصطفاف الشعبي والوطني الكبير في ايقاد شعلة الثورة السلمية من جديد من خلال المسيرات والمظاهرات والاعتصامات السلمية والوقوف الى جانب القيادة السياسية المنتخبة والحكومة التوافقية والجيش الوطني للتصدي لأعداء الجمهورية والوحدة والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ..
- وأخيراً ينبغي على الفئة الصامتة من النخب المثقفة والمتعلمة والعلماء والدعاة ان يخرجوا عن صمتهم ويصطفوا الى جانب الشعب اليمني العظيم وان لايتخاذلوا عن القيام بدورهم المنوط بهم , فالوطن اليوم بحاجة ماسة الى جهودهم وتضحياتهم , فهم اليوم مطالبون برد الدين والجميل الذي عليهم للوطن الذي صرف على تعليمهم وتكوينهم حتى اصبحوا رقماً مميزاً في المجتمع اليمني ..
بقلم : ناصر الصويل