لقد عانى جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني ما يقارب من 138 عاماً إلى أن قامت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م واستمر الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني أكثر من أربع سنوات وبعد تضحيات جسيمة قدمها أبناء الشعب اليمني تم التحرر والنصر على بريطانيا العظمى في 30 نوفمبر 1967م ، وسيظل هذا الانتصار شامة بارزة في تاريخ اليمن ومستقبله ، وعلى الرغم من مرور ما يقارب 47 عاماً على انتصار الثورة إلا إننا اليوم للأسف الشديد نعاني من مشكلات وأزمات لم تكن موجودة حتى أيام الاحتلال البريطاني لذا وجب علينا أن نقف في هذه المناسبة لنستفيد منها الدروس والعبر التالية :
- إن مرور هذه العقود من الثورة والأمور تمشي من سيء إلى أسوء فعلى جميع القوى مراجعة حساباتها والتخلي عن الأنانية والمشاريع الصغيرة وأن يكون مشروعنا الكبير هو اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه وأن نتخلى عن الأنانية وأن نعمل من أجل المصلحة العامة لكل الشعب اليمني .
- علينا أن نسعى جميعاً من أجل توعية أنفسنا وتوعية جماهير شعبنا بكل قضايا اليمن المختلفة وأن نعرف من كان مسئولاً عن الأزمات والمشاكل التي يعاني منها اليمن .
- علينا جميعاً أن نتعايش مع بعضنا البعض وأن نقبل بعضنا وإن اختلفت الآراء وإن الصراع الذي عاشه اليمن بعد ثورة سبتمبر وأكتوبر في الجنوب والشمال قبل الوحدة وبعدها بسبب أن هناك قوى متصارعة كل طرف لا يرضى بالآخر وبعض الأطراف استحوذت على كل شي وفي النهاية خسرت كل شي وتاريخ الثورة اليمنية في الجنوب والشمال ومنذ قيام النظام الجمهوري والصراعات التي حصلت بسبب الإقصاء والهيمنة من طرف واحد ولدت الاحتقان والأحقاد والضغائن والاغتيالات والحروب والثارات لذا يجب علينا أن نقبل بعضنا وأن استخدام القوة في فرض الأمر الواقع لا يدوم طويلاً وهذه الطريقة استخدمت قديماً وأثبتت فشلها ..
إن الإنسان مهما كان عمله تبقى هي رصيده في الدنيا وفي الآخرة سيحاسب على عمله إن خيراً أو شراً ، وفي الدنيا إذا كان هذا العمل يحبه الله ويرضاه وفيه مصلحة للبلاد والعباد فإنه سيذكر بالذكر الحسن والطيب وسيكتب في صفحات ناصعة من تاريخ اليمن قامات يمنية عظيمة نعتز بها على مدى تاريخ اليمن القديم والوسيط والمعاصر ومن هذه القامات في تاريخ اليمن المعاصر وهم والجمد لله كثير ولا يتسع المقام لذكرهم وعلى رأسهم شهداء الثورة سبتمبر وأكتوبر أمثال الزبيري وغالب لبوزة والنعمان والثلايا ومدرم وعبود وكذا البيحاني وفرج بن غانم وفيصل بن شملان وغيرهم الكثير .. وأما من أخطأ وتآمر على هذا الوطن الطيب والشعب العظيم فإن الله يمهل ولا يهمل .. تعود 30 نوفمبر القادم بإذن الله وقد تحقق لليمن وشعبه العزة والكرامة ودولة المواطنة المتساوية وما ذلك على الله بعزيز ..
بقلم : مبارك يسلم لرضي