الإعـلام .. والمـؤامرة على مصـر؟!

يُحكى بأن العقل قال:" أنا ذاهب إلى الشام "، فقالت الفتنة:" وأنا معك"، وقال الشتاء:" أنا لاحق بالبادية"، فقالت الصحة:" وأنا معك"، وقال الرخاء:" أنا لاحق بمصر"، فقال الذل:" وأنا معك".

لا تزال مصر الحبيبة تعاني من ذل المؤامرات، الكيد والفتن قد عمّت أرجاءها، ساد الظلم والخوف، واستشرى الفساد والقمع، وأوذي الناس إيذاءً عظيماً، وأضرّ بهم الظالمون أيما ضرر وأزهقوا أرواحهم بالآلاف وأحرقوا جثثهم بشكل مروع في ميدان رابعة العدوية وغيره وعلى مرأى ومسمع من العالم كأنهم حشرات تستحق أن تُداس دون رحمة أو شفقة.

لقد خاف المبطلون وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل من أن يسود مصر الحكم الإسلامي النقي الصافي، ففي ذلك خطر عليهما وعلى الدول التي تدور في فلكهما، ولذلك فقد حاولت أمريكا ومن معها من دول الخيانة والاستعباد مستعينة بأموال النفط وثروات المسلمين على إجهاض وتقويض كل تجربة تؤدي إلى ذلك الهدف، فبدأوا بالتآمر وحبك خيوط المكر والمكايدات ولن يكفوا عن أفعالهم حتى تعود الأمور إلى مجرياتها الأولى ويرجع الزمام بأيديهم مجدداً، ولكن هيهات.

لقد عرف المتآمرون والعملاء والخونة قوة وسائل الإعلام ومدى تأثيرها في الرأي العام فأخذوا بالسيطرة على أجهزة الإعلام، ونشروا أفكارهم وافتراءاتهم فسَرَت بين أوصاله كالسرطان الخبيث، تدمر أسس بنيان المجتمع وتنخر فيه وتُعمل فيه الخراب والدمار، فاشتروا بدراهم معدودة ذمم الكثير من أرباب الإعلام، وأخضعوا ببريق دنانيرهم رقاب الكثير من أباطرة الصحافة، وظهر هؤلاء وهؤلاء كأنهم كلاب مسعورة تنهش في أهل الحق ودعاة الأمن والسلام، وتزين أهل الباطل وتقلب المشهد رأساً على عقب وأغرقت في التضليل الإعلامي إلى حدٍّ غير مسبوق حتى صدقهم السذّج وسار على نهجهم المغفّلون.

لقد ضخّت دول الخليج وخاصة السعودية والكويت والإمارات المليارات من الدولارات من أجل السيطرة والقضاء على الإسلاميين، وحتى تبقى مصر تابعة ذليلة لا تقود الأمة نحو العزة والكرامة الإسلامية، ومن المستغرب أن هذه الدول التي يسود فيما بينها منذ زمن بعيد الشقاق والتنازع فجأة تجتمع تحت مظلة واحدة، وتتحد أهدافهم ومراميهم، فهل هذا الالتفاف والتوافق كان على الحق، وذالكم الاجتماع والتآخي جاء على الخير، الواقع يثبت عكس ذلك تماماً فلم يكن سوى لتدمير كل صوت إسلامي وإسكات أية تجربة تعيد للأمة عزتها لصالح الغرب والصهيونية العالمية، ومن أجل حماية أمن كيان اليهود، فهل نظرتم كيف تتجمع الذئاب في الغابة عند الخطر الداهم؟!

 بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص