يا وزير الدفاع .. القات تحدياً داخل أسواقنا يباع

لا يختلف اثنان على أن للوحدة اليمنية انجازات ومكاسب داخل حضرموت ولا ينكرها إلاّ جاحدٌ .. ولم يختلف ولن يختلف عاقلان داخل المعمورة بأن من مساوئ هذه الوحدة دخول القات إلى محافظتي حضرموت والمهرة ، اللتان لا تعرفان القات مدى تاريخهما { حتى أيام الاشتراكية أو أيام الاستعمار البريطاني البغيض غير المسلم !!}.

ونعلم نحن الحضارمة أن القات أساء وخدش في خصوصيتنا و قيمنا كثيراً ، خلال السماح بدخول القات إلى هاتين المحافظتين ، ولا ندري أكان هذا بقصد أو دون قصد من قبل قيادة الوحدة المشئومة " السابقة " مثلما خطط لنهب أراضينا وخيراتنا ، وكأنه { واجب علينا واجب .. إتباع الأغلبية واجب }.

إن السلطات بالمحافظة عملت على إبعاد القات عن المدن وحددت له أسواقاً خاصة خارج المدن احتراماً لتلك الخصوصية ، لكون القات ليس مهنة شريفة تعتادها داخل أسواقها مدن حضرموت ومناطقها وعكسها تماماً مناطق ومدن اليمن ( شماله وجنوبه ) ، ولكن للأسف لم يلتزم بائعو القات لتوجيهات السلطات ، بل وتلكأت الجهات الأمنية في تنفيذ تلك الإجراءات ، وتعاملت مع بائعي القات بلطف ، وكأنها تلعب معهم { كلعب توم وجيري .. كرٍ وفرٍ!!} ، ولا ندري هل بائعو القات أقوى نفوذاً من هؤلاء العساكر ، أم أن عقولهم أصبحت هي الأخرى حبيسة تلك الشجرة؟!!.

قد يقول قائل: أن هؤلاء البواسل .. القات محور حياتهم اليومية .. وعكسهم تماماً الحضارمة الذين يعتبرون القات دخيل عليهم ، وهو أساء إلى أعراف أسواقهم بل ويتقزز منه السواد الأعظم من الحضارمة ، لذا من المنطق أن ينتقل هؤلاء الباعة إلى الأماكن المحددة لهم ، أو تقريب المسافة للجنود من خلال بيعه جانب ثكناتهم العسكرية في ساعات محددة مع مراعاة الجانب الأمني وهذا الأمر بالإمكان فعله ، لأنه وكما تعلمون أن تبعات هذه الأسواق سيئة في كل الأحوال حتى من الناحية الأمنية ، لأن مثل هذه الأسواق وكر لكل المصائب ، بل حتى بعض الذين أطلقوا الرصاص على أبناء هذه المدينة السلميين قبل سنوات ( وقتلوا من قتلوا ) كانوا يتخذون من تلك السوق ملجأ لهم !! .

واليوم يا قيادة المنطقة الأولى أفرحتمونا عندما عملتم ( ما لم تقدر عليه السلطات المحلية والجهات الأمنية بحضرموت ) من خلال إبعادكم القات من سوق مدينة سيئون وباقي أسواق مدن حضرموت لاحقاً - إن شاء الله - ، مثلما ردعتم المخلين بالأمن العام بوادي حضرموت لأول مرة منذ سنوات مضت حفاظاً على خصوصيتنا وأعراف أسواقنا فلكم الشكر والتقدير .

ولعل جهدكم هذا ينسجم مع الخارطة العسكرية الجديدة .. كما نتمنى أيضاً منكم تثبيت النظام كل النظام داخل وادي حضرموت وعاصمته خاصة ؟! لاسيما وقد رأينا وزير الدفاع مهتماً بجوانب أخرى بوادي حضرموت والمحافظة عامة - بما فيها التعليمية - أثناء زيارتك الأخيرة لها. والأهم في الأمر .. أن تكون هذه الحملات بشكل مستدام وجدي وحازم ، ولسان حالكم يقول للعابثين : ( وإن عدتم عدنا وبقوة أكثر وبمعالجة أخرى} ، كوننا غير مطمئنين لأننا تعودنا عودة العابثين وبائعي القات إلى الأسواق بعد انتهاء فعالية كل حملة ، نتمنى أن تكون هذه الحملات غير سابقاتها وتأتي أكلها .

ونتمنى أيضاً دعمكم للسلطات المحلية والتنفيذية خاصة بما يلزم لتنفيذ أوامرها لأجل تثبيت هيبة الدولة ولترسيخ نظامها أيٍ كان العابثين ولو كانوا بائعو القات ، فهل سيحصل هذا ؟ .. أم أن القات لا يعلو عليه سلطان !!.. ولعل هذا يذكرنا ما قاله أديب وشاعر اليمن أبو الأحرار الشهيد: - محمد بن محمود الزبيري - حين سطر عن القات كلمات لو سمعها الحجر والشجر لا ستجاب حين قال بعد كلام له :{ سلطان القات .. أو قل شيطان القات .. الشجرة الملعونة في أرض اليمن .. إنه الحاكم الأول في اليمن .. الحاكم الطاغوت المستبد .. يتحكم في كافة مجالات الحياة اليمنية كبيرها وصغيرها } ..

وليعلم الحضارمة أن الأغلبية اليمنية ( شمالاً وجنوباً ) كلهم يمضغون القات الذي يباع داخل الأسواق وكأنه سلعة طيبة وما على الحضارمة ( الأقلية ) وغيرهم إلاَ أن يقتدوا بالأغلبية الساحقة حتى ولو سحقت قيمهم وخصوصيتهم الطيبة ، وعدم الخروج عن الجماعة أليس كذلك ؟ ، أم أن المرحلة الجديدة التي سيشهدها الوطن قريباً غير ستعطي كل ذي خصوصية حقها...

بقلم الأستاذ : سعيد جمعان بن زيلع

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص