حضرموت اليوم / سيئون / خاص :
توفي اليوم السبت 18/10/2014م بمدينة سيئون وفي تمام التاسعة والنصف صباحاً الأستاذ : عبداللاه محمد عبدالرحمن بارجاء عن عمر ناهز (85) عاماً وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العشاء بمسجد طه ودفن بمقبرة بامخرمة .. في جمع غفير من تلاميذه ومحبيه وأهله وذويه ، فنحتسبه عند الله ونرجو له أن تفتح له أبواب الجنان ، غفر الله له واسكنه فسيح الجنان .. وانا لله وانا اليه راجعون ..
الأستاذ : عبداللاه محمد عبدالرحمن بارجاء من مواليد سيئون وتلقى تعليمه الأساسي بها ثم التحق بالمدرسة الوسطى بغيل باوزير عام 1948م وكان متفوقاً على اقرانه من اجل ذلك كان الوحيد (على حد تعبير الشيخ القدال) الذي طار واختصر مدة الدراسة من أربع سنوات الى ثلاث سنوات ، فنقل من الصف الثاني الى الصف الرابع دون المرور على الصف الثالث .
ثم سافر الى جمهورية السودان ليدرس في معهد بخت الرضا لإعداد المعلمين ضمن الدفعات الأولى التي سافرت الى هناك ثم سافر الى بريطانيا فكان أول من رشح لتلك الدراسة من بين أقرانه.
ومن هناك عاد الى مسقط رأسه ليأخذ مكانه مديراً للمدرسة الوسطى بسيئون عام 1960م وقد انتقلت الى مبنى بن داعر في منطقة علم بدر (حي الثورة اليوم) فكتب ناظر المعارف للدولة الكثيرية يومها : ان الأستاذ بارجاء كان دعاية حسنة جدا للإقبال على البعثات الدراسية في الخارج.
فنهض بالتعليم في المدرسة الوسطى من خلال إعطائه اهتماماً كبيراً بالأنشطة اللاصفية فحولها الى خلية نحل دائمة الحركة من الصباح الباكر وحتى بعد العشاء يومياً .
ادخل الى الأنشطة نظام الجمعيات مثل : جمعية صغار المزارعين ، وتربية الدواجن ، والنجارة ، والصحافة ، والفنون ، والجلسات الأدبية ، والتصوير الفوتغرافي ، وكان النشاط المميز الدكان التعاوني ، ومحكمة العدل التي تتكون من قاضيين ونائب عام لحل مشاكل الطلاب بالمدرسة وتتخذ القرارات والأحكام المناسبة ، بما يشبه الإدارة الذاتية التي يقوم بها الطلاب بانفسهم .
ومن روائع وإبداعات الأستاذ عبداللاه بارجاء التي تميز بها ان يحمّل كل طالب في المدرسة مع نهاية العام الدراسي رسالة الى ولي أمره قائلاً : هانحن نُرجع اليك وديعتك الغالية .. وقد بذلنا كل مافي وسعنا لتربيته تربية حسنة وشغلنا كل أوقاته من الصباح الباكر حتى بعد العشاء وذلك في دروس يتلقاها ونشاط يمثل فيه ورياضة تفتق عضلاته ، كما انه يقرأ الأوراد في الصباح والراتب في المساء كل يوم .
فهو حقاً أستاذ الجيل ورائد التعليم ومؤسس أول مدرسة متوسطة في وادي حضرموت وبإدارة محلية .