( يمن نت ) أم ( يمن زفت )

ما برح الناس يخرطون قتاد الإنترنت السيئ في وطننا، حتى قال أحدهم متهكماً ـ بعد ظهور البطء الشديد والمضجر في الخدمة ـ : " لعل رئيس الوزراء الجديد يقوم بتحميل وزراء الحكومة الجديدة من السوق الإليكتروني ( قوقل بلاي )".

 

لقد بات من المناظر المعتادة التي تُشاهد كل يوم أن تجد أحدهم في مقهى خاص بالإنترنت وقد جلس ( صاوياً ) ثم بعد حين تصدر عنه تأففات حارة تتطور إلى صراخ، فالمسكين لم يطِق صبراً أن ينتظر دقائق وربما ساعات لتفتح صفحة بريده الإليكتروني أو صفحته المفضلة لموقع أخباري، ليجد نفسه تزأر من غير ما شعور، وقد اختلج بين طياتها غضب عارم على سوء حال شبكتنا العنكبوتية المهترئة التي يبدوا أن حال عنكبوتها قد آلت للتدهور إن لم يكن قد نفق أصلاً.

 

بدا واضحاً أن العذر الجاهز لدى شركة ( يمن زفت ) هو في ارتفاع أعداد المشتركين في خدمة الإنترنت، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الخطوط، لكن الغريب في الأمر؛ ما بال اليمن وحدها تشكو من هذا، فكأن المشتركين في البلدان الأخرى يعدّون بأصابع اليد، بل وكم عدد سكاننا مقارنة ببلدان أخرى كجمهورية مصر على سبيل المثال التي يوصف الإنترنت عندهم بأنه ذو سرعة جيدة لا تحصل فيه هذه الترهات، لكن أستطيع أن أقول بأمانة أن ما يوازي معاناتنا من تدني سرعات الإنترنت؛ سرعة هائلة في إلقاء الوعود العرقوبية المسكنة من قبيل أن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية تعمل بكل جهدها على حل المشاكل وتنفيذ المعالجات حتى يتم القضاء على الإشكاليات دون رجعة.

منذ أن صحونا من سبات الغفلة ونحن نسمع تلك الأقاويل تتردد في جنبات مختلف وسائل الإعلام لكن تمر السنوات تلو السنوات ولا شيء يتغير إطلاقاً إن لم يزدد الوضع سوءاً، ولا ننسى كيف تسببت الصومال ـ التي يهدوننا بها على الدوام ـ بالحرج البالغ لمسئولي الاتصالات ( الموقورون ) والمؤسسة العامة الاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة بيمن نت؛ حين أطلقت ـ الصومال ـ خدمة انترنت بسرعة 100 ميجا بايت في الثانية عبر الألياف الضوئية، في حين لا تقدم "يمن نت" سوى سرعة لا تزيد عن 4 ميجا بت في الثانية عبر تقنية ADSL القديمة والتي تعتمد على الشبكة النحاسية وبأسعار وتكاليف باهظة للغاية.

 

حينها وفاتنا بي بي سي البريطانية بتقرير جاء من ضمنه " أن خدمة الإنترنت السريع عبر الألياف الضوئية في الصومال في العاصمة الصومالية مقديشو فقط، وأن الأوضاع الأمنية المتردية حالت دون نشر الخدمة في باقي المدن الصومالية، وتثير هذه الخطوة استياء واسع من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بسبب سوء أدائه، كما أن الصومال أطلقت في وقت سابق خدمة الاتصالات من الجيل الثالث قبل أن تقوم شركات الإتصالات بتوقيفها بسبب تهديدات من جماعات مسلحة بنسف مقرات تلك الشركات إذا لو توقف خدمات الإنترنت عبر الجوال.

 

وانبثق السؤال المر حينها: متى ستكون اليمن مثل الصومال؟ ومتى سيتم تقديم خدمة الإنترنت عبر الألياف الضوئية والجيل الرابع  LTE؟ متى سنلحق بركب الصومال التي يعيش مئات الآلاف من مواطنيها كلاجئين في اليمن ؟

 

ما زلت عند رأيي في أن ثمة صمم مرضي، وصمت مطبق، لدى القائمين على ( يمن زفت )، فلم تهزهم الصومال ولن تهزهم، ولن يستثير ضمائرهم وشرفهم شيء وكما قيل ( ما يهزك ريح يا هذا الجبل )، وإلا لما زلنا مذّاك نعاني من نفس الإشكاليات مع استمرار وتيرة الوعود العرقوبية.

 

 وعود على بدء إلامَ سنعاني منكم يا هؤلاء، يا من تفسدون وعي الأمة وتكذبون عليها بأرخص الأكاذيب، ولمصلحة من تشعلون هذه الحرائق في النفوس؟! .

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص