كهرباء خمس نجوم

مع الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي وعودة درجات الحر مجدداً للارتفاع، يصاحبه الكثير من الهموم والغموم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تتحذف على المواطن المسكين عبر وسائل الإعلام المتعددة، التي يحس بعدها المرء أن متاعب الكهرباء لم تعُدْ إلا مصيبة من المصائب الهينة بجانب ما يطرقه من مصائب كثيرة أتينا على ذكر شيء منها في البدء.

لقد أمست كهربائنا العليلة كهرباء أم خمس نجوم، بل هي أكثر من ذلك، فبفضلها أمسينا على الدوام نتمتع بمنظر نجوم السماء الخلاب، وهي توفر لنا بالمجان مناطق مظلمة بل شديدة الإظلام، يتمناها الكثير من دول الغرب الذين خصصوا عمداً مناطق سياحية مظلمة ليتمتع روادها بمنظر نجوم السماء ويريحوا أنفسهم من عناء الإضاءات المنتشرة في كل مكان كلوحات الإضاءة الإعلانية التي تُعد بالآلاف في شوارعها المزدحمة المكتظّة، إلى جانب الإضاءة المعتادة والمستمرة في الشوارع والعمارات وناطحات السحاب، وحتى طائرات الهيلوكوبتر التي تحلق للمراقبة في مساءات الناس لتوفر لهم الأمن ولترصد أية تحركات مشبوهة باستخدام الأشعة تحت الحمراء .

لعلي لا أكاد أتصفح الأخبار المحلية في المواقع الإليكترونية بمحافظتي إلا وتقع عيني على مقالات تقطر ألماً وحسرة مما آل إليه حال كهربائنا العجوز، بل في بعض الأحيان ينتابنا الكثير من اليأس والقنوط من إصلاح حالها، بعد أن استمرأ المسئولون الكذب وبالأخص في بداية كل موسم صيفي بأنهم في أتم الاستعداد لمواجهة متطلبات الصيف القادم، وأن الكهرباء ستكون مستقرة دون انقطاعات ليظهر العكس تماماً ولتنعكس ثقة الناس في كل التصريحات التي تُقال على عواهنها، ويبقى المواطن هو الضحية في آخر المطاف بينها ( هم ) ينعمون بكل شيء فاره ومثير .

ينتابنا الإحساس مع قدوم حكومة جديدة بعد أيام قلائل وبالطبع سيكون من ضمنها وزير جديد للكهرباء بأن الحال سيظل على ما هو عليه إن لم يزددْ سوءاً، فإن قيل لنا أن القادمون كفاءات، قلنا إن معيار الكفاءات بمنظار الآخرين يختلف اختلافاً جذرياً عن معايير الكفاءات التي تُعرف في كل مكان، ففي هذا البلد المسكين يصبح كل عاجز عن خدمة الناس، بل ضار لهم ناهب لثرواتهم هو الشخص الكفء الذي يستحق أن يتولّى مقاليد الأمور إلى جانب أن المجرّب قد جرّب تماماً ومراراً وتكراراً بل واستُهلك في التجربة، ولم يعُد بمقدورنا إلا أن ننتظر البلد لتدخل في طور لاحق لعل فيه بعض الخير .

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص