يبكى القلم فوق السطور ..تضيق مساحة الذاكرة عن ذكر كل ما أتسمت به من القيم السامية ..أكتب الكلمات بمداد قلبي يامن أضاء ظلام عقلي وأضاء لي طريقي في الحياة .. ياشمسا أذابت جمود قلبي , وفجرت ينابيع الأمل.. يامن غرست حب الله في فؤادي ورسخت عقيدة التوحيد في اعماقى .. يامن كنت لي أبا في الحنان ومعلما في الأخلاق وأخا في النصح والإرشاد نصائحك نور أسير في حياتي وابتسامتك ثلج يطفئ خوفي والمى , مهما وصفتك فلن استطيع أن أكمل ..ليس تهاونا , ولكن شيئ أعمق من ذلك .
كم يا الله نشتاق إليه .. ونتمنى أن ترجع السنين الى تلك الأيام .. ولكن ( كل نفس ذائقة الموت ) في 18أكتوبر 2014م ودع الدنيا الفانية أبى وأستاذي وقدوتي الشيخ / عبداللاه محمد عبدالرحمن بارجاء .. نعم لقد رحل بصمت وهدوء بعد أن غمرنا منذ طفولتنا بحبه ورعايته.. أنى أتذكر تفاصيل ملامحها تلك سنوات طفولتي حينما كان يوجهني للتعليم ويرشدني للاعمال الخيرية .. نعم أتذكر ابتسامته .. ضحكته ..أسلوبه ..صوته..عندما كنت أرافقه في نزولاته الى الجمعيات التي ساهم في تأسيسها كجمعيه رعاية وتأهيل المعوقين وجمعية رعاية وتأهيل المكفوفين وجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية بوادي حضرموت . ستظل بصماته لن ننساها أبدا ..كانت عيناه تراقبنا وتوجهنا وترشدنا ..يامن علمتنا ان الانسان بلا تعليم كالتائه في الحياة ..يامن علمتنا علاقتنا بخالقنا ..يامن علمتنا أبجديات الحروف والكلمات .
نعم لقد كنت يا أبى في الأسرة متواصلا مع جميع أفراد الأسرة ..كنت ملتزما بأمور ديننا الإسلامي والدعوة الى الله بين الأجانب بطريقة لبقة وجميلة ..نعم وكان لي الشرف ان كنت معك في توزيع المصاحف والكتيبات الاسلامية بمختلف اللغات التي تتكلم عن الإسلام وسيرة خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم .
وما معرض الآثار المحمدية إلاّ لمحبتك لرسول الله شفيعنا يوم القيامة .
للوالد المرحوم الأستاذ / عبداللاه بارجاء بصماته الواضحة الخاصة في بناء مجتمع قوي ومتماسك ومتطور علميا وعمليا لتساهم في تقدم البلاد وتطورها ..ان العلم كالسفينة التي تسير في البحر , فالسفينة تحتاج الى ربان يمضى بها أينما يوجهها تسير , وهذا الدور الذي وضع بصمته في بناء الأجيال الى التطور فكريا وثقافيا واجتماعيا , وكان يسقيهم بعلمه وتجاربه فيثمر أفضل الثمر وتخرج على يده أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمدرسين .. يودون له كل الاحترام والإكرام والخضوع والتقدير , فهنئا له ذلك , في ميزان حسناته .
ما الفخر إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
ففز بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
فقيمه كل امرئ كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
أما في مجال الرياضة كانت له بصمات في تأسيس (النادي الأهلي) الذي اتخذ اسم نادي (الاحقاف) وبقي في رئاسة اللجنة أكثر من خمس سنوات .
كما ترأس لجنه التأسيس والإشراف على مدارس القرن والتعاون1960م-1962م.
جزاه الله كل خير ورحمه الله رحمه الأبرار وأنزله منزله الصديقين والشهداء.
ومن هنا اشكر عن نفسي ونيابة عن أفراد الأسرة كل من قام بواجب العزاء سوى من السلطة المحلية أو كل شرائح المجتمع سوى بالحضور أو الاتصال أو الرسائل من حضرموت أو اليمن عامة أو السعودية والإمارات والكويت واندنوسيا .
أسال الله أن يبارك فيهم راجيا منهم الدعاء للوالد الكريم أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وفضله وان يجمعنا به تعالى في مستقر رحمته وأن يلهمنا جمعيا الصبر والسلوان انه على ذلك قدير بالا جابه جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. والحمد لله رب العالمين.
بقلم : لطفي عبداللاه بارجاء